المحتوى الرئيسى

ولادة جديدة للأغنية الملتزمة بتونس

04/17 14:24

إيمان مهذب-تونس أعادت الثورة التونسية للأغنية الملتزمة مكانتها، فبعد سنوات طويلة من الإقصاء والتضييق والحرمان عادت الفرق التي عانت من أجل تبنيها قضايا الوطن وهموم المواطن إلى النشاط بكل حرية. وأجمع قادة هذه الفرق الملتزمة على أن الثورة التونسية منحتهم الأمل والتفاؤل لإنتاج أغان تتماشى مع المرحلة الجديدة التي تمر بها البلاد.واستأنف النشاط عدد من الفرق التي كانت متوقفة خلال العهد البائد، فيما تكثفت مشاركة الفرق الأخرى التي ظلت وعلى الرغم من الملاحقات والمضايقات الأمنية تواصل نشاطها الفني. وبدأ عدد من هذه الفرق في تطعيم عناصره بعناصر شابة وأخرى جديدة كما يتم التنسيق لتنظيم عروض مشتركة بين هذه الفرق.وأكد عدد من قادة الفرق الموسيقية الملتزمة للجزيرة نت أنهم تعرضوا خلال فترة حكم الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي -وحتى في السنوات التي سبقت من حكم الحبيب بورقيبة- إلى الحصار المادي والمعنوي حيث أن هذه الفرق كانت تمنع من المشاركة في المهرجانات وتمنع كذلك من وسائل الإعلام. حصار أمنيوقال مدير مجموعة "عشاق الوطن" للموسيقى الملتزمة شهاب قاسم إن "الحصار على الأغنية الملتزمة بدأ بالتدريج، وذلك بمنع الظهور على شاشة التلفزيون الوطني التونسي والإذاعة الوطنية ووسائل الإعلام المكتوبة، ثم تصاعد عبر التضييق والمساءلات البوليسية، ثم وصل الأمر إلى الاعتقالات والسجن".وبيّن قاسم أن الفرقة -التي توقفت في سنة 1991 بعد تسع سنوات تقريبا من الانطلاق- اختارت التوقف عن النشاط الفني تحسبا من ملاحقة أعضائها، قائلا "أخذنا قرار التوقف بعد تهديدنا بالإقلاع عن الالتزام، وكنا نشعر خلال فترة التوقف أن الدولة نزعت منا الحلم والقضية والجمهور وكل شيء جميل في الحياة. افتقدنا الإحساس بلذة الحياة".ولم يختلف رأي قائد فرقة "الشمس" للموسيقى الملتزمة عبد اللطيف النجار عن رأي قاسم حيث اعتبر أن المشاكل التي تعرضت لها فرقته وأعضاؤها من حصار ومضايقات وتحقيقات وتعذيب أودى بحياة مغني الفرقة عامر دقاش في سنة 1991 مما جعل الفرقة تتنازل وتختار التوجه نحو الموسيقى التصويرية". سلاح الكلمةوتعتبر الكلمة الهادفة التي تهتم بمشاغل الوطن وهمومه والتي تنقل الواقع وتنقده سلاح الأغنية الملتزمة أو "المناضلة من أجل الحرية وكلمة الحق" كما يعتبرها البعض.وأوضح قائد مجموعة البحث الموسيقي -التي لم تنقطع عن الإنتاج الفني خلال العهد السابق- نبراس شمام أنه وعلى الرغم من كل العراقيل والضغوط المتمثلة في المتابعات الأمنية ومنع العروض وغيرها، حاولت الأغنية الملتزمة التصدي للدكتاتورية والظلم والقمع وهو دورها الأساسي.وأضاف شمام في حديث للجزيرة نت "قبل كل عرض كنا نستعد كأننا سنذهب لجبهة القتال، وكنا نعلم أنه وبنسبة كبيرة لن نعود إلى بيوتنا وعلى الرغم من ذلك كنا نتنقل مئات الكيلومترات لتقديم العرض". العرفاوي: الأنظمة المستبدة تخشى الكلمة الصادقة (الجزيرة نت)رسالة نضاليةوقال "نحن نؤمن أن لنا رسالة ودورا نضاليا فكما يناضل السياسي بالمنشور يناضل الفنان المتبني لمطالب شعبه والمؤمن بالحرية والعدالة والمناداة بترسيخها بين الناس بالكلمة واللحن، وهو ما كان يخيف النظام البائد الذي كان يخشى هذا النوع من الأغاني لقدرتها على التأثير ولسرعتها في الوصول إلى الناس".ويرى الشاعر التونسي البحري العرفاوي -الذي لحنت الفرق الموسيقية الملتزمة عددا من قصائده- أن النصوص التي كتبها "كلها متعلقة بالقضايا الحقوقية والإنسانية"، مشيرا إلى أن هذه القصائد يعود بعضها إلى ثلاثين سنة مضت تنقل الواقع الحالي وتصوره، ويتفاعل معها الجمهور كما لو أنها كتبت الآن.وأضاف العرفاوي "الأنظمة المستبدّة غبيّة بطبعها، فهي تخشى الكلمة الصادقة وتخشى الصادقين والمثقفين أساسا الذين لا تقدر على شراء ذمتهم".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل