المحتوى الرئيسى

> الإخوان والدولة المدنية

04/18 21:17

في تصريحات منسوبة للقيادي بجماعة الإخوان المسلمين، عضو لجنة تعديل الدستورونشرتها صحيفة المصري اليوم قال صبحي صالح: إيه المشكلة لما نقول حكم إسلامي؟!.. مصر دولة إسلامية بنص الدستور أصلا، وهذا موجود منذ دستور 23 أي قبل إنشاء جماعة الإخوان بخمس سنوات، وما المشكلة أن يقال إن الشريعة الإسلامية تتضمن تشريعاً جزائياً به 4 جرائم اسمها جرائم الحدود وردت في القرآن نصاً.. واللي عنده حساسية من القرآن أو دينه يعلن هذا صراحة دون التمسح في الإخوان . الحقيقي أن ما قاله صبحي صالح طرح سؤالا صحيحا في إطاره الصحيح، لكنه لا ينظر للمشكلة الأساسية بعين الاعتبار، ربما تجاهلها عن قصد أو غير قصد، لكن المحصلة النهائية أنه هنا يوجه السؤال لمن ؟ أنا كمصري مسلم لا ينتمي إلي جماعة سياسية أنظر إلي الإسلام كوحدة واحدة أساسها تقوي الله عز وجل بكل ما تقتضيه تلك النظرة من معانٍ وسلوكٍ، بالطبع لا يمكن انكار ما ورد في القرآن من نصوص، والمفترض أن تطبق "بحقها" فقد أمر الله عز وجل عباده بألا يقربوا حدوده، وهذا الأمر من وجهة نظري موجه الي عامة المسلمين وخاصتهم وحكامهم أي إلي السلطة المختصة باقامة الحدود، وليس لدي أي حساسية من تطبيق القرآن، لكن الحساسية هي في الحقيقة ممن يتصدون لتطبيق النصوص علي غير علم بحق الشريعة علي من يطبقها، واستخدام التطبيقات الشرعية لتحقيق أغراض أخري في عالم عز فيه التثبت من نوايا الناس وكثرت فيه المغالطات والغش وتفشي التدليس من أجل الوصول الي المنافع الدنيوية ومنها الوصول إلي سدة الحكم والتربع علي رءوس الناس . حقا ياسيدي لا يجوز لمسلم أن ينكر ماورد بالشرع الإلهي الذي وضع شروطاً لتطبيق الحدود الجزائية تصل إلي درجة شبه استحالة تطبيقها، كالاعتراف دون ضغط، وإتاحة الفرصة للتراجع عن الاعتراف، أو الشهود العدول الذين عز وجودهم في هذا الزمن نظرا لتفشي الكذب، والكذب الأبيض بين الناس، فكيف نجرؤ علي الاقتراب من حدود الله وقد افتقدنا شرط تطبيقها وهو توافر شروط المجتمع الاسلامي القائم علي التقوي . نحن اذن لا نتحدث عن الحساسية من القرآن وانما نتحدث عن الحساسية من جانب من قومنا لا نثق في فهمهم الصحيح للشريعة أولا، ثم لا نثق في تقواهم لله وأنهم يقصدون وجه الله فعلا , ثالثا الحساسية من الخلط بين الشريعة وبين سلوك من يطبقها، فالشريعة لا تطبق وانما ما يطبق هو فهم صاحب السلطة والقوة ورؤيته للشريعة . علي أية حال موضوع الحدود بحره واسع كتب فيه أهل العلم الكثير عن المفهوم الخاص للحدود الجزائية، وعن الحدود بالمعني الواسع التي تشمل حمي الله ومحارمه، وعن شروط تطبيق الحدود الجزائية كما قدمت التي تكاد تبين استحالة تطبيقها، ومع ذلك لا يجوز انكارها لأنها جزء من صلب العقيدة .أما السؤال المهم حول ما قاله صبحي صالح فهو: لمن وجه الخطاب؟ الخطاب اذا كان موجهاً للمسلمين، فأعتقد أن الحساسية كما قدمت هي من الناس الذين يتحدثون عن الشريعة، وليس من الشريعة، فالشريعة محل ثقة أما الناس فليسوا محل ثقة نظرا لتفشي الفساد وغياب التقوي كما قدمت . أما إذا كان الخطاب موجها إلي المصريين فتلك قضية أخري لأن المصريين ليسوا كلهم مسلمين، ومن هنا أعتقد أن لغة الخطاب غير مناسبة لأنها تستنفر الخصومة وتستفز العداء والتحدي، فماذا إذا كان غير المسلمين من المسيحيين في مصر عندهم حساسية من الحدود ومن الطرح الذي طرحه صبحي صالح، فهل يذهبون الي الصيدلية ويبتاعون دواء للحساسية، أم يعلنون الجهاد للدفاع عن عقيدتهم ؟ ربما لا يقصد الأستاذ صبحي كل هذه التداعيات ولكن المجتمع الآن بعد ثورة 25 يناير يعيد تشكيل الثقافة السائدة فيه، فيما أعتقد، علي أساس التعود علي قبول الآخر والتفاهم معه . وبالتالي فلا معني للاستفزاز واستنفار أسوأ ما في الناس

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل