المحتوى الرئيسى

الفتـاة التي زعزعت العروش بقلم:أبو النور سـتيتان

04/18 01:14

الفتـاة التي زعزعت العروش .. فايدة الحمدي .. مفجرة الثورة العربية المعاصرة ...! .. ربما يكون أحيانا للوزن الخفيف جدا اعتبارا ذا معنى ومؤثر .. فمثال على ذلك المثل العربي العريق الذي اقتحم الأزمان والقائل : القشة التي قصمت ظهر البعير .. فلأول وهلة يستغرب السامع من تلك القشة التي لا تساوي شيئا في عالم الأوزان بالنسبة لما يحمله بعير من أوزان ، وعندما نتأمل المثال نراه واقعا لا خيالا .. فعندما يصل البعير لتحمل ثقل المتاع الموجود على كاهلة بحيث يصبح كمثل طاقته يستحيل عليه استيعاب المزيد مهما خف وزنه بحيث تكفي قشة واحدة لقصم ظهره وخروجه من الخدمة وربما وفاته ...! .. هذا تماما ما حصل مع فايدة الحمدي التي تمثل بشكل مصغر أنظمة القهر العربي الجاثمة على صدر الشعوب حتى أثقلت كاهلة وعاد لا يحتمل المزيد من القهر مهما صغر ، حتى باتت صفعة واحدة بإمكان طفل تحملها ناهيك عن شخص جلد تعود تلقي الضرب الشديد والإهانة على امتداد سنوات وسنوات حتى مل الحياة مع الضرب والإهانة فكانت مجرد صفعة بسيطة تجعله يخرج عن طوره تشعره بالإهانة وهو الذي تلقى إهانات شديدة قبلا بكل روح رياضية ويواسي نفسه بمثل آخر دارج يقول : ضرب الحكومة شرف ...! .. هذا تماما ما حصل في تونس مع الشهيد البوعزيزي مفجر الثورة العربية المعاصرة .. نحتسبه شهيدا ونغض الطرف عن حرقه لنفسه آملين ان يكون شهيدا فهو الذي أعاد الأمل لنا جميعا بحيث دبت روح التمرد فينا وجعل للقشة وزنا واعتبارا ناهيك عن الحمل الثقيل أصلا الذي جعل منا جبناء نتعايش مع القمع والإهانة ...! .. فالشهيد البوعزيزي هو بطل الثورة العربية المعاصرة بحيث مثل دور الضحية ( الشعوب ) يشاطره البطولة من الطرف الاخر الشرطية فايدة الحمدي التي تمثل أنظمة القمع العربية ، فبطل الثورة رحل في بدايتها للعالم الآخر في حين بطلتها ما زالت في هذا العالم تقضي مدة محكوميتها .. لا تستغربوا إن نعت الشرطية ببطلة ثانية للثورة العربية ، فلولا تلك القشة التي حملتها فايدة الحمدي لكان علينا لزاما انتظار قشة غيرها بعد حين ربما يطول انتظاره ...! .. لذلك ربما عاطفتي تتجه لصالح الشرطية فايدة الحمدي هذا من جهة بما يجعلني أشعر بقسوة العقوبة التي تعرضت لها على اعتبار أنها ساهمت بفعالية في تفجير الثورة المعاصرة للدور التي قامت به وما هي إلا موظفة تقوم بواجبها ، ومن جانب آخر فإنني أبدو أكثر عقلانية بحيث أرى ضرورة عقابها أشد عقوبة كونها مثلت الدور السلبي المقيت بحيث تكون عبرة لكل من جعل من نفسه أداة لنظام قمع ...! .. محمد البوعزيزي ، المواطن البسيط الذي يبحث عن لقمة العيش يمثلنا جميعا نحن الشعوب المقهورة ، يمثلنا بصبره سنوات وسنوات .. يمثلنا نحن العمال والطلاب وحملة الشهادات والمغتربين قهرا بحثا عن لقمة تسد الرمق أو مغتربين كوننا أردنا التمرد على واقع رديء .. وفايدة الحمدي الموظفة البسيطة تمثل وزراء الداخلية والأمن ومصالح السجون المنشرة في عالمنا العربي تعمل لمصالح أنظمة قهر لا يعنيها المواطن العربي بشيء سوى جلده وقهرة وتسخيره قهرا لخدمة النظام ومصالح ضيقة لظلمة خرجوا من إنسانيتهم اعتبروا الناس آلات بلا روح ولذلك لا يتاثرون بأنـّـاتنا ويعتبرونها موسيقى آلات وماكنات تعمل لا تعرف الكلل ...! .. رحم الله الشهيد محمد البوعزي .. شكرا لفايدة الحمدي ...! أبو النور سـتيتان - فلسطين .. 2011/4/17م

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل