المحتوى الرئيسى

النيل أولا

04/17 00:32

تحدث الكثيرون عن المطالب وأولوياتها في المرحلة المقبلة وتعددت واختلفت بين مطالب سياسية ومطالب اقتصادية ولكنني توقفت عند مطلب أساسي لا يمكن أن يفوقه أي مطلب آخر أو يتقدم عليه وهو ضرورة عودة علاقتنا الوثيقة بدول إفريقيا‏, خاصة دول حوض النيل وكان السبب الرئيسي لإلحاح هذا المطلب علي وعلي مصر كلها ما استمعت اليه من أعضاء الوفد الشعبي المصري الذي سافر الي أوغندا والذين حملوا شكاوي لا حصر لها من مصر تجاه إفريقيا لم أكن أتوقعها أو يتوقعها أي مصري. ومما سمعت وأحزنني للغاية نظرة الاستعلاء التي تعامل بها النظام المصري السابق مع هذه الدول وأشقائنا فيها والتي هدمت ما أنجزته مصر في الستينيات من صروح للمحبة والإخاء والمصالح المشتركة التي عادت بالخير علي شعوبنا جميعا بل وبات إخواننا في إفريقيا يشكون من قلة الاهتمام بهم واللامبالاة بمصالحهم وفرض الإرداة المصرية بكل السطوة والتعالي عليهم ويحنون للأيام المصرية الغالية في الستينيات التي كانت مصر تحيطهم فيها بكل الاهتمام والرعاية بل وتسبقهم في تقديم كل ما يحتاجونه إليهم. ومما نأسف له إنحسار دور شركة النصر للاستيراد والتصدير التي كانت علما لمصر في هذه الدول بمقراتها وصادارتها الي إفريقيا ومنها ومبانيها التي ترفرف عليها الأعلام المصرية في كل دولة إفريقية الي جانبها مؤسساتنا التعليمية الأزهرية التي لايزال طلابها من الأفارقة الذين وصلوا الي أعلي المناصب في رئاسة دولهم يذكرونها بكل الفخر والشوق الي المزيد من علومها ومن المذهل أيضا أنهم مع هذا الحنين لمصر مازالوا يطلبون الكثير وفي مقدمة حديث المصالح دائما حديث الإخوة وهي الرابطة التي يجب أن يسعي المسئولون المصريون لتوطيدها مرة أخري مع توطيد أركان المصداقية التي فقدتها مصر علي مدي ثلاثين عاما مع هذه الدول وشعوبها الشقيقة وحسنا فعل حزب الوفد بتشكيله وفدا شعبيا يضم رموزا رائدة في المجتمع وأطيافا مختلفة من القوي السياسية لزيارة هذه الدول وأخذ زمام المبادرة والبدء بالمصالحة الشعبية والتي بدأت مع أوغندا وتليها قريبا إثيوبيا وهي الدول الأساسية في ملف حوض النيل الذي تم التخبط فيه خلال الفترة الماضية لسوء النيات لدي النظام المصري وليس بهدف الحفاظ علي مياه النيل الغالية للشعب المصري. وإنني هنا أدعو لتجاوز ثلاثين عاما وأدعو الشعب قبل الحكومة للاهتمام بالشأن الإفريقي والتقارب مع الأشقاء مرة أخري الي جانب تحمل الحكومة مسئوليتها تجاه ملف النيل وملف إفريقيا لأنه الملف الجدير بالاهتمام والأولي بالرعاية في المرحلة المقبلة ويمثل بعدا أسياسيا لحياة مصر ومستقبلها وتوثيقا جديدا لإخواتها مع الدول الإفريقية الجديدة وعودة للعلم المصري يرفرف عاليا في قلب كل دولة إفريقية. المزيد من أعمدة نهال شكري

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل