المحتوى الرئيسى

هشام الصادق يكتب: حارة "الفقر حشمة"

04/19 18:37

هناك فى قلب القاهرة الفاطمية، بجوار زقاق المدق والسكرية، بالقرب من مرقد الحسين الذى ينوى الأخوة السلفيون هدمه، تقبع حارة صغيرة، لا يزيد طولها عن سبعه أمتار، ويطل عليها ثلاثة بيوت، منزل فى اليمين، مملوك لعائلة أحمد عبد التواب ومنزل فى اليسار مملوك لعائله موريس، منزل فى المواجهة مملوك لعائله كوهين، وكلهم كانوا تجارا بالأزهر، وهاجروا ومندوبيهم "اللى بيلموا الايجار" اختفوا منذ سنوات والبيوت أصبحت ملك ساكنيها، "قاعدين كده ولا منهم ملاك ولا منهم مأجرين"، اسمها حارة الفقر حشمة، وقد أسعدنى الحظ بزيارتها والتعرف على أهلها، أثناء اهتمامى بالعمارة الإسلامية، واسمحوا لى من خلال "اليوم السابع" أن أسأل على أهلها. أصدقائى سكان حارة "الفقر حشمة"، كيف أحوالكم، وماذا صنعتم بأموال أبائكم المحولة من الخليج، وماذا فعلتم بوسائل الاتصال الحديثة، كالمحمول والإنترنت واليوتيوب والفيس بوك وتويتر، وما هو جديدكم مع وسائل الانتقال الحديثة، أعرف أن الحارة تحولت إلى موقف تكاتك، والدش والفضائيات ماذا صنعتم بهم، والقمر الصناعى نايل سات، هل كان وسيلة لتنقلوا ثقافتكم وحضارتكم إلى العالم أجمع، أم كان وسيلة لإظهار تشوهاتكم وسوءاتكم، ومجال متسع للشحاذين وذوى العاهات، والحرافيش. أصدقائى سكان حار "الفقر حشمة"، سمعت أنهم اكتشفوا البترول والغاز بالحارة، وأنكم أضعتم كل نقود الاثنين على فرق الكرة والدورات الرمضانية، والباقى حولتم به قهوة الزينى إلى كافيه الزينى، ماذا صنعتم بالجرائد والمجلات التى انتشرت فى الحارة كالنار فى الهشيم، ماذا صنعتم بهامش الحرية، الذى كان متاحا فى العصر السابق، هل استخدمتموه فى بناء علاقات سوية بينكم، أم أنكم استخدمتموه فى حروب القنوات الضيقة، ونشر مساوئ بعض، وسى ديهات بعض. أحبائى سكان حارة "الفقر حشمة" ماذا فعلتم بالنقود، ماذا فعلتم بالنفوس، ماذا فعلتم بالدين، ماذا فعلتم بالتكنولوجيا، هل أصبحتم أفضل، أم أنكم كنتم فى حال أفضل قبل كل هذه المدخلات، سلامى للجميع فردا فردا، "وربنا معاكم ومعانا وأشوفكم على خير".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل