المحتوى الرئيسى

مولانا الشيخ الرئيس.. "شمهورش" هو الحل؟!بقلم: محمد هجرس

04/18 02:30

مولانا الشيخ الرئيس.. "شمهورش" هو الحل؟! بقلم: محمد هجرس** يبدو أن الزعماء العرب، قد تعلّموا جيّداً درس زين العابدين بن علي، وحسني مبارك، ليتشبثوا أكثر بالسلطة، وأقسموا ألا يفارقوها وبأي ثمن! بن علي، فرّ هارباً، وترك السلطة، ومع ذلك، فها هو ملاحق بالانتربول الدولي، أما حسني مبارك، فقد تنحّى.. أو أُجبر على التنحّي، ليواجه ما يواجهه الآن، هو وأسرته، من دعاوى قضائية، وحبْس وغيره! درس بن علي ومبارك، أخاف بقية زعماء الجمهوريات الملكية الوراثية المطاطية، فجعلهم يعتبرون مطالبات الشعوب معركة حياةٍ أو موت، فإذا كان هذا هو الحساب مع من هرب من الحكم، أو تنحى، وجنّب البلد على الأقل أعباء حربٍ أهلية، فماذا سيحدث مع من آثروا الاستمرار على جثث شعوبهم؟! زعيم مثل القذافي.. استنسخ نظرية شمشون :"عليَّ وعلى أعدائي" فحدث في ليبيا ما يحدث الآن، ولأول مرة في التاريخ، يخوض حاكم ما معركةً ضد شعبه الثائر، دون تورّع عن الاستعانة بأي شيء، حتى الجنّ والسحرةّ. ما بثته الفضائية الليبية قبل أيام، مثير للضحك والمرارة.. رجل "مستشيخ" يجلس في الاستديو، بمسبحته الطويلة، ونظراته الآمرة، ويرسل رسالة للرئيس الأمريكي ولقوات الناتو عبر أتباعه السفليين مثل شمهورش بن طالوش وملوك الجنّ السبعة، بذات النظرات الخارجة من سراديب النصب والشعوذة، وكأننا أمام دجّال جديد. لم يكفِ الرئيس الليبي، أنه مارس الدّجل على الشعب المسكين، باسم القومية العربية، والأفرقة، والجهاد، والثورة العالمية، طيلة أربعين عاماً، فأراد عبر بعض مريديه، ممارسة السحر على الهواء، وكأن الكواكب السبعة ودنهش وتنهش..وحنكوش وحراش.. والخادم شمهورش ..وطقطقوش، كل هؤلاء سيتحولون إلى قنابل ذريّة تقضي على أمريكا وأوروبا، فيما سيتولى "الأخ عفركوش" مهمة القضاء على الثوّار من بنغازي إلى طبرق والبريقة والجبل الغربي! طبعاً، هذا الهراء القذّافي لم يفعل شيئاً، إذ الناتو لا يزال يقصف قوات القذافي، ولا يزال الثوّار يحاولون التقدم، فيما لا نستبعد أن يخرج علينا فضيلة الشيخ مهاجماً شمهورش نفسه، بأنه اعتزل "العفرتة" ويصب عليه اللعنات، ثم يبحث في الأخير عن بلدٍ تأويه، مع سحرته وجنّه وعفاريته! ................. ................. زعيمٌ عربيّ، يبدو أنه انفعل بحلقات الزار، فتحوّل فجأة إلى "مفتي" على مذهب الإمام علي عبد الله صالح رضي الله عنه، لِمَ لا.. وقد سبقه القائد الثوري، حينما تحوّل لداعية في أدغال أفريقيا، ويا للمفارقة، أصبح خطيب جمعة هناك، فيما حراسته الثورية موكولة للنساء الجميلات من أوكرانيا! لم يكفِ زعيم عربي، في الطريق إلى الخلع، أن يتشدق دوماً بالديموقراطية، دون أن ينظر في شرفة قصره، في العاصمة التاريخية، ليرى كمّ الساخطين عليه، والناقمين، والذين يريدون تطليقه بـ"الثلاثة" كي لا تكون هناك رجعة! لم يكفِ هذا الزعيم، تلك المشاهد الدموية التي ارتكبتها أجهزة أمنه، ضد المتظاهرين الأبرياء، دون أن يعتبر من تبعات هذه الدماء، حتى أصبح مالك الملك ـ حاشا لله ـ ولن يتنازل عن هذا الملك، إلا بالطرق الدستورية، التي كان أول من اخترقها ويخترقها. صاحب الفضيلة.. الأخ الرئيس علي عبد الله صالح، اعتبر مشاركة نساء بلاده في التظاهرات الاحتجاجية، نوعاً من "الخلوة" غير الشرعية، وأصدر "فتوى" مضحكة وساذجة بتحريم ذلك، معيداً إلى الأذهان، ما سبق أن ادّعاه بعض أتباع النظام السابق في مصر، من تحرش شباب الثورة بالفتيات في ميدان التحرير، أو ما شابهه من وقاحة اتهمت من في الميدان بممارسة الدعارة. إنه الفشل السياسي، والإفلاس الفكري الخارج تماماً عن حدود اللياقة والأدب.. وإنه نفس الاستغلال البشع للنصوص والقيم الدينية، وتفسيرها حسب فتاوى مشايخ السلطة في كل عالمنا العربي، إذ لم يعد هناك مشايخ سلطان فقط، بل أصبح السلطان نفسه هو الشيخ، والمفتي، والقاضي، الذي يحلل لنفسه ما يحرمه على الآخرين! ...... ..... باسم الدين يتسلط أمثال هؤلاء، ويعربدون.. يفتون، ويحرّمون، ويحللون، ويجيزون ويمنعون.. ولا بأس من أن يكتبوا للشعوب "حجابهم" وتعاويذهم الأخيرة.. بدل دم الغزال الأحمر.. تسيل الدماء الزكيّة من أبناء شعوبهم المسكينة.. وبدل الأقلام الخشبية، هناك المدافع، والرصاص الحي والمطاطيّ.. وبدل البخور، تكون قنابل الدخان الغاز، والقنابل العنقودية.. وبدل النشيد الوطني.. بلادي بلادي، يكون النداء الأخير.. أجساد تتمايل، ورؤوس تهتز، ثم طبول الزار أو الحرب لا فرق.. وصيحات تتعالى: حابسْ حابسْ شيخ محضرْ يا شيخ محضرْ.. اللي عليه عفريت يحضرْ!. ...... ..... ــــــــــــــــ ** كاتب صحافي مصري [email protected]

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل