المحتوى الرئيسى

الدين والسياسة والدولة

04/17 12:11

بقلم: سمير نعيم أحمد 17 ابريل 2011 12:04:13 م بتوقيت القاهرة تعليقات: 0 var addthis_pub = "mohamedtanna"; الدين والسياسة والدولة  بادئ ذى بدء أود أن أفرق بين الدين بوصفه علاقة بين الانسان وخالقه كما تتحدد أساسا فى الكتب وبين الدين كما يقدمه بشر كأفكار وكتفسيرات عن هذه العلاقه بين الإنسان وخالقه وعن العلاقة بين البشر وبعضهم. وتتنظم هذه الأفكار والتفسيرات فى نسق فكرى عام يمكننا أن نطلق عليه الأيديولوجيا الدينية..وعلى هذا يكون للدين مصدر أساسى واحد (إلهى) هو الكتاب المنزل لدى أتباع دين معين بينما يكون للأيديولوجيا الدينية مصادر بشرية متعددة تختلف باختلاف البلدان والمذاهب والأزمنة. الدين منزل من عند الله عز وجل وهو متعال عن الزمن والمكان. والأيديولوجيا الدينية نتاج لعقول بشرية. الدين لايحتمل الخطأ، والإيديولوجيا الدينية تحتمل الصواب والخطأ. ولما كان للبشر انتماءات اجتماعية وسياسية ولهم بالضرورة انحيازاتهم ويعيشون فى ظروف اجتماعية واقتصادية تختلف من مجتمع لآخر ومن اقليم لآخر ومن زمن لآخر فمن المنطقى أن تختلف أفكارهم التى يصوغونها فى الايديولوجيات الدينية تبعا لذلك.ومن هنا نشأت العلاقة بين الأيديولوجيات الدينية من جهة والأيديولوجيات السياسية من جهة أخرى..وعلى هذا يلزمنا أن نقوم بتصنيف الأيديولوجيات السياسية بصفة عامة والقوى الاجتماعية التى تعبرعنها ثم نتعرف على طبيعة الأيديولوجية الدينية إلى تدعمها أو المتحالفة معها.ولكن على أى أسس يمكن التعرف على التوجه السياسى لأى ايديولوجية دينية؟هناك أسئلة مهمة يمكن أن نثيرها للتعرف على طبيعة أى توجه أيديولوجى مثل: ما موقف هذه الأيديولوجية الدينية من الثبات والتغير فى النظام القائم من حيث السلطة الحاكمة فيه ومن حيث التركيب الطبقى للمجتمع ومن حيث العلاقات بين المجموعات المكونة للمجتمع كالطوائف الدينية مثلا ومن حيث فلسفة التشريع ومن حيث المكانة النسبية للرجال والنساء؟ هل تؤكد على ثباتها وديمومتها على ما هى عليه (محافظة) أم من الضرورى العودة بها إلى ما كانت عليه فى فترات تاريخية سابقة (سلفية أو رجعية) أم تؤكد على ضرورة إحداث تغيرات أو تعديلات جزئية فيها (ليبرالية) أم انها تؤكد على ضرورة إحداث تغيرات جذرية فى النظم الاقتصادية والسياسية والتربوية... إلخ فى اتجاه العدالة الاجتماعية وتحرير الإنسان من العجز عن اشباع احتياجاته وتحقيق مبدأ المواطنة لكل أعضاء المجتمع. وما المجموعات الاجتماعية التى تدافع الايديولوجيا عن مصالحها بطريقة صريحة أو ضمنية؟: مجموعات دينية، عرقية، الرجال، النساء، الأغنياء، الفقراء، رجال الدين، أصحاب العمال،العمال؟ وما المجموعات التى تؤكد الايديولوجيا الدينية على انها صاحبة الحق فى السلطة والنفوذ والسيطرة؟ أتباع دين معين، أتباع مذهب معين، فئات عمرية، فئات نوعية.. إلخ.وأى نظام اجتماعى ــ اقتصادى تصوره على أنه النظام الأمثل لمصر وأى نظام حكم سياسى تؤكد الايديولوجية الدينية أنه الأصلح للمجتمع؟ وأى الأساليب التى تميل الايديولوجيا الدينية لاتباعها فى من أجل تحقيق الأهداف التى تحددها ؟ ويجب أن نؤكد أن التعرف على مسلمات الأيديولوجيات الدينية ذات الطابع السياسى وتصنيفها ليس أمرا سهلا حيث تكتنفه صعوبات بالغة تتمثل فى تنوع مصادر وأساليب التعبير عن الأيديولوجيا وعدم الدقة أو الوضوح فى مفهوماتها مثل مفهوم الإسلام هو الحل أو الاقتصاد الاسلامى فضلا عن وجود تيارات فرعية داخل التيار الدينى الواحد. بالإضافة إلى ما يطرأ على هذه الايديولوجيات من تغيرات بفعل عوامل متعددة كالتعرض لضغوط مختلفة أو اقامة تحالفات مع تيارات سياسية أو دينية أخرى وكذلك التعارض بين ما هو معلن من عناصر هذه الايديولوجيات وما هو خفى فيها. وأخيرا التفاوت بين الفكر المعلن والممارسة الفعلية.وبما أن الايديولوجيات تعكس مصالح الجماعات التى تتبناها، وبما أن هذه المصالح تكون متضاربة او متصارعة فلابد أن نتوقع صراعا بين الايديولوجيات الدينية ذات الأهداف السياسية وأوضح هذه الصراعات الصراع بين الايديولوجيا الدينية السياسية للنظام الحاكم والايديولوجيا الدينية السياسية للجماعات المعارضة.إلا أن هذا الصراع قد يكون صراعا أوليا وجوهريا أى لايقبل أى حلول توفيقية أو قد يكون صراعا ثانويا أى يسمح بالتوفيق أو الانسجام بين الأيدييولوجيات الدينية المتباينة فى مواقف معينة نظرا لتلاقى مصالح النظام الحاكم مع مصالح بعض جماعات المعارضة فى مواجهه تهديد عدو مشترك (كالثورة مثلا).وفى حالة تعدد الأديان فى المجتمع فيجب البحث عن نقاط الاتفاق والاختلاف بين إيديولوجيات الأديان المختلفة من حيث مواقفها من القضايا الاجتماعية الاقتصادية ــ السياسية التى أشرنا اليها ويمكننا هنا أن نثير تساؤلات تستحق البحث عن إجابة عليها من واقع الشواهد العملية. مثل أى ايديولوجية من كل دين من الأديان بالمجتمع يلجأ اليها النظام الحاكم كتبرير لشرعيته ولما يتخذه من سياسات؟، وأى ايديولوجيات دينية سياسية لدى كل من الأديان بالمجتمع تتخذ موقف المعارضة من النظام الحاكم؟ وكيف تعبر الأيديولوجية الدينية السياسية فى كل دين عن الموقف السلفى أو الرجعى أو المحافظ أو الراديكالى وأى ايديولوجية دينية سياسية فى كل دين من الأديان فى المجتمع تتسم بالتطرف فى مسألة العلاقة بين أتباع كل دين ونؤجج الصراع فى المجتمع على أساس دينى وليس اجتماعى أو اقتصادى؟ وأى منها يتسم بتشجيع الحوار البناء بين الأديان من أجل تحقيق غايات مشتركة لجميع الناس على أساس المواطنة ومن أجل التقدم والارتقاء بالمجتمع ككل؟كانت هذه بعض النقاط التى أرى ضرورة التنبه لها عند إثارة موضوع الدين والسياسة والدولة فى هذه المرحلة الحرجة من مراحل الثورة التى ستشهد أحداثا ستحدد مسار مصر فى المستقبل مثل الانتخابات البرلمانية والرئاسية وصياغة الدستور والاستفتاء عليه بدلا من الحديث بشكل مطلق وغير محدد عن الدين والدولة خارج السياق المجتمعى العام ومنفصلا عن الأهداف التى قامت الثورة من أجلها.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل