المحتوى الرئيسى

ثوار اليوم قد يكونون مجرمي المستقبل

04/18 12:32

ليس للناتو وصاية على الثوار في ليبيا  ولا يستطيع أن يمنعهم من ارتكاب مخالفات (رويترز)كتب آدم ليبور بصحيفة تايمز البريطانية يقول إن قادة حلف الناتو الذين ينتقون الأهداف في ليبيا، غالبا لا يفكرون بقضية آنت غوتوفينا (الضابط الكرواتي الذي دربته فرنسا وأدين بأعمال إجرامية في حرب كرواتيا).    لكنهم يجب أن يفكروا بذلك، يقول ليبور، وهو صاحب كتاب التواطؤ مع الشر.. الأمم المتحدة في عصر الإبادة الجماعية الحديثة.   يوم الجمعة الماضي، حكمت محكمة الجنايات الدولية الخاصة بيوغسلافيا السابقة على القائد العسكري الكرواتي السابق بالسجن 24 سنة لجرائم حرب اقترفها في أغسطس/ آب 1995، عندما استعاد الجيش الكرواتي أراضي احتلها الصرب من قبل.   ففي عملية العاصفة تحت قيادة غوتوفينا فرّ مائتا ألف صربي من منازلهم وقتل المئات.   القليلون في الغرب يرغبون بتذكر هذه الحقيقة اليوم، وهي أن ثوار ليبيا هم أصدقاؤنا اليوم كما كان غوتوفينا صديقنا يوما ما، لا بل كان من أفضل أصدقائنا. وصيف عام 1995 زودت الأقمار الصناعية وطائرات التجسس الأميركية الكروات بصور عن مواقع الصرب، كما أعدت المخابرات الأميركية (سي آي أي) مراكز إنصات زودت الجيش الكرواتي بشفرات المعدات العسكرية.   الولايات المتحدة وحلفاؤها، ساعدوا في تنفيذ أكبر عمل فردي للتطهير العرقي في حرب يوغسلافيا.    غوتوفينا حكم عليه بالسجن 24 عاما لارتكابه جرائم حرب ضد الصرب (غيتي) مرة أخرى، يقاتل الغرب اليوم في واحدة من أخطر الصراعات: ليس من ناحية الإصابات، ولكن من الناحية السياسية ومن ناحية سير هذه الحرب نحو تصنيفها قانونيا بأنها حرب بالوكالة. مهما يقول السياسيون، فالحقيقة على الأرض أن الناتو يعمل كقوة جوية للثوار الليبيين. مثل ما حدث في يوغسلافيا السابقة بالضبط، عندما كان ضباط المخابرات البريطانية والأميركية والقوات الخاصة يجمعون المعلومات الاستخبارية وينسقون مع أمراء الحرب المحللين.   شهادات مقلقةالفظاعات والقتل بالجملة التي قامت بها القوات الحكومية الليبية قد تم توثيقها بشكل جيد. ولكن اليوم لدينا تقارير عن عمليات قتل وتمثيل بالجثث ارتكبها الثوار أيضا. حتى الآن، لم تصل تلك الحوادث إلى مستوى الفظاعات الواسعة الانتشار. لكن الشهادات المقززة عن عمليات انتقام نفذت بحق سجناء موالين للقذافي قد أدت بالفعل إلى قيام الولايات المتحدة بتحذير قادة الثوار من إيذاء المدنيين.   الغرب اليوم في حالة تحالف مع قوة عسكرية لا يملك عليها أي ولاية أو تحكم، إلا أن ذلك لا يعفي قادة الناتو من أن يسائلوا عن أية مخالفات يرتكبها الثوار، خاصة إذا كانت ترقى إلى درجة الفظاعات.   الكثير من أحكام محكمة لاهاي تستند إلى قانون "مسؤولية القيادة": أي عندما يعلم قائد عسكري باحتمال حدوث فظاعة ولم يتخذ الإجراء اللازم لمنع حدوثها، أو أن يكون على علم بحدوث فظاعة ولم يوقفها أو لم يعاقب أولئك الذين قاموا بها.   الناتو تولى رسميا قيادة جميع العمليات العسكرية في ليبيا. مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كان قد وعد بأن أي شخص سواء كان معاديا أو مؤيدا للقذافي، بأنه سيخضع للتحقيق إذا ارتكب جرائم ضد المدنيين. إن ذلك قد ينجرّ أيضا على أولئك الذين زودوا الفاعلين بالسلاح (أي الناتو) والمعلومات المخابراتية والاستخبارية وساندوهم بالغطاء الجوي.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل