المحتوى الرئيسى

لماذا قتلتم اريغوني؟ بقلم:أماني رباح

04/18 01:37

لماذا قتلتم اريغوني ؟! بكيت قبل أن اكتب هذه الكلمات بحق ذلك المتضامن الإيطالي فيتوريو اريغوني ،هذا البطل الذي جاء على متن سفينة الحرية لكسر الحصار منذ الثلاث سنوات وبقي في غزة ليدافع عن أهلها وليكن معهم في حصارهم ومحاولة للتخفيف من ويلاتهم ولم يترك اريغوني أي نشاط تضامني في غزة إلا وكان يتقدم الصفوف ،ساعد كل من التقى فيهم من رسم الابتسامة على وجوه الأطفال ومداعبتهم إلى مساعدة امرأة عجوز أو شيخ كهل ، أصيب مرات عديدة واستمر في نضاله الإنساني ، وكان دائما يرافق الصيادين في صيدهم الذين كانوا أكثر عرضة لنيران الزوارق الحربية الإسرائيلية،جاءت يد الغدر لتطال رسول السلام ،رسوم المحبة والإنسانية فكانت رسالته أن كن إنسان ،هذا ما أراده اريغوني وهذا ما أراد إيصاله،تم اختطافه ليساوم كما ظهر في شريط فيديو بين أطراف متنازعة ،لا دخل لاريغوني فيها،ساعات قليلة وإذا بنا نسمع نبأ مقتلة في بيت مهجور وجدته شرطة الحكومة المقالة في غزة، فئة ضالة قتلته رُهن الوطن سنوات لعابثين ليعبثوا ويفعلوا ما يشاءوا غير آبهين بما قد تؤول إليه الأمور ،برغم كل المؤامرات التي أحكيت لنيل من إشراقه الشعب الفلسطيني وصورته أمام العالم جيء اليوم واستكمالا لما وصلنا إليه من انقسام وانقشاع كثيرين من مساندة الشعب فكان من باب أولى أن يحفظ أريغوني الذي كان شاهدا بما يدور في غزة ،من عدوان إسرائيلي على غزة وحصار وغيره، وخير شاهد على الانقسام فيما بيننا ،،مسلسل مستمر والضحية نحن الشعب واليوم اريغوني كان من ضمن ضحايا ذلك الانقسام، ليسجل حالة من حالات الوضع المتردي في غزة ،الذي يتطلب منا الكثير للعمل على إنهاء هذا الوضع، وإلا قد يكون هناك أريغوني آخر، برغم كل ذلك والمصيبة التي أساءت للشعب الفلسطيني لمقتل رسول الإنسانية على أرض غزة ،كلنا بكبيرنا وصغيرنا ،مثقفينا ومفكرينا يستهجن ويستنكر هذا العمل الخارج عن عادات وقيم وعرف الشعب الفلسطيني ،فلم يذكر في تاريخ الشعب أن حدث مثل ذلك ،حتى لو قلنا أن قبل أيام قليلة كان مقتل جليانو في جنين ،فهذا شيء جديد يظهر على الساحة ،كأنها رسالة العدو يريد إيصالها أن لا صوت يعلو فوق صوت القتل والترويع ،ولا يريد شاهد عيان على جرائمه ،كما صرح به آخرون بالإشارة إلى أن الموساد وراء عملية القتل ،لكن هنا نقول كان من كان فلا بد من القصاص للإيطالي الفلسطيني كما ود شباب الحراك تسميته،فالوطن أكبر من حسابات المتآمرين والعملاء وأي من كان،،حتى ولو حاولتم تقزيم كل كبير لأجل أن تتعملقوا أيها الأقزام إلا أن قزميتكم وانعدام أخلاقكم كان الظاهر ليكشف زيفكم وحقارتكم ،فأنتم خارجون عن الصف وستكشف الأيام من الذي حاول المساس بصورة الشعب الفلسطيني، وفي ظل ما نسمعه من تسيير أسطول حرية جديد ومتضامنون جدد ستستقبلهم غزة، وإذا بالقتلة يرسلون لهم رسالة ،،قد قتلنا زميلكم لكم بالعودة ،،ففلسطين قاتلة ،،هم القتلة وليس فلسطين الحرة بالأحرار والمتضامنين الداعين للسلام ونصرة المظلومين في العالم ،فالمحبين لفلسطين حبهم لها لن ينتهي ، لكن ! نتساءل يخدم من قتل فيتوريو؟ هل مسلسل القتل هذا سيتكرر في غزة وغيرها لتصبح فلسطين ساحة الإرهاب والقتل ،،، ولتستفرد إسرائيل كما تشاء بأهل غزة والضفة ولا يسمع صوت متضامن وصوت الأحرار لينقلوا معاناتنا ،،هل نحن أمام انعزال عن أي تعاطف أو تضامن الذي هو نفطنا وتروثتنا التي نناضل ليكن العالم معنا بقضيتنا العادلة ،،هل هي بداية لانعدام أي تعاطف معنا ،،فهي الورقة التي نملكها بأننا أصحاب حق والعالم الديمقراطي الداعي للحرية ويؤمن بالإنسانية وبحقوق الإنسان هذه الورقة الأقوى هل سقطت اليوم،فبعد العملية البشعة هل الموقف سيبقى كما هو ؟ لكن.. لماذا لم يُفعل شيء لفيتوريو في اختطافه ،،هل عجز بسلطة غزة أن تضمن حماية كل من هو في غزة ،هل أبو موسى تمكنوا من الوصول إليه، أما من خطف الصحفي فيتوريو لم يتمكنوا من الوصول إليه ليضمنوا حياته ،سامحنا فيتوريو لسنا نحن من قتلك نعرف أنك لم تسافر لترعى والدك المريض بالسرطان وقلت هناك من يرعاه لكن غزة بحاجة لي ولمن يرعاها،نعم نحن بحاجة لك فيتوريو ،أبي ذلك البطل إلا وأن يذهب لغزة ويقف مع أبنائهم في معركتهم ضد الحصار والظلم الواقع عليهم من إسرائيل ،ماذا نقول لعائلته ولأسرته وللشعب الإيطالي ، لكن هل يمكننا استقبال أسطول الحرية الجديد أم أن المدة ستطول وسيعاد الحساب لذلك الأمر ألف حساب ،الوطن ونفذ قويا من بطشهم وعبثهم اللامسئول لأجل أجندات حقيرة ،،تقاتلت أحزاب متخاصمة في غزة لحساباتهم الخاصة غير آبهين بالقضية وما قد يترتب على نزاعهم المستمر ويخرج الشباب ليقولوا كلمتهم لينتهي الانقسام بين الأخوة الفرقاء،،صُمت آذانهم وما عادوا يسمعون إلا طرقعاتهم وخطبهم هنا وهناك والفضائيات ما عاد فيها إلا صراخهم الممل الذي ما عاد شعبنا يسمعهم فقد سأم وهناك ما هو أهم من تراشق الصغار ،رحل اريغوني وستشيع جنازته من مستشفى الشفاء بغزة وكل غزة تبكي لمقتل ابنهم الذي عاش معهم طيلة ثلاث سنوات ،ماذا ينتظر غزة بعد اريغوني هل قريبا سنرى الحقيقة وإنهاء حالة التفسخ التي كانت سبباً لمقتله ،نعتذر لك اريغوني فلن يهدأ لشعبنا بال الذي عرفته وأحببته وأحبك هو أيضا ،بأن يقتص لمقتلك ولن ينفذ القتلة من جريمتهم ،وبرغم رحيله بجسده ستبقى روحه في سماء غزة وبين أحبته، وكم نحن مدينين لك حتى والدته تلك الإنسانة العظيمة وحين سماعها بمقتل ابنها أجابت بكل قوة وعزيمة أنني فخورةٌ بابني وسأكمل مشواره،يزيدنا حبا وتقديرا لك اريغوني ولعائلتك المناضلة، نم قرير العين والرب يحرسك ورسالتك ستخلد في ذاكرة الشعب وفي ضمير كل إنسان آمن برسالتك وبإنسانيتك .

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل