المحتوى الرئيسى

> غسيل الأموال.. في الدراما السينمائية والتليفزيون

04/17 21:02

كتب - ناصر حسينالمتابع لتكاليف الإنتاج السينمائي في مصر حتي عام ألفين يعرف أن ميزانية أي فيلم كانت لا تزيد علي أربعمائة ألف جنيه وإذا زادت لا تصل إلي خمسمائة ألف جنيه.. إلا أن الرواتب تجاوزت الأرقام بعد عام ألفين وبعد أن دخل رجال الأعمال المجال السياسي وأثروا علي المجال الثقافي وبدأت ظواهر الفساد تنتشر بدءا من تلك الفترة. وقد فتح زواج رأس المال بالعمل السياسي كوارث اقتصادية أثرت كثيرا في مجالات كثيرة منها السينما المصرية.. وقد ساعد نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك رجال الأعمال في الثراء غير المشروع، حيث تبين أن الثراء السريع لا يأتي إلا من خلال الاتجار في السلاح أو الاتجار في الآثار ولأن كلا المجالين أعمال غير مشروعة.. فكان لابد أن يجعلوها مشروعة. وحتي يقوموا بغسيل الأموال التي حصلوا عليها من العمليات القذرة والمشبوهة فإن أسهل وسيلة إيداع الأموال القذرة بعد تنظيفها الإنتاج السينمائي أو الإنتاج التليفزيوني.. فقد دخل رجال الأعمال المجالين من منطلق أسلوب جديد أطلقوا عليه الراعي الرسمي، حيث يدفع عدة ملايين من الجنيهات في إنتاج أي فيلم أو أي مسلسل علي أن يحصل علي جزء من الملايين التي دفعها لإيداعها في البنوك كعائد من إيرادات السينما أو الدراما التليفزيونية. وقد ساعد وجود الراعي الرسمي صاحب الأموال القذرة علي ارتفاع أجور الفنانين سواء في السينما أو الدراما التليفزيونية ووصلت إلي الملايين.. وقد تصدق أو لا تصدق عزيزي القارئ أن ميزانية البحث العلمي في مصر التي لا تزيد علي خمسين مليون جنيه يحصل عليها أربعة نجوم في السينما أو الدراما التليفزيونية وتحديدا أجر عادل إمام وغادة عبدالرازق ويحيي الفخراني وعمرو دياب وقد ساعد غسيل الأموال في انتعاش السينما والمسلسلات التليفزيونية خلال العشر سنوات الأخيرة. ولكن بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير بدأت الحقائق تتضح وبدأ كشف المستور.. واختفي الراعي الرسمي من سوق إنتاج الدراما السينمائية والتليفزيونية.. وبدأ المنتجون يصرخون من ارتفاع التكاليف والطريق المظلم الذي تسير فيه عمليات الإنتاج.. لدرجة أن أحد المنتجين صرح بأن تكاليف الفيلم في هذه الأيام يجب أن لا تزيد عن مليوني جنيه فقط بعد أن كانت تتعدي العشرين مليونا في السنوات الماضية.. وهذا اعتراف صريح وواضح من أن الأعمال التي أنتجت خلال العشر سنوات الماضية والتي أنتجت زواج رأس المال بالسياسة كانت تمول من عمليات قذرة قام بها رجال أعمال فاسدون.. وأن غسيل الأموال في الأعمال الثقافية قد أفسدت عقول الشباب وأن الأرقام التي كان يتقاضاها الفنانون سواء النجوم أو أنصاف المواهب الذين ظهروا خلقت نوعا من الغليان داخل الشباب الذين لا يجدون فرصة عمل ولو بقليل من مئات الجنيهات وليس الألوف. وكانت عمليات غسيل الأموال التي أدخلها رجال الأعمال من خلال الراعي الرسمي سببا في تدهور الدراما السينمائية والتليفزيونية!

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل