المحتوى الرئيسى

حرب إعلامية استباقية بقلم:سوسن الشاعر

04/19 20:03

سوسن الشاعر سنبقى في الخليج العربي وفي دول مجلس التعاون وفي اليمن في حالة استنفار دائم شئنا أم أبينا ما دامت إيران على يميننا. فنحن نستطيع أن نغير التاريخ ولكننا لا نستطيع تغيير الجغرافيا، وإيران من قبل الثورة الخمينية؛ أي من أيام الشاه ولها أطماعها التوسعية وزادت تلك الأطماع حين صبغت وغلفت بغطاء ديني مذهبي نجح في تغرير العديد من أبناء الخليج مع الأسف وإقناعهم أن إيران هي الدولة الراعية لمصالحهم، رغم أنها لا تكترث بشيعة العراق ولا بشيعة الأحواز مادامت قد تعارضت مصلحة هؤلاء الشيعة مع المصلحة الفارسية، فتدوسهم وتعلق لهم المشانق وتصدر الفتاوى تمنعهم من الاحتجاج وتحرمه عليهم، فهذا هو مستقبل الشيعة العرب وأي شيعي آخر غير فارسي الأصل في ظل الحكم الإيراني في أي موقع كان. نحن بحاجة لهذا الوعي أن ينتشر، وبحاجة لإعلام ينقل حقائق تخفيها إيران عن الشيعة العرب، بحاجة لنقل وقائع من الداخل الإيراني من العمق الإيراني من البيت الإيراني تفتح عيون شبابنا وتوعيه، ولهذا نحن بحاجة إلى إعلام موجه، إعلام مبادر، إعلام يتحرك بشكل استباقي لا إعلام رد الفعل. كشفت الأزمة البحرينية مدى تخلفنا إعلامياً في هذا الدور قياساً بتقدمهم وبتحركهم المخطط المسبق والمعد. ومثلما كانت (ضارة) البحرين نافعة في عدة أوجه لا للبحرين فحسب بل لدول الخليج كافة؛ فإنها لابد أن تكون درساً إعلامياً للخليج أيضاً كي يعي أهمية تغير النظرة الاستراتيجية للإعلام واعتماده كأحد خطوط الدفاع الأولى للحيض عن أمن الخليج وسلامته الوطنية، إنما ذلك التغيير بحاجة لقرار سياسي من أعلى مستوى يدفع بهذه الاستراتيجية لتوضع محل التنفيذ. الإعلام الآن أقمار صناعية ومحطات فضائية وإذاعية وفضاء إلكتروني بعضه خاص وبعضه حكومي، وأن لم نع جميعنا حكومات وأفراد أهمية الانضواء تحت مظلة واحدة إعلامية تنفذ وتتبع تلك الاستراتيجية وتسخر كافة الإمكانات وتوجه القرارات لخدمتها فإننا إلى ضياع. نحن نملك إمكاناتنا ضخمة وليست بسيطة سواء المادي منها أو البشري، وإيران تحديداً التي تكيد لنا بيتها هش وأكثر هشاشة من الزجاج ولو تعاملنا معها -على أقل تقدير- بالمثل لأمكن للإعلام الخليجي المدروس أن يهز أركان عرش كسرى المهزوز أصلاً. لنأخذ مثال القرار الذي اتخذته قناة العربية مؤخراً في تغطية أحداث الأحواز؛ هذا القرار لوحده حين وضع موضع التنفيذ وبإمكانات محدودة جداً وبجهد فردي لكنه جهد جبار من مراسل القناة محمد عرب نجح في فتح ثغرة واسعة على العمق الإيراني في الجبهة الشرقية الإيرانية في الأحواز تحديداً، فتصوروا لو أن الإمكانات الإعلامية العربية كثفت ونسقت جهودها لخدمة هذا الغرض؛ ما الذي يمكننا تحقيقه حينها؟! الآن هناك متابعون عرب وخليجيون لقضية همشت وتم التعتيم عليها وهي قضية الأحواز المحتل منذ أكثر من ثمانين عاماً، تلك القضية التي وقعت ضحية لاستراتيجية إعلامية عربية فاشلة رأت أن تسليط الضوء عليها يعد من باب التدخل في شؤون الآخرين، واليوم تبين لنا أن هؤلاء الآخرين لا يكفون عن التدخل في شؤوننا، فلا نحن نجحنا في جعلهم يتركوننا في حالنا ولا نحن ساعدنا أخوتنا العرب في الأحواز. أعتقد أن أزمة البحرين كشفت إلى أي مدى كانت هذه السياسة خاطئة وكلفتنا الكثير. ولولا أن قرار سياسياً اتخذ في الأيام الأخيرة بدل النظرة الاستراتيجية الإعلامية لما تحركت القناة لتدخل إلى العمق الإيراني وتنقل الحدث بالصوت والصورة لتبين للعالم أن إيران التي تتبجح بشفقتها على الشيعة العرب تقوم بسحقهم وتعليق المشانق لهم في الساحات وتدوس بأقدامها على حقوقهم السياسية والإنسانية. اليوم نجحت العربية في تسليط الضوء على تلك القضية العادلة لعرب الأحواز، وغداً بإمكاننا أن ننقل المتابعة على المستوى الدولي؛ فقناة كالعربية لها ثقلها وبإمكانها أن تؤثر على الرأي العام الدولي. هكذا هي النقلة التي تحتاج إلى مزيد من الخطوات المدروسة وتحتاج إلى دعم الجهود الأهلية التي لابد أن تتحرك لحث لا حكوماتنا الخليجية فحسب كما قلنا؛ بل لحث وتوجيه رؤوس الأموال الخليجية الخاصة المسخرة لكل ما هو تافه وعقيم ومنحرف حتى تكون أداة عون توجه لخدمة أمن أوطننا. نحن كشعوب خليجية علينا أن نضغط لا على قادتنا فحسب بل حتى على أصحاب رؤوس الأموال كي يعوا حجم المخاطر التي تهدد حتى رؤوس أموالهم إذا بقوا نائمين في العسل إلى أن يجدوا الغازي وصل لعقر دارهم فلا تعود تنفعهم أموالهم ولا قنواتهم! علينا كشعوب خليجية رصد أسماء الشركات والقنوات وأصحاب رؤوس الأموال الخاصة والضغط عليها ليدفعوا ولو جزء يسير من أوقات بثهم لخدمة الإعلام الموجه لإيران الداخل. علينا فتح قنوات مع العمق الإيراني وبلغته الفارسية إذاعية وإلكترونية وتلفزيونية لمخاطبة الإيرانيين. فإن لم تنفعنا أموالنا وطاقتنا الشابة في الدفاع عن أوطاننا فلا خير في تلك الأموال وتلك الطاقات.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل