المحتوى الرئيسى

حسين درويش: قوات الأمن اللبنانية قتلت شقيقي بالقنابل الحارقة

04/19 17:55

بيروت - رينة دويهي وسط صراخ أمّ مفجوعة وغضب الأقارب والأصدقاء، شيّعت بلدتا بريتال وحورتعلا في سهل البقاع اللبناني السجين ناصر درويش (52 عاماً) الذي قضى متأثراً بجروح وحروق أصيب بها خلال حوادث سجن رومية الأخيرة. والدة الراحل كانت تردد: "بيقولوا المحبوس محروس، بس تبين إنو الحارس قتل المحبوس.. الدولة العادلة ما بتقتل الناس وأولاد الناس، بس تبين العكس". كلامها اختصر هواجس كثيرين في منطقة بعبك - الهرمل المطلوب أكثر من 35 ألفاً من شبابها بتهم مختلفة تبدأ بمحضر ضبط بسبب مخالفة بناء أو سير أو سرقة كهرباء لتصل الى جرائم أكبر. فقدان فرص العمل وتراجع المردود الزراعي دفع العديد من أهالي المنطقة الى الهجرة أو اللجوء إلى وسائل عيش غير مشروعة من سرقة سيارات واتجار بالمخدرات وسط غياب أمني مزمن للدولة اللبنانية في تلك المنطقة. وأمضى ناصر درويش عاماً واحداً فقط من محكوميته البالغة خمسة أعوام بعد أن نصبت له القوى الامنية كميناً واعتقلته على خلفية قضية الاتجار بالمخدرات، وأصيب درويش بحروق من الدرجة الثانية في الليلة التي اقتحمت فيها عناصر من قوات الأمن الخاصة اللبنانية (التابعة لقوى الأمن الداخلي) عدداً من الزنزانات، ليقبع بعدها في مستشفى بيروت الحكومي لمدة 12 يوماً قبل أن يتلقى أهله اتصالاً يخبرهم بوفاته. وفي حديث لـ"العربية.نت" روى الصحافي حسين درويش، شقيق الفقيد، أن الحروق التي لحقت بناصر سببها "ثلاث قنابل حارقة ألقتها عناصر القوى الأمنية على الزنزانة التي كان ناصر يتشاطرها مع 20 سجيناً آخرين وذلك لدى محاولاتهم إعادة بسط الأمن في السجن بعد ثلاثة أيام من التمرد". ويشير درويش الى أن القوى الأمنية لم تتوقف عن إلقاء القنابل رغم نداءات المساجين المطالبة بوقف رميها بعد سقوط رفيقهم روي عازار قتيلاً أمام أعينهم. ويرى مرشد عام السجون اللبنانية، الأب مروان غانم أن "وضع السجون في لبنان مأساوي"، ويقول: "مازلنا نلملم مأساة سجن رومية التي كانت حصيلتها أربعة قتلى وعشرات الجرحى الذين تم نقلهم الى المستشفيات وتمت معالجتهم"، إضافة الى ميزانية 7.5 مليار ليرة لإصلاح وتأهيل ما تهدم. وأكد الأب غانم أن "الواقع الذي نعيشه في السجون هو واقع مزعج لأن السجين هو إنسان، والانسان من حقه أن يعيش بكرامة بغض النظر عن الجرم الذي ارتكبه، مشيراً الى أنه في أوقات الشغب يحصل انتهاكات ويقع ضحايا الا أن القوى الامنية والجهات المعنية تسهر على ضبط الأوضاع بأقل خسارة ممكنة". وقال درويش إن الحروق البالغة طالت 40% من جسد أخيه الذي "تُرك في بهو السجن 12 ساعة قبل أن ينقل عصر اليوم التالي إلى المستشفى في بيروت". وهو أمر أكده التقرير الطبي الذي تسلمته العائلة والذي يشير الى أن الوفاة نجمت عن حروق من الدرجة الثانية وضيق في التنفس نتيجة المواد والروائح السامة التي دخلت إلى رئتيه". وأكد لـ"العربية.نت" أن "العائلة بصدد متابعة نتيجة التحقيق في ما حصل بسجن رومية المركزي، مع عزمها تقديم دعوى قضائية بحق الدولة اللبنانية التي تقتل ناسها"، على حدّ تعبيره، خاصة أن ناصر لم ينقل الى مستشفى متخصص بمعالجة الحروق رغم استعداد أهله تحمل نفقات العلاج. لكن الأب غانم أشار الى أن المستشفيات لا ترحب جميعها بالمساجين في وقت قد لا تتوافر فيه كل تقنيات العلاج. من هنا قد يبدو ما حصل مع السجين ناصر درويش تقصيراً الا أن الدولة لا تتحمل وحدها المسؤولية. وسجن رومية هو أكبر سجون لبنان وقد صمّم بإتقان وبمواصفات عالمية لاستقبال 1050 سجيناً في وقت تؤوي زنزاناته أكثر من 3700 وسط جهود لتطويره على كافة الأصعدة بدءاً من اعتماد المسرح الدرامي كوسيلة علاج وصولاً الى إنشاء معهد موسيقي.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل