المحتوى الرئيسى

حديث السوقتساؤلات مشروعة

04/18 22:40

كان الناشط السياسي الشاب وائل غنيم يعبر عن غالبية المصريين عندما أبدي امتعاضه من تقارير صندوق النقد الدولي التي كانت تشيد بانخفاض معدل التضخم في الاقتصاد المصري. بينما كان اهله يشكون له من ارتفاع اسعار اللحوم بنسبة50%! ولاشك ان الشكوي من ارتفاع اسعار السلع الغذائية صحيحة ولاشك ايضا ان تزييف الحقائق والتلاعب بالارقام كانت هواية الادارات الاقتصادية المتعاقبة.. اليوم التضخم يعود للارتفاع والسلع الغذائية سوف ترتفع اكثر, وقد اكد ذلك روبرت زوليك مدير البنك الدولي وقال ان مؤشر البنك للسلع الغذائية ارتفع بنسبة36% ليقترب من اعلي مستوي سجله في2008 عندما كان ارتفاع اسعار الغذاء يمثل ازمة عالمية.. ومرة اخري لن يفهم الناس كيف ترتفع تكاليف الحياه عليهم رغم ان هناك ثورة قد اندلعت وان حكومة وطنية باتت الآن تحكم البلاد. وقد صدم الناس بالفعل من توجه وزير المالية الي الاسواق العالمية للبحث عن10 مليارات دولار لتلبية الاحتياجات العاجلة واعادة بعض التوازن لميزان المدفوعات المختل بشدة هذه الأيام. الناس يتساءلون كيف نتجه للاقتراض من الخارج بعد ان قضت الثورة علي الفساد وبعد كل مايقال عن عشرات المليارات التي سرقها الفاسدون والتي ستعود الآن للخزانة العامة لتنعش حياة المواطنين المثقلة بالهموم. والواقع ان المصريين وقعوا ضحية لسلسلة من الاخطاء المركبة حينما لم تتنبه الادارات الاقتصادية للنظام السابق الي مخاطر العولمة الاقتصادية وعجزت عن فهم ان انخفاض انتاج القمح في روسيا سيعني ارتفاع سعر الرغيف في مصر وانه كان ينبغي التحسب لهذه الازمات بتأمين الاحتياجات من القمح والذرة والفول واللحوم بتحقيق الاكتفاء الذاتي منها محليا او بالتعاون مع دول حوض النيل.. كما بدأنا نفعل مؤخرا. الناس يجب ان تعلم ان الثورة يمكن ان تحدث في ايام لكن علاج الاخطاء الاقتصادية سيستغرق سنوات, والي ان يتم ذلك فلامناص من تحمل بعض المعاناة مع الاسعار ومع البطالة ومع غيرها من الأزمات وهي أزمات كانت في سبيلها للانفجار في كل الاحوال, وربما لو لم يثر الشباب ثورتهم الرائعة لكان البديل ثورة من نوع اخر يقوم بها الجياع, فقد وصل النظام السابق بالاقتصاد الي نقطة اصبحت عصية علي الحل.. وقد كانوا يعلمون ذلك بيقين. المزيد من أعمدة عـمـاد غـنيـم

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل