المحتوى الرئيسى

مقتل الصحفي الايطالي واحداث اخرى اشارات ودلالات بقلم:أكرم أبو عمرو

04/16 19:18

مقتل الصحفي الايطالي وأحداث أخرى إشارات ودلالات بقلم / أكرم أبو عمرو شهدت مدينة غزة مؤخرا حادثا أليما خارجا عن كل الأطر الدينية والوطنية والأخلاقية ، قتل فيتوريو اريغوني الصحفي الايطالي بدون أي ذنب اقترفه بحق شعبنا، سوى انه جاء مسالما، متضامنا، مناصرا لهذا الشعب المغلوب على أمره ، والباحث دوما عن حشد المؤيدين والمناصرين له وهو ظروفا قاسية أقل ما توصف بأنها غابة شيطانية غلبت عليها سطوة القوة والجبروت وانبعثت منها روائح الظلم النتنة . هذه الحادثة المؤلمة والمخزية في نفس الوقت إذا كان مرتكبيها من أبناء جلدتنا وأتمنى أن يكونوا غير ذلك، لان مثل هذا العمل ليس من شيمنا وأخلاقنا التي حثنا عليها ديننا الإسلامي الحنيف، تعيدنا إلى الوراء قليلا، إلى ما قبل الانقسام حيث سادت فترة عصيبة على شعبنا سادها الفلتان الأمني وفوضى السلاح ، حيث تكررت عمليات القتل والاختطاف الذي شمل الفلسطينيين والأجانب ، حالة من الفوضى قادتنا بسرعة إلى ما نحن فيه من انقسام يجمع الكل الفلسطيني على أنه انه انقسام مدمر لقضيتنا ومشروعنا ، ويطالب الشعب الفلسطيني بكل شرائحه وأطيافه بانهائة ،هذه الحادثة ربما تكون الأخطر على صعيد أوضاعنا الداخلية منذ الانقسام لما تمثله من إشارة إلى تكرار مثل هذه الحادثة والاحتكام إلى السلاح والفوضى في أي نزاع مهما بلغ حجمه ، ربما يقول البعض إن الأخطر هو ما تعرضنا ونتعرض له من اعتداءات إسرائيلية غاشمة ، نقول أن الاعتداءات الإسرائيلية الغاشمة على شعبنا هي ذروة صراعنا مع الاحتلال الطامع في الأرض الفلسطينية ، نواجهه بوقوفنا في وجهه يدا واحدة وصفا واحدا ، اعتداءات نتوقعها كل لحظة ونحاول صدها بما أوتينا من قوة وبصمودنا وصبرنا ، ولكن هذه الحادثة تصب في شيء آخر إنها تستهدف النسيج الاجتماعي والتركيبة البنيوية للشعب الفلسطينية وآفاقها الفكرية والإيديولوجية ، وهنا مكمن الخطر . اعتقد إن مثل هذه الحادثة ليست بعيدة عن حدثين حدثا في الآونة الأخيرة ، أولها ما صرح به غولدستون حول تراجعه عما ورد في تقريره الشهير حول ارتكاب إسرائيل جرائم حرب ضد الإنسانية في قطاع غزة ، وعلى الرغم من قناعتنا وقناعة الغالبية العظمى من هذا العالم بان هذه التصريحات لا قيمة لها قانونيا أو سياسيا لان التقرير قد تم توقيعه واعتماده من قبل الهيئات الدولية ، كما إن الجرائم الإسرائيلية بحق شعبنا رآها القاصي والداني وعلى الهواء مباشرة ، وتم توثيقها لدى العديد من المنظمات الحقوقية الدولية ، إلا إن مثل هذه التصريحات فتحت المجال أمام إسرائيل بتفويض نفسها وهي التي لا تحتاج إلى تفويض بشن اعتداءاتها المتكررة على شعبنا ، لتشيع فيه قتلا ودمارا ورعبا ، وهكذا جاء التصعيد الإسرائيلي الأخير في عملية أطلق عليها احد القادة الإسرائيليين اسم الرصاص المصبوب المصغر . إذن وفي اعتقادنا إن حادثة اختطاف وقتل الصحفي الايطالي هي إشارة لما هو قادم في قطاع غزة ، ودلالة إلى ما يرسم للقطاع في الفترة القادمة أيضا في استثمار قد يكون سريعا للحالة العربية الراهنة وما تشهده من ثورات شعبية عارمة مطالبة بالإصلاح والتغيير في البلاد العربية من المحيط إلى الخليج ، يراد لقطاع غزة إن يكون كلبنان في القرن العشرين ويصبح منطقة صراع بين القوى العالمية والإقليمية من جهة وحقل تجارب لما تنتجه مصانع الخراب والدمار في مناطق كثيرة في هذا العالم ، لذلك رحمة بهذا القطاع المسكين الذي لم ينعم بالهدوء والاستقرار منذ عشرات السنين ، لا رصيد له إلا اكتظاظ سكانه الذين ضربوا أروع آيات الصبر والصمود وأروع آيات التضحية والفداء من اجل فلسطين والقدس ، لا من اجل صراعات لا دخل لنا فيها ، فقطاع غزة لا يحتمل فلا طبيعة جغرافية توفر له حماية ودفاعا ، ولا إمكانات اقتصادية تمكنه من الصمود ، وهو شعب مجروح دائما ، ومع ذلك فشعب قطاع غزة شعب معطاء ولكنه معطاء لفلسطين وللعروبة . أنقذوا غزة ، ولا ينقذها إلا أبنائها أبناء فلسطين ، ظروف سانحة لكل من القطبين المتخاصمين حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح ، والقيادة الفلسطينية في رام الله ، وحركة المقاومة الإسلامية حماس ، والقيادة الفلسطينية في غزة ، عليهما المبادرة سويا من أجل غزة وفلسطين المبادرة بالتنسيق الأمني لحفظ الأمن في غزة وان تبدأ بإنهاء ملف الاعتقال بين الجانبين ، وربما تكون هذه الخطوة مقدمة لإزالة أكبر عقبة كما نسمع في طريق إنهاء الانقسام ألا وهو الملف الأمني ، عليهما في اتخاذ خطوات عملية بعيدا عن كل مصطلح كالمصالحة والانقسام وما شابه ، ولتكن مبادرة الرئيس لزيارة غزة ، وتعليماته بوقف الحملات الإعلامية ضد حركة حماس خطوات يبنى عليها قبل فوات الأوان ، ربما بهذه الحادثة تظهر أول أعراض المرض فعلينا سرعة التصدي له قبل أن يتفشى ويصيب الجميع . اعتقد بعد ما شهدناه في رحلة الانقسام التي قاربت على طي عامها الرابع أن لا فائدة من كل الحوارات والمبادرات والأوراق ، لقد اتضحت الرؤى عند الجميع وعرف ما هو مطلوب وما هو غير مطلوب ، فالأحرى أن يتم البدء في اتخاذ خطوات عملية حتى في ظل الانقسام لان مثل هذه الخطوات هي الكفيلة بإذابة الجليد وكفيلة بإزالة السدود والحواجز النفسية. أكرم أبو عمرو غزة- فلسطين [email protected] 16/4/2011

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل