المحتوى الرئيسى

د. طارق النجومى يكتب لا يلدغ الشعب من جحر مرتين

04/18 18:46

اللحظات الفارقة فى تاريخ الأمم لها سمات وخطوات فإما تأخذ بها لطريق السلامة وإما تطيح بها فى طريق الحسرة والندامة. نعيش الآن لحظة من أعظم اللحظات التى مرت على وطننا الحبيب لحظة قلما تتكرر يعيشها هذا الشعب الصابر على مدار تاريخه الطويل ملامح تشكلت فى أيام قليلة فى عمر الزمن عبرت بشعب مصر أغلى عبور له عبرت به من الهوان وروح الانكسار إلى الحرية وعهد رد الاعتبار. ضحينا لعهود من أرواحنا وكرامتنا ومستقبلنا الذى أضاعوه علينا ننظر لأمم كثيرة بحسرة كنا نسبقها بخطوات كثيرة لنجدها اليوم تسبقنا بأشواط ضاع ما ضاع وفات ما فات وأتت لحظة الحقيقة إنها الآن فإما أن نعض عليها بنواجذنا وإما ضاعت فرصتنا الأخيرة فى صنع المستقبل الذى حلمنا به طويلا. المشهد الآن تتداخل فيه المواقف والوجوه هناك كثيرون استغلوا أن ثورة الشعب تحلت بأخلاق الفرسان ولم تحاسبهم ولأن أرواحهم وضمائرهم تربت على الاقتتال على الولائم وفتات الموائد واستغلال الفرص وقنص أى فوائد فنراهم يتلونون ويتغيرون ويموهون ويتلاعبون. كرامتهم هى مصلحتهم وولائهم لجيوبهم حريفة فى سلب أى غنيمة وقنص أى فرصة ولهف أى مصلحة.. تمرنت ألسنتهم على الخطابة وعلى أصول الاحتيال التزوير عندهم شطارة والسرقة تجارة. فى الماضى القريب وقفوا فى وجه كل من أراد أو طالب بحق أو أراد كشف مستورا أضاعونا وأضاعوا وطننا الذى يمتلك كل المقومات من أموال وكوادر وإمكانيات ليكون وطننا عظيما وطنا للحضارة الحقيقية فأصبح بجهودهم الدنيئة وطننا للحضارة الأسمنتية. إنهم أعضاء الحزب الذى كان يسمى زورا بالوطنى الديمقراطى وعلى يديه اغتيلت الوطنية والديمقراطية باعوا البلاد والعباد وزورا الإرادة والانتخابات.. رأيناهم يمشون وراء أسيادهم كالعبيد يقبلون الأيدى مسلوبى الإرادة أدمنوا ما يلقى لهم من بقايا المغانم وليذهب الوطن والمواطن إلى الجحيم. الآن جاء وقت العدالة والقصاص من كل من انتمى لهذا الحزب اللعين.. ولكل من سانده ودعمه.. ولكل من توهم أن أسياده قادرون على قتل الثورة والانتصار عليها.. دعموا القتلة والمجرمين فى اللحظات الحاسمة التى يسطر كل إنسان موقفه ليلتزم كل منهم بطائره فى عنقه.. ليدفعوا جزاء ما حدثتهم به أنفسهم بدعم الظالمين من أجل المغانم.. فليعرفوا أنه قد حان وقت المغارم. البشر لا الحجر.. لا يكفى حل الحزب ومصادرة مقاره.. ولكن الفطنة تقول إن كل من جاء اسمه فى قوائم العار وكل من كان عضوا بالحزب الوطنى لابد أن يحظر عليه ممارسة العمل السياسى لمدة خمس سنوات على الأقل حتى لا نسمح لمحترفى القفز على الموائد أن يخدعوا البسطاء من شعبنا الطيب الذين قد يخيل عليهم ألاعيب محترفى النصب وسحر العيون والعقول بمعسول الكلام وإدعاء الوطنية الكاذبة. قد يقول قائل إن هذه دكتاتورية وإن الثورة تمارس عليهم القمع، هذا ليس صحيحا إنه الإجراء الاحترازى لنحمى الشعب منهم ومن ألاعيبهم والالتفاف على ما حققته الثورة وأيضا أنه الجزاء العادل لما اقترفوا بالجرى وراء المغانم بدون اعتبار لمصلحة الوطن. إنه كالحجر الصحى لكل من يشتبه فى أنه يحمل أمراض معدية تسبب انتشار الأمراض والعلل، وهم كم بهم من أمراض وعلل تصيب الضمير والنفوس بالضربة القاضية. قد يقول قائل إن بعضهم ليس سيئا وله عطاء، قد يكون هذا صحيحا، ولكنهم سكتوا ودعموا أيضا من أضر بالوطن و كانوا أعضاءً فى ماكينة الفساد فأفسدوا الحياة السياسية وما تبعها من فساد اجتماعى وفساد أخلاقى. الفاسدون والمفسدون بعد أن سقطوا وأنقلب سحرهم عليهم يطالبون الثورة بعدالة مطلقة عيونها لا ترى وتمسك بالميزان فى يدها إنها محاولاتهم الأخيرة للبقاء يطالبون بعدل لم يطبقوا ذرة منه يوما على الآخرين. لو لم تلتفت الثورة لنفسها وتعرف أعداءها المتربصين المتحولين المتلونين فستضيع ونضيع معها وتضيع الفرصة على وطننا، إن الغفلة عن هؤلاء ستكون النهاية القاصمة. علامة "x" لممارسة العمل السياسى أو الانتماء لأى حزب لسنوات يتفق عليها شرفاء وحكماء الأمة لابد أن تكون الجزاء والعقاب لكل من شارك ودعم ماكينة الفساد سواء كان ترسا أو صامولة كبيرة أو صغيرة وليذوقوا بعض من قطرات الكأس الذى سقوا به الشعب حتى الثمالة.. ويبقى العمل الاجتماعى مفتوحا أمامهم لمن أراد منهم أن يتوب ويكفر عن سيئاته. لنفيق لأنفسنا ونحمى ثورتنا وإلا سنستيقظ يوما لنجد واضعى الأقنعة على الوجوه ومحترفى المشى على الحبال قد سيطروا على المشهد وكله بالديمقراطية.. ونعود لأيام سيد قراره والموافق يرفع يده.. موافقة.... موافقة..!!؟؟

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل