المحتوى الرئيسى

جيهان محمد الحسينى تكتب: مصر التى فى خاطرى

04/18 21:04

يراودنى الأمل بشدة، يقترب منى، يهمس إلى يعدنى ويُمنينى إنى سأسترد صورة مصرنا الغالية، تلك الصورة التى تشكلت فى وجدانى منذ الصغر. مصر الشامخة، مصر الممتدة الرحبة المتسعة لأولادها باتساع الكون بأكمله، لا مصر التى كانت تضيق علينا حتى خرج من يقول إن مصر ليست أمه الحنون، بل هى زوجة أبيه القاسية. كلما تذكرت طفولتى وكيف كانت الحياة، كلما ازددت حيرة، ماذا حدث؟ ما الذى غير شكل الحياة؟! ما الذى غير سلوك الناس؟! لقد تربينا على الحب، والعلاقات الطيبة، والرقى فى التعامل، فماذا حدث .......؟! نعم أدركت ما حدث، عندما تُسلب وتُنهب مقدرات الوطن، عندما يمتلك زمام الأمور الفاسدون، عندما يئن الشعب تحت وطأة الاستبداد، لابد ستتغير الأمور ولن تُوضع فى نصابها الصحيح، فنحن بشر لسنا ملائكة، عندما نعانى القهر والظلم وتُسلب حقوقنا، ونسعى فى طلب لقمة العيش بشرف وحولنا اللصوص كُثر يغترفون من خزائن مفتوحة بلا رقيب أو حسيب، حتماً ستوغر الصدور وتكثر الضغوط، وتحت وطأة الضغوط يظهر أسوأ ما فى النفوس، تسود قلة الصبر وسوء التعامل وتدنى الأخلاق وتراجع القيم وانعدام الروابط. لكى نكون مجتمعا سليما لابد من توافر عوامل أهمها الحرية والعدالة والنزاهة، وفى غيابها من الظلم أن نُطالب بمجتمع سوى، وأود فى هذا السياق أن أسجل ملاحظاتى على سلوكيات الناس بعد الثورة، وبدون مبالغة لاحظت تغيير وإيجابية ورقى، وأتحدث هنا عن الأشخاص العاديين الذين أقابلهم فى عملى وفى الطريق وليس عن الأشخاص الدائمى الظهور فى الإعلام والقنوات الفضائية ومحبى الظهور ومثيرى الجدل وراكبى الموجة. نعم لاحظت أن الثورة أعطت الأمل للكثيرين ممن عانوا من الظلم، وفتحت لهم باب الحلم على مصراعيه بمصر جديدة مختلفة بعد ثلاثين عام، وأرى أن صورة مصر التى فى خاطرى تقترب منى أكثر وأكثر حتى أكاد أراها بوضوح. فأُناشد الجميع أننا ما دُمنا سائرين على الدرب الصحيح فلنلتزم الهدوء وتعليمات القيادة الحكيمة لنصل بأمان إلى الهدف المنشود.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل