المحتوى الرئيسى

الوفاء للأسرى يكون بالوفاء لقضية وطنهم وشعبهم: د. خالد محمد صافي

04/16 20:50

الوفاء للأسرى يكون بالوفاء لقضية وطنهم وشعبهم: بقلم د. خالد محمد صافي تقام هذه الأيام الاحتفالات والمهرجانات التضامنية مع إخواننا الأسرى في ذكري يوم الأسير الفلسطيني التي تصادف 17 أبريل، ويلقى في هذه المناسبة الكلمات الرسمية والشعبية للتضامن مع الأسرى. ويعد ذلك جزءاً من الوفاء للأسرى، وإبقاء قضيتهم حية في الوجدان والذاكرة الجمعية الفلسطينية، كما يعد ذلك تسليطاً للضوء على أهمية هذه القضية وأولويتها في الأجندة الفلسطينية الرسمية والشعبية. ولا يفوتنا هنا أن نذكر بأن عدد الأسرى في السجون الإسرائيلية ووفق أحدث الإحصاءات هي 6000 أسير وأسيرة منهم 37 أسيرة، 250 طفل، 180 معتقل إداري، 12 نائباً. ومع إدراكنا بأهمية هذه الاحتفالات والمهرجانات والي يحضرها الكثير من أهالي الأسري والتي تشعرهم بالتفاف المجتمع حولهم، والأهم من ذلك التفاف أهالي الأسرى حول بعضهم البعض في قضية تمس حياتهم الأسرية واليومية والوطنية إلا أننا نرفض تحويل هذه المهرجانات والاحتفالات إلى ظاهرة بكائية. حيث إننا نرى أن الوفاء للأسرى لا يكون بالشعارات والخطب الرنانة التي يتقن قادتنا السياسيين ترديدها، وهم يتفنون في إبراز تعابير الوجه المعبرة عن هذه المناسبة الوجدانية. ونؤكد أن الوفاء الحقيقي والأخلاقي يكون بالوفاء للقضية التي دخل من أجلها الأسرى سجون العدو وهي القضية الفلسطينية التي هي قضية وطن وشعب محتل يناضل من أجل تحرير أرضه، واستقلال وطنه. ولذلك على قادتنا ألا يذرفوا دموع التماسيح في هذه المهرجانات بل عليهم أن يحاسبوا أنفسهم، ويخضعوا ذواتهم المتضخمة لعملية تقييم ذاتي عما اقترفوه بحق هذه القضية، وكيف تحول النضال لدى الكثير منهم إلى مواكب وعقارات ومصالح شخصية. إن الوفاء للأسرى يكون بالعودة بالمشروع الوطني إلى طريقه السليم، وهويته الوطنية بعيداً عن التجاذبات والمحاور. إن الوفاء للأسرى يكون بتخلي القادة عن أجندتهم الحزبية الضيقة لصالح الأجندة الوطنية، والمصلحة العامة. كما يكون الوفاء للأسرى عندما يتم تبني وثيقتهم للوفاق الوطني قولاً وفعلاً. فقد أبرزوا من خلال وثيقتهم أنهم الأحرص على الوطن، وعلى وحدة الشعب. وأن القضية التي دخلوا من أجلها سجون الاحتلال لا يمكن أن تعود إلى الصدارة السياسية والإعلامية باعتبارها قضية عادلة إلا بوحدة الشعب على برنامج وطني وإسلامي نضالي يجمع بين المقاومة بكل أشكالها. كما أن الدين والتاريخ يعلمنا أن الوحدة هي أساس النصر والتمكين. وأن الشعوب المقهورة لا تنتصر على أعدائها المتفوقين عدة وعدداً إلا بوحدتها وقوة إرادتها أي قوة جبهتها الداخلية. من هنا فإن الوفاء للأسرى يكون بالوفاء لقضيتهم والعمل بكل الوسائل المتاحة للإفراج عنهم، وجعل قضيتهم قضية مركزية على مستوى السياسة والإعلام. وحمل عدالة قضيتهم والإفراج عنهم لدى المؤسسات الحقوقية الإقليمية والدولية. والعمل على الوفاء لقضية الوطن الذي ينتمون إليه، وضحوا بأجمل سنوات عمرهم من أجل حريته واستقلاله. والوفاء للأسرى يكون بالوفاء لشعبهم الذي أصبح بفعل عبقرية قيادته منقسماً على نفسه. فالوفاء الحقيقي هنا يتجاوز البكائيات ويتجاوز الشعارات، ويتجاوز المتاجرة الحزبية الضيقة بقضية من هم أهل للوفاء.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل