المحتوى الرئيسى

أحوال عربية

04/18 00:35

فيروس الثورة العربية‏!‏ هناك أسباب عديدة لما يحدث في المنطقة العربية من ثورات أهمها ليس فقط تبديد الثروات, وانعدام الحريات, والكبت النفسي, والفقر, وإنما السبب هو ما يسمي بالتوريث. فكل رئيس جمهورية أعد أحد أبنائه أو أقاربه لتولي الحكم من بعده. لماذا؟ لأنه لو تولي آخر غير أحد الأبناء أو الأقارب سينهش سيرة الرئيس السابق, كاشفا فساده, وسرقاته مال الشعب, وطالبا تجميد أمواله ومحاكمته. وقد نجح التوريث في سوريا, وكانت مصر تستعد لتوريث جمال مبارك بعد والده لكن ثورة25 يناير المجيدة أجهضت ذلك وحدث ما كان يخشاه الأب من كشف فساد وسرقات وتجميد أموال والمنع من السفر وأخيرا المحاكمة! وكانت هذه الثورة وما سبقها من ثورة تونس الشعلة والإشارة لانطلاق صاروخ التغيير في اليمن الذي كان فيه الرئيس علي عبدالله صالح يستعد لتوريث ابنه أحمد لتنطلق الثورة ويتكرر السيناريو من قمع وقتل ومبادرات متأخرة. أما في ليبيا, فالسيناريو مختلف, حيث ظل القذافي يكدس السلاح بالمليارات لمدة40عاما لا لتحرير القدس, بل لتوجيهه إلي صدور شعبه ليقتل الآلاف ويجرح عشرات الآلاف حتي يستطيع توريث إبنه سيف الإسلام. حتي الوريث السوري بشار الأسد بدأت الثورة ضده. إن التغيير الدائر في العالم العربي الآن لن يقف عند حكومة معينة. سيطرق كل الأبواب. ومخطيء من يظن أنه بعيد عن دائرة التغيير. وعلي الحكومات أن تبادر بقراءة الواقع قراءة جيدة وحقيقية, والبدء الفوري بفهم رغبات الشعوب وتنفيذها, وإجراء إصلاحات جذرية وحقيقية تتناسب وحجم لهفة الشارع العربي إلي كسر حواجز القيد, والكبت, والمنع التي تفرض عليه من الأنظمة الحاكمة. وحتما ستشتعل شرارة التغيير في كل مكان, وتنتقل العدوي من بلد إلي آخر, ففيروس الثورة العربية هو فيروس معد وسريع الانتشار, ولا يبدو أن هناك طريقة فاعلة للتصدي لذلك الفيروس كما كان الحال مع أنفلونزا الطيور, أو الخنازير, أو جنون البقر, أو حتي الإيدز إلا بمزيد من الإصلاحات السياسية وتحويل الأنظمة القائمة إلي مجتمعات تتاح فيها فرصة للإنسان الحر أن يعيش بكرامة. المزيد من أعمدة عبد المعطى أحمد

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل