المحتوى الرئيسى

عايدة سيف الدولة : تصريحات غريبة على لسان الأستاذ صبحي صالح

04/19 16:08

كم هو قريب ذلك الأمس حين كان الأستاذ صبحي صالح مرشحا في انتخابات مجلس الشعب وتم الهجوم عليه من رجال الحزب الوطني على حين كانت منظمات حقوق الإنسان توثق وتدين وتشجب وتحيل الصحافة المحلية والأجنبية إلى ما يحدث في الإسكندرية دفاعا عن الديمقراطية وحق الترشح وحق المواطنين في الاختيار.ورغم أن تضامننا مع ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان غير مرتبط بتوجهات ضحايا الانتهاكات وسياساتهم إلا إنني لا أتذكر أنني قرأت على إحدى يافطات الأستاذ صبحي صالح: انتخبوني أطبق عليكم الحدود؟هذا هو الموضوع الذي أثار دهشتي الشديدة حين قرأت خبرا في الصفحة الثالثة من جريدة المصري اليوم بتاريخ 18 أبريل يقول على لسانه أيه المشكلة لما نقول حكم إسلامي؟ واللي عنده حساسية من القرآن يعلنها صراحة. ثم يستفيض وأي حد مش عاجبه كلام ربنا فمشكلته هو واللي خايف من قطع يديه يبطل سرقة هذه الجملة الأخيرة بالذات استدعت إلى ذاكرتي مع فارق القائل والموضوع كلمات حبيب العادلي الشهيرة: أيوه بنراقب التليفونات واللي خايف ما يتكلمش. المضمون مختلف، لكن الجبروت واحد ولغة التهديد واحدة ولم يزل الأستاذ صبحي صالح بعيدا عن كرسي الحكم على الأقل ظاهريا وإن كانت صلاته بالجيش والسلطة الحالية غير خافية إذا وضعنا في الاعتبار انه الوحيد الذي ضم إلى لجنة وضع التعديلات الدستورية دون أن تكون له أي صفة غير كونه عضوا قياديا في الاخوان المسلمين.في أقل من شهرين -  ولا ينطبق الأمر على الأستاذ صبحي صالح وحده بل يمتد إلى كافة القوى الإسلامية تقريبا – وأؤكد على تقريبا – نسى الأستاذ صبحي صالح والكثير من فصائل القوى الإسلامية حين كانوا يروجون لكونهم ينادون بالدولة المدنية (وهي عكس الدولة العسكرية بالمناسبة، أما الدولة الدينية فعكسها العلمانية) ويؤكدون أنهم قطاع لا ينفصم عن القوى الوطنية المطالبة بالديمقراطية بل وفي أكثر من مناسبة نقل عن بعض رموزهم إعادة النظر في ولاية القبطي والنساء..  فهل كانوا يتمسكنون إلى أن يتمكنوا؟عموما نعود إلى الأستاذ صبحي صالح: ردا على سؤاله: إيه المشكلة لم نقول حكم إسلامي. إن في البلاد أقباط يتراوح تقدير عددهم بين 8 و 15 مليون قبطي من حقهم ألا يعاملوا معاملة المواطنين من الدرجة الثانية.. بنفس المنطق الذي نحتج به على القوانين التي تفرضها بعض الدول الأوروبية على المسلمين في المهجر.. فإذا كنا نطالب باحترام عقائدنا وحرية ممارستها والمشاركة في العمل السياسي في البلاد التي يهاجر إليها المسلمون، فما بالك بمن هم ليسوا بمهاجرين وإنما مواطنين مصريين لا يختلفوا عنك سوى في صدفة كونهم ولدوا أقباطا مثل صدفة كونك ولدت مسلما.ثم أسأل الأستاذ صبحي صالح: أي حكم إسلامي وحسب شروط من وتبعا لتفسير من وأحكام من؟ وأي تفسير واحد اتفق عليه المسلمون حتى نستطيع أن نتحدث بقلب جامد عن “الحكم الإسلامي” خاصة وأن الكثير من الجرائم التي ترتكب باسم الإسلام تنفى عنها صفة الإسلامية حتى حار المرء في المرجعية التي لا تشوبها شائبة.يقول الأستاذ صبحي صالح: واللي عنده حساسية من القرآن يعلنها صراحة!! هكذا.  حسنا يا أستاذ صبحي نعم عندي حساسية. ليس من قرآني وإنما من قرآنك. ليس من فهمي للقرآن – وأنا لن أحاسب إلا على فهمي الخاص له – وإنما من فهمك أنت وتفسيرك له، إلا إذا كان علينا أن نقبل بأنك المفسر الشرعي والوحيد للنص القرآني، وأتمنى ألا يكون طيف السلطة في الأفق قد صور لك ذلك.تواضعوا وتذكروا الأمس القريب.مواضيع ذات صلة

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل