المحتوى الرئيسى

خذوا حذركم أيها الإخوان

04/18 20:20

بقلم: عامر شماخ لا شك أن ما جرى في مصر، يعد انتصارًا للدعوة، وانتصافًا لمبادئ الحق والحرية، وإحياءً لقيم الخلق والفضيلة.. بعد عقود من التسلط والقهر، ومن مطاردة الدعاة، والحيلولة بينهم وبين الناس، والحجر على منابر الدعوة، وتجفيف منابع الدين.   واليوم زال الجهل، ورحل الغباء، وصارت الساحة مهيأة للعمل، والناس في شوق إلى الداعية الذي انفك عقاله وغاب سجّانه، فهل أدرك الإخوان هذا الفرق؟!   في الحقيقة أن كثيرًا منهم قادة وأعضاء لم يدركوا ذلك بعد!! كما لم يدركوا أن الحال ليست هي الحال التي كانوا عليها، ولا زالوا يعيشون جو الترقب والانتظار والتردد، وهذا ليس في صالح الدعوة، كما هو ليس في صالح الوطن.   وإذا كان هذا القطاع من الإخوان، لم يفق بعد، ولم يتحرك لحمل العبء وتسلم المهام الصعبة، التي أجزم أن ما مضى- رغم آلامه وتضحياته- لا يساوي شيئًا أمامها، ولا يقارن بها بأي حال من الأحوال.. فإن هناك قطاعًا من الإخوان فرحٌ للغاية نشيط لما حدث، متأهبٌ "لحصد" الثمار!!، وهو لا يدري أن مقبل الأيام أصعب من ماضيها- إن لم نكن على قدر المسئولية- وإن لم نكن على خطى الإخوان سائرين، وبنهج النبي صلى الله عليه وسلم مستمسكين.   إنني أقولها صريحة: خذوا حذركم أيها الإخوان. - الجموا أيها الإخوان- كما قال إمامكم- نزوات العواطف بنظرات العقول، فلا تنظروا إلى الغنائم فتقعوا في التنازع ومن ثم الفشل، ولكن وحدوا الصف، وانصروا الدعوة، وتواصوا بينكم بالحق والصبر. - إنكم حزتم- أيها الإخوان- حب الناس، بتواضعكم معهم وبالزهد مما في أيديهم، وبإخلاصكم وتضحياتكم التي رأوها رأي العين، فلا تنسوا ذلك كله، ولا تكونوا مثل قوم ذمهم القرآن، خرجوا من ديارهم بطرًا ورئاء الناس، فإذا تضخمت ذواتكم فاذكروا: إذ كنتم قليل مستضعفون تخافون أن يتخطفكم الناس، فمنّ عليكم بما أنتم فيه الآن من رفع ذكركم، ومحبة الخلق لكم، وخشية الأعداء والمنافقين منكم. - سوف يتسع لكم العمل، ويكثر أنصاركم، ولسوف تطبق شهرتكم الآفاق، وهذا يحتاج في المقابل: تربية ناضجة مكثفة، وبذلاً للدعوة، وجهادًا من أجلها، وفوق ذلك كله يحتاج: ألا تغادروا كتاب الله إلى غيره، وألا تهجروه يومًا، فإن وصية النبي صلى الله عليه وسلم لنا: "تركت فيكم ما إن تمسكت بهما لن تضلوا بعدي أبدًا: كتاب الله وسنتي". - ولسوف يكون منكم نجوم في الصحف والإذاعات والفضائيات، وسوف يكون منكم مدراء ووزراء، وآمرون وناهون، وهذا يفرض على مسئوليكم- من الآن- أن يفكروا في وسائل لحفظ "الأخ" من العطب؛ حتى لو وضع في بيئة فاسدة، كما عليكم أنفسكم أن تلزموا غرسكم، وألا تغتروا بما صرتم عليه من الحكم والملك... واذكروا أيها الإخوان أن أحدكم كان يخرج من سجنه فلا يذهب إلى بيته، وإنما كان يتوجه إلى مقر الجماعة، يجدد البيعة، ويوثق العهد، ويقول لإخوانه: نحن- بفضل الله- جاهزون لجولات أخرى دون ضيق أو ملل، أو خروج عن المبادئ والأهداف. - لقد رأينا أيها الإخوان في جماعتكم نماذج كأنها ترّبت في بيت الأرقم.. فهل تحافظون عليها؟ أم سوف تغترون بالرفاهية وزينة الحياة الدنيا؟!، رأينا من تخيره السلطات بين عز الحاكم وذهبه وترك الإخوان أو السجن والتعذيب وضياع الوظيفة وتشتت الحال، فكان يختار الأخيرة طمعًا فيما عند الله، وفداءً لدعوته، وخوفًا من أن يكون هو المفرط في حماية الثغر الذي قد تُخترق بسببه دعوته.   الله أسأل أن يلمَّ الشعث، وأن يوحد الصف، وأن يثبت الإخوان على دينه.. آمين.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل