المحتوى الرئيسى

تحليل-التغيير ربما يحفز النمو بالشرق الاوسط مع تجنب الشعبوية

04/17 11:09

واشنطن (رويترز) - يرى اقتصاديون أن من الممكن أن تكون التغيرات التي اجتاحت العالم العربي ايذانا بعهد جديد من النمو الاقتصادي بعد سنوات من انعدام التكافؤ والبطالة اذا تمكن الزعماء من مقاومة الضغوط من المحتجين الذين أدى غضبهم الى اعادة تشكيل المنطقة.قال محسن خان وهو المدير السابق لمنطقة الشرق الاوسط في صندوق النقد الدولي وزميل الان في معهد بيترسون للاقتصاد الدولي "المشكلة هي كيف يمكن على المدى القصير تلبية المطالب الاقتصادية للناس الذين كانوا يحتجون في الشوارع."وأضاف "منبع قلقي هو عودة السياسة الشعبوية على المدى القصير والتراجع عن الاصلاحات والغائها."وفي تونس ومصر -اللتان شهدتا موجة من الاحتجاجات أذكتها البطالة والحرمان مما أدى الى الاطاحة برئيسي البلدين- يواجه زعماء البلدين في الفترة الانتقالية الحالية احباطا مكتوما لملايين يتطلعون للمزيد من الفرص الاقتصادية.وفي سوريا واليمن والبحرين تواجه أنظمة الحكم تحديات من المواطنين الذين خرجوا في احتجاجات في الشوارع في حين أن الزعيم الليبي معمر القذافي يسعى لمواجهة حملة عسكرية دولية والتمسك بالسلطة في ليبيا.ويسعى زعماء دول أكثر ثراء منتجة للنفط مثل الكويت والمملكة العربية السعودية لكبت الاستياء المستعر من خلال تقديم منح ومكافات وخطط عمل جديدة بالقطاع العام.وفي أعقاب الاحتجاجات الحاشدة التي أضرت بالاعمال وأبعدت السياح يتوقع صندوق النقد الدولي أن تعاني دول الشرق الاوسط وشمال افريقيا غير المصدرة للنفط والاكثر عرضة للاضطرابات هذا العام مع تباطؤ النمو الاقتصادي الى اثنين في المئة.ومن المتوقع أن يكون وضع الدول المصدرة للنفط أفضل ويتوقع أن يصل متوسط معدل النمو في 2011 الى خمسة في المئة.ويقول مسعود أحمد مدير الشرق الاوسط في صندوق النقد الدولي ان الصندوق يعتقد أن التغيير السياسي الذي يواجه زعماء المنطقة من الممكن أن يساعد في نهاية الامر الزعماء "على ادراك امكانياتهم الكامنة" في حالة علاج المشكلات المتعلقة بالحكم وعدم التكافؤ.ويقول اقتصاديون ان ذلك سيتطلب اصلاح بعض من المعوقات التاريخية الموجودة بالمنطقة مما سيجعل من السهل على الشركات الانتعاش وتحسين الانظمة التعليمية غير المتوافقة مع سوق العمل واصلاح المؤسسات الحكومية المتضخمة وربما خصخصة الشركات الحكومية التي تعاني من الجمود.وقال أحمد في افادة قبل الاجتماعات السنوية التي يجريها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي خلال الربيع "التحدي الفوري هو احراز تقدم في جدول الاعمال الاجتماعي وتشجيع التماسك الاجتماعي واعادة الثقة دون المخاطرة بالاضطرابات المالية."لكن خبراء الاقتصاد يخشون من أن زعماء المنطقة -سواء الذين سيتولون السلطة أو الذين يتمسكون بأهدابها- ربما يضرون باحتمالات النمو على المدى الطويل اذا شعروا باغراء التراجع عن الاصلاحات في محاولة للحيلولة دون تكرار الاحتجاجات.وهم يحذرون من تقديم المزيد من المنح والمكافات أو اتخاذ المزيد من الخطوات لزيادة الدعم الحكومي للغذاء والوقود وتوسيع الاجور الحكومية أو اتخاذ المزيد من الاجراءات التي يعتقدون أنها ستثني المستثمرين وتضر بالحالة المالية للدولة وستؤدي لتاكل الثقة العالمية في اقتصادات هذه الدول.قال وائل غنيم مسؤول التسويق بشركة جوجل لمنطقة الشرق الاوسط والنشط البارز في الانتفاضة الشعبية المصرية ان عدم اتخاذ اجراءات ربما يكون له مخاطر.وقال غنيم (30 عاما) لرويترز "كمصري أشعر حقا بالقلق من امكانية حدوث ثورة مضادة اذا لم يتمكن الناس من تلبية احتياجاتهم الاساسية."لكن المجتمع الدولي لا يمكنه حل المشكلة من خلال تقديم المال. وقال غنيم أمام لجنة "نحن نحتاج حقا للاستثمارات وتحسين الاطار القانوني للاستثمار في مصر والخبرة... الحل ليس المال."وربما يكون أكبر التحديات صعوبة لزعماء المنطقة هو توفير وظائف لملايين من الشبان العاطلين.قالت مولي وليامسون وهي دبلوماسية أمريكية كبيرة سابقة ومسؤولة دفاعية "لابد أن تكون هناك اقتصادات تحقق نموا بنسبة ثمانية في المئة سنويا للابقاء على مستوى البطالة على ما هو عليه."ويرى فريبورز غدار وهو خبير بالمركز الامريكي للدراسات الاستراتيجية والدولية ان المنطقة الممتدة من شمال افريقيا الى باكستان سيتعين عليها توفير ثمانية ملايين وظيفة سنويا على الاقل فقط في سبيل الابقاء على نسب البطالة عند معدلاتها الحالية أي ما يزيد خمس مرات عن عدد الوظائف التي يجري توفيرها في الولايات المتحدة سنويا.وقال غدار "لن يحدث هذا. أيا كان النظام الموجود في السلطة فسيكون هناك قدر كبير من عدم الرضا" اذا لم تكن هناك مساعدات خارجية كبيرة.وفي وقت يزيد فيه الغموض ربما لا يكون الوقت في صالح نتائج النمو المستدام. وتابعت وليامسون "أيا كانت مشروعية المطالب والرغبة في الحصول على وظائف فان الامر يستغرق وقتا."(شاركت في التغطية مانويلا بدوي في واشنطن وشيماء فايد في القاهرة)من ميسي رايان

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل