المحتوى الرئيسى

مثقفون سعوديون: رحيل دياب خسارة

04/16 21:48

اعتبر مثقفون في المملكة العربية السعودية أن الساحة الثقافية والأدبية والصحفية في المملكة فقدت أحد أعمدتها و"عصا توازنها" برحيل الكاتب محمد صادق دياب، الذي وافته المنية قبل أيام في العاصمة البريطانية لندن، بعد صراع مع "سرطان القولون".ويعد محمد صادق دياب (1944-2011) من الصحفيين السعوديين القلائل الذين تدرجوا في المناصب الصحفية في عدد من مؤسساتها، ورسخ اسمه فيها عالياً بأخلاقه وحسن تعامله، وبإجادته ومهنيته الصحفية التي تشهد بها أعماله، فهو أديب قبل أن يكون صحفياً، وهذا ما أكسبه تعلقا في بداياته بهذه المهنة، ومنها ولج إلى الصحافة الأدبية والثقافية.ويقول تلميذ دياب الصحفي محمد المنقري للجزيرة نت إن أستاذه لم ينحز لأي طرف "إبان فترة الصراع الثقافي في مرحلة الثمانينات من القرن الماضي، والجدل الكبير آنذاك بين التيار الإسلامي المحافظ والتيار العلماني الليبرالي، حول ما سمّي في ذلك الوقت صراع الحداثة السعودية، الذي كانت الصحافة مسرحه الرئيسي".ويعود الجدل الثقافي الإعلامي الذي عاشه "دياب" مهنياً إلى صدور كتاب "الحداثة في ميزان الإسلام"، للمفكر الإسلامي المعروف الدكتور عوض بن محمد القرني، و"شريط سمعي" حمل نفس توجه "نقد الحداثة ورموزها" في ذلك الوقت للداعية الإسلامي الدكتور سعيد بن ناصر الغامدي، الذي فجر الصراع الثقافي على مصراعيه.وكان دياب آنذاك يدير أشهر ملحق ثقافي، وهو "الأربعاء الثقافي" الصادر عن مؤسسة المدينة المنورة للصحافة والنشر، الذي ترأسه في وقت سابق تلميذه محمد المنقري.الحيادية والتوازنمن جهته يقول المثقف نايف كريري -في حديث مع الجزيرة نت- إنه على الرغم من فترة إشراف دياب القصيرة على ملحق الأربعاء التي امتدت ما بين عامي 1987 و1989، فإنه استطاع أن يرسم للملحق توجهاً واضحاً تجاه هذا الصراع، ولم يغيب صوتا على حساب آخر.وأتاح دياب -وفقا لكريري- للجميع حرية الرأي والتعبير دون إساءة، وحافظ على توجه الملحق المعتدل والحيادي دون أن ينزلق في الانحياز لأحد الطرفين، وهو ما عجز عنه كثير ممن جاؤوا بعده في إدارة هذا الملحق الذي يعد من أقدم الملاحق الثقافية في صحافتنا السعودية.الروائي محمود تراوري يؤكد أن دياب هو "نموذج مشرق للكاتب المتعلم، وابن بيئته والمتصالح مع ذاته، مما انعكس على إبداعه وعلاقته مع الآخرين الذين أحبوه كثيرا".ووصف تراوري علاقته بدياب -في حديث مع الجزيرة نت- بأنها صداقة عميقة على المستوى الثقافي، مشيرا إلى أن من أهم مزايا الرجل أنه "كان صاحب كاريزما عجيبة". ويؤكد تراوري أن "الساحة الثقافية عرفت دياب أولا كقاص ينتمي لجيل ظهر بدايات السبعينيات من القرن الماضي، مع رواد في القصة القصيرة الحديثة في السعودية، وقد ظهر معظمهم على أيدي القاص والصحفي الراحل سباعي عثمان من خلال صفحته الأدبية في جريدة المدينة".ويضيف أن دياب اختلف عنهم بكونه اهتم بتعليمه الأكاديمي عبر دارسته لعلم النفس في كلية التربية بمكة، و"لكن أكاديميته هذه لم تعزله عن انتمائه الاجتماعي كابن بيئة شعبية، وغالبا ما تتمتع هذه البيئات بكم فائض من الحميمية والقيم والسلوكيات المتحضرة".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل