المحتوى الرئيسى

سعاد حسني .. حياة مليئة بالإثارة.. وتاريخ حافل بالشائعات .. ونهاية غامضة

04/16 18:25

كتبت- صفاء عبد الرازقعادت قضية مقتل السندريلاً ” سعاد حسنى” تطرح نفسها وبقوة لتحاول الإجابة عنالسؤال الذي تكرر كثيراً وهو ” من قتل سعاد حسنى ” وبعد سقوط نظام مبارك أصبحت الاتهامات تشير إلى ” صفوت الشريف” رجل النظام السابق الأول .الذي كان عن ملف  الفنانات أثناء عمله ضابطاً بجهاز المخابرات في قضية ” انحرافات جهاز المخابرات”” مرت الأيام” وعاد الشريف ليظهر مره أخرى وعاد شبحه يحوم حول القضيةرغم مرور فترة طويلة على تركه لجهاز المخابرات عمل خلالها بالهيئة العامة للاستعلامات ثم رئيساً لها وشارك في تأسيس الحزب الوطني , وتولى بعد ذلك وزارة الإعلام وأخيرا رئاسة مجلس الشورى و طوال السنوات الماضية , ظل الرجل القوى الذي لا يجرؤ احد على نقده أو مساءلتهأسرة ” سعاد حسنى” تقدمت ببلاغ تتهم فيه صفوت الشريف بالتورط في مقتل السندريلا وطلبت فتح التحقيق في القضية من جديد , فسعاد كانت تستعد لكتابه مذكراتها وعلى ما يبدو فان رجل النظام السابق خاف من ذكر اسمه في المذكرات … لأن سعاد وغيرها من        الفنانات  كن ممن تم استخدامهم من قبل ضباط المخابرات في ذلك الوقت على رأسهم ” صفوت الشريف” .حياه ” سعاد حسنى” كانت عبارة عن محطات  من الأفراح والأحزان .. فهي واحده ضمن  16 أبنا وابنه غير أشقاء فقد تزوج والدها من والدتها بعدما أنجب من زوجته الأولى ثمانية من بينهم الفنانة ” نجاه” … وبعدها انفصلت والدتها عن أبيها وتزوجت من مفتش بالتربية والتعليم لتجد نفسها وسط بحر متلاطم لا تقوى عليها وانتقلت من ميدان الأوبرا إلى شبرا لتقيم مع والدتها .وبعد اكتشاف ” عبد الرحمن الخميسي ” لها وجدت نفسها في مأزق جديد .. وهو أنها لا تعرف القراءة والكتابة .. وتغلبت بسرعة على هذه المشكلة التي كادت تقضى عليها حياتها .كانت سعاد تمتلك سحراً غريباً يشد إليها كل من يراها ويبدو أن هذا السحر الأنثوي الذي تفجر في أوصالها كان مدخلا للذئاب الجائعة التي أظهرت أنيابها  في منتصف الستينيات والتي طعنت فضائحها ” ثورة يوليو” لذلك لم يكن غريبا أن تتفوق على نفسها في فيلم ” الكرنك” الذي جسد جزءاً من انكسارها وصدمتها .جسدت ” سعاد” عشرات الأدوار التي حازت على إعجاب النقاد والجمهور معاً-قائمة الأفلام التسعة التي جسدتها ” سعاد حسنى” واختيرت ضمن قائمة المائة الأفضل في تاريخ السينما المصرية تبدأ بفيلم ” القاهرة 30″ الذي تم إنتاجه عام 1966, وكان العام السابع لسعاد مع الشاشة الفضية , وبدأت معه مرحلة جديدة من النضج والتألق , كما كان ذلك أول تعامل لها مع المخرج الكبير الراحل صلاح أبو سيف الذي شارك كذلك في كتابة سيناريو الفيلم المأخوذ عن قصة للأديب العالمي ” نجيب محفوظ” وشارك أبو سيف كتابة السيناريو كل من على الزرقانى ووفية خيري , في حين كتب الحوار الكاتب والمفكر الراحل لطفي الخولي , وكان هذا الفريق كفيلا وحده بنجاح أي فيلم حتى قبل تصويره , واكتملت عناصر النجاح بقدرة ” صلاح أبو سيف العجيبة على وضع الأبطال المناسبين في أدوارهم المناسبة وكأنها كتبت خصيصا لهم , ولعلها كانت كذلك بالفعل . في القاهرة 30 شارك سعاد البطولة نجم راهن عليه صلاح أبو سيف وربح الرهان بجدارة وهو حمدي أحمد الذي تألق في دور ” محجوب عبد الدايم ” تألقا غير عادى واستلهم براعة اثنين من أهم نجوم السينما العربية شاركاه البطولة وهما سعاد حسنى وأحمد مظهر , فكان حمدي ندا حقيقيا لهما .أما سعاد أو ” إحسان” كما ظهرت في الفيلم كعادتها عكست بهاءها على الفيلم كله ولم يزدها ذلك إلا تألقا .. جرأة غير عادية واتت سعاد حسنى وهى تقبل دور ” إحسان” تلك الفتاة الفقيرة المقهورة التي تسقط في أحضان السلطة مرغمة , ومثل السلطة الفنان الكبير أحمد مظهر , وبعد فترة تعتاد إحسان الوضع الغريب وتستمرئه حتى بعدما تتزوج الشاب الانتهازي محجوب عبد الدايم الذي يعلم بعلاقة زوجته بالوزير قاسم ويوافق على استمرارها مقابل أن يستمر هو مديرا لمكتبه . ويعد ” القاهرة 30″ بداية سلسلة من الأفلام السياسية التي قدمتها سعاد حسنى بعد تفتح وعيها بشكل كبير وزيادة قدرتها على اختيار الأفلام الجيدة لتبدأ مرحلة جديدة مع مخرجين عظماء قدموا لها العديد من الأفلام التي صنعت تاريخ سعاد حسنى كما صنعت تاريخ السينما المصرية كلها .ومن ” إحسان ” القاهرة 30″ إلى ” فاطمة” الزوجة الثانية , وفى العام التالي لتعاونهما الأول معا عادت سعاد حسنى للالتقاء بصلاح أبو سيف ليقدما لنا واحدا من أهم أفلامهما , ودورا جديدا على سعاد لن تنجح في تقديمه بهذا الشكل المبهر إلا سعاد حسنى نفسها .الفيلم تعاون فيه أبو سيف – كعادته- في كتابة السيناريو مع سعد الدين وهبة ومحمد مصطفى سامي الذي كتب الحوار كذلك , أما البطولة مع سعاد حسنى فكانت لشكري سرحان والفنان العبقري صلاح منصور , والمتألقة سناء جميل وغيرهم الكثير من النجوم الذين أبدعوا جميعا في هذا الفيلم الرائع . و”فاطمة” التي قدمتها سندريلا ما هي إلا حلقة أخرى من حلقات القهر الذي تعرضت له إحسان في القاهرة 30, وإن كانت إحسان هي الفتاة القاهرية المتعلمة التي دفعها الفقر للسقوط في الخطيئة فإن فاطمة الفلاحة الجاهلة ” صلاح منصور ” الذي لا يطول منها شيئا بعد أن طلقها من زوجها ” شكري سرحان” وتزوجها دون رغبتها , فتحدته قائلة: وينتصر الحق معها فيصاب العمدة بالشلل حين يعلم بأنها حامل وهو متأكد أن هذا الجنين ليس منه , ثم يموت كمدا لتقوم فاطمة بإعادة الحقوق المغتصبة إلى أصحابها . ألفيلم الثالث في قائمة الأفضل لسعاد حسنى هو فيلم ” غروب وشروق ” والذي تعاملت فيه للمرة الثانية مع المخرج الكبير كمال الشيخ في مرحلة نضجها الفني وتعاملها مع كبار مخرجي السينما المصرية , وقدما معا هذا الفيلم عام 1970بعد عام واحد من تقديمها فيلم ” بئر الحرمان” ومع هذا الفيلم عادت سعاد حسنى لتقديم الفيلم السياسي مرة أخرى بعد القاهرة 30 وفى نفس الفترة الزمنية التي سبقت ثورة يوليو 1952.الفيلم كتب له السيناريو والحوار رأفت الميهى في واحدة من أولى تجاربه مع السينما ,والقصة كانت لجمال حماد مؤرخ الثورة , أما نجوم الفيلم فكانوا رشدي أباظة , وصلاح ذو الفقار , ومحمود المليجي , وإبراهيم خان , بجانب سندريلا التي قدمت في هذا الفيلم دور ” مديحه ” ابنة عزمي باشا رئيس البوليسي السياسي والتي تتزوج من الطيار ” سمير ” – إبراهيم خان – وسرعان ما تدب الخلافات بينهما لضعف شخصيته فتتجرف في علاقة عاطفية مع صديقة ” عصام” رشدي أباظة- الذي لا يعلم أنها زوجة صديقة , حتى يعلم الزوج بخيانة فيطلقها , ويدبر الباشا لقتله ويجبر عصام على الزواج منها.ويعد هذا الدور لسعاد من أهم أدوارها وأجرئها على الإطلاق في وقت كانت تثبت فيه فيلماً بعد آخر قدرتها على أداء كل الأدوار بنفس التألق والإبداع , وهو دور مركب مملوء بالمشاعر المتناقضة التي تجمع ما بين الحب والخيانة .وتستمر حلقات تألق سعاد حسنى بعد 12 عاما من البداية , وتزداد قدرتها على اختيار الأدوار الجيدة والمخرجين الجيدين فتتعامل للمرة الأولى مع المخرج سعيد مرزوق الذي كتب السيناريو والحوار لفيلم ” زوجتي والكلب” عن قصة محمود البدوي , وهو الفيلم الذي مثل انقلابا جديدا في شكل الفيلم السينمائي في تلك الفترة من حيث الإخراج وأسلوب التصوير والإضاءة والمونتاج , ويجب أن نشير بأنامل الإعجاب إلى مدير تصويره عبد العزيز فهمي أحد أهم مصوري السينما المصرية . ” زوجتي والكلب” احتاج إلى شجاعة من جميع العاملين به وعلى رأسهم بطلته سعاد حسنى أو ” سعاد” كما ظهرت في الفلين باسمها , كما ظهر البطلان الآخرون باسميهما وهما محمود مرسى الذي أدى شخصية ” مرسى”  ونور الشريف الذي أدى شخصية ” نور” ويعد هذا الفيلم من الأفلام التي اعتمدت بالدرجة الأولى على تصوير النفس البشرية وما يعتمل فيها قبل تصوير الشخصيات المكتوبة على الورق , وتطلب ذلك مجهودا كبيرا من فريق العمل كما تطلب مجهودا أكبر من المشاهدين لمتابعة الفيلم وفهم أحداثه , والتوقف أمام مشاهد الشخصيات الحقيقية الأخرى المتخيلة التي تدور في ذهن ” مرسى” أدت سعاد حسنى في هذا الفيلم دورا مركبا أدت فيه شخصيتين متناقضتين , فهي من ناحية الزوجة الوفية والمخلصة لزوجها في غيابه , وعلى جانب آخر من وجهه نظر زوجها هي الزوجة الخائنة التي تستغل غيابه لتخونه مع أعز أصدقائه ” نور ” وما بين الحقيقة وهواجس الزوج وشكوكه تتقلب سعاد حسنى في دوريهما لتقدم لنا الضدين الآخران محمود مرسى ونور الشريف . وفى نفس العام 1971 تعاونت سندريلا وللمرة الأولى أيضا مع المخرج  الكبير يوسف شاهين في واحد من أجمل وأهم أفلامه وهو فيلم  ” الاختيار ” , وهو الفيلم الذي تألق فيه بطلاه سعاد حسنى وعزت العلايلى , وهو كذلك الفيلم الذي بدأ معه يوسف شاهين مرحلة جديدة في تاريخه السينمائي وهى المرحلة التي ركزت على البعد النفسي والإنساني للشخصيات التي يقدمها رغم بساطه القصة في هذا الفيلم التي تعد إحدى القصص البوليسية , وكتب شاهين بنفسه سيناريو وحوار هذا الفيلم في حين اشترك مع نجيب محفوظ في كتابة القصة .أبطال الفيلم عديدين وتألقوا جميعا في أدوارهم وهم مع السندريلا عزت العلايلى وهدى سلطان ومحمود المليجي ويوسف وهبي وسيف عبد الرحمن .وضربت سعاد حسنى في هذا الفيلم مثلا رائعا في عدم الاهتمام  بحجم الدور بقدر ما تهتم بأهمية العمل بشكل عام , فقدمت في هذا الفيلم دور ” شريفة” وهى زوجة لأحد كبار الكتاب ” سيد” وهو الدور الذي قدمه عزت العلايلى , كما قدم كذلك دور ” محمود” الشقيق التوأم لسيد والذي يتناقض مع شقيقه في كل شئ , وكان العلايلى بحق متألقا في هذا الفيلم ويعد واحدا من أهم أفلامه على الإطلاق , فها هو يقدم الشخصيتان بنفس البراعة , وبين هاتين الشخصيتين تعيش الزوجة المسكينة ” شريفة” التي لا تشعر بوجود زوجها وفى الوقت نفسه تحب أخاه البحار المرح المحبوب من الجميع والذي لا يحمل هما للدنيا , وبالرغم من النجاح الذي يحققه ” سيد” يقرر أن يقتل أخاه ويستعير حياته التي كان يتمنى من داخله أن يعيشها , وتتمزق شريفه نفسيا مع زوجها المريض , وتعيش الحالتين المنطلقة مع محمود والمعقدة المنغلقة على نفسها مع سيد .ولم يمر وقت طويل حتى عادت السندريلا إلى المرح والتألق في العام التالي 1972 مع أشهر أدوارها السينمائية على الإطلاق” زوزو” في رائعة المخرج الكبير حسن الإمام “خلى بالك من زوزو” والذي تذكرت معه سعاد حسنى وذكرت الجمهور بقدراتها الاستعراضية الكبيرة , ومقدرتها الفذة على إقناع المشاهدين والنقاد بأية شخصية تقدمها حتى ولو كانت راقصة .الفيلم كتب قصته ” حسن الإمام” نفسه وكتب له السيناريو والحوار الشاعر الكبير الراحل صلاح جاهين في أول تعاون بينهما , وكونا بعد هذا الفيلم ثنائيا فنيا نادرا ما يتكرر لم ينهه إلا وفاة صلاح جاهين متأثرا بحاله الاكتئاب القاتل الذي لازمها حتى رحلت .مع صلاح جاهين بدأت سعاد مرحلة جديدة تماما من حياتها الفنية تألقت فيها وأظهرت كل مواهبها الحقيقية وأكدت أنها ممثلة تمتلك العديد من الأبعاد والقدرات النادرة , ومع هذا الفيلم وصلت إلى ذروة تألقها والذي ألقى بظلاله على الفيلم كله فحقق نجاحات غير مسبوقة في تاريخ السينما المصرية , واستمر عرضه في دور السينما 53 أسبوعا أي تخطى حاجز العام محققا أعلى الإيرادات وقتها , وارتفعت معه أسهم جميع من عمل فيه وعلى رأسهم النجمة الشاملة المحبوبة سعاد حسنى , وقدمت سعاد في هذا الفيلم مجموعة من الآغانى والاستعراضات التى مازلنا نحفظها عن ظهر قلب , وهى الأغانى التى لحنها الموسيقار الكبير كمال الطويل بجانب سيد مكاوى الذى لحن أغنية الفيلم ” خلى بالك من زوزو” وبالطبع قصه الفيلم لا تحتاج لمن يذكر الجمهور بها, وإنما يجب أن نذكر أن سندريلا بعد هذا الفيلم تربعت منفردة على قلوب المشاهدين دون أية استفتاء رسمية ودون الحاجة ألى آراء النقاد الباحثة دوما عن الأفلام الجادة حتى لو لم يفهمها الجمهور . واحتاج الامر بعد ذلك  سنوات لتضع سعاد حسنى بصمة اخرى على قائمة أفضل مائة فيلم فى تاريخ السينما المصرية عند تقديمها لفيلم ” على من نطلق الرصاص ” عام 1975 , وهو الفيلم الذى عادت فيه للتعاون مع كمال الشيخ والسيناريست رأفت الميهى وقدمت فيه شخصية ” تهانى” التى تعمل فى شركة مع خطيبها ” سامى” محمود ياسين الذى يسجن ظلما بعد انهيار إحدى العمارات التى انشأتها الشركة ويدبر ذلك مدير الشركة رشدى الذى أدى شخصيته ( جميل راتب) لقتل سامى فى السجن , وينجح فى ذلك بالفعل قبل أن يحاول صديقة مصطفى – مجدى وهبة الانتقام له . ويعد هذا الفيلم من الافلام الاجتماعية والسياسية المهمة حول التغيرات الاجتماعية التى بدأت فى مصر فى ذلك الوقت وعودة سيطرة رأس المال المستبد مرة أخرى . وفى العام نفسة 1975 قدمت سعاد واحدا من اهم أدوارها السنمائية على الإطلاق وهو دور ” زينب” فى فيلم ” الكرنك” ثانى أفلامها مع زوجها فى ذلك الوقت المخرج على بدرخان, حيث قدما معا قبله فيلم ” الحب الذى كان” أما الكرنك فهو عن قصة للأديب الكبير نجيب محفوظ وكتب له السيناريو والحوار ممدوح الليثى . ويعد هذا الفيلم من الأفلام التى اثارت جدلا كبير وقتها ولا يزال الخلاف عليه مسمرا حتى اليوم بعد الصورة السلبية التى قدمها عن فترة حكم الثورة وسيطرة المخابرات على الحكم وممارساتها القمعية ضد الشعب والمعارضة والتى وصلت إلى أبعد الحدود , وبغض النظر عن هذا الخلاف , فالفيلم يعد واحدا من الأفلام السياسية الجريئة وقدم مخرجه الشاب وقتها لغة سينمائية جديدة ومختلفة .” زينب” فى هذا الفيلم هى واحدة من ثلاث من الطلبة الجامعيين تم القبض عليهم عن طريق المخابرات لاشتراكهم فى منظمات سياسية مختلفة والطلبةهم : اسماعيل – نور الشريف – وحلمى- محمد صبحى – فى حين قام بدور رئيس المخابرات الفنان الكبير كمال الشناوى – وتتعرض زينب للاغتصاب على أيدى رجال المخابرات وأمام حبيبها حتى يجبروهما على الاعتراف على زملائهما والتنظيم  السرى الذى ينتميان إليه , بل ويجبران زينب واسماعيل على العمل لحساب المخابرات , وفى نهاية الفيلم يبدأ البطلان صفحة جديدة كلها أمل فى المستقبل .ويعد فيلم “الكرنك” استمرار لسلسلة الأفلام السياسية التى بدأتها سعاد حسنى وتألقت فيها بشدة تدل على وعى فنى وسياسى عال جدا .وتتبقى المحطة الاخيرة لسعاد حسنى مع أفلام التفوق حيث كان فيلم ” أهل القمة ” عام 1979 بعد 20عام بالتمام من ظهورها الأول عام 1959 فى فيلم حسن ونعيمة . وتستمر فى هذا الفيلم فى العمل مع زوجها على بدرخان فى آخر أفلامهما معا كزوجين قبل انفصالهما . والفيلم كتب له  السيناريو والحوار على بدرخان مع مصطفى محرم عن قصة لنجيب محفوظ ويعد واحدا من الأفلام السياسية التى اخذت عن قصص لمحفوظ كتبها فى الستينات والسبعينات تعبر عن سخطه على قمع الحريات فى تلك الفترة كما كان يرى .شارك فى بطولة الفيلم ككل من نور الشريف وعزت العلايلى وعمر الحريرى وقدمت فيه سعاد حسنى شخصية ” سهام ” لتختتم بها أهم ادوارها من وجهة نظر النقاد ضمن قائمة أفضل مائة فيلم مصرى لاشك وأنها ظللمت كثيرا سندريللا التى تجب إعادة تقييمها مرة اخرى بعيدا عن التنظير , وبناء على إحساس الناس ببطلتهم المحبوبة .لتنهى مشوارها الفنى بفيلم “الراعى والنساء” الذى قالت فى إحدى جملة الحوارية لاحمد زكى ” انا عندى شعور فظيع بالوحدة ” وبعدها قررت سندريلا قضاء بقية ايامها فى العزله الاختيارية . مع الوحده والاحزان والذكريات . تعلق سعاد ” بصلاح جاهين ” تقلقاً شديداً وكان بالنسبة لها الاب والاخ ولشقيق وحينما رحل ترك بداخلها حزناً شديداً .. وحينما وصلت سعاد الى سن الاربعين بدات ملامح وجهها تتغير .. لذلك تعلمت الهروب والابتعاد عن كل ما يزكرها بالفن وما خلفه لها من معاناه وسط هذا الهروب تناقل الناس اخبارها الحقيقه والمزيفه … انتصرت السندريلا على نفسها فى كبح شهوتها الدائم للنجومية والنجاح … وهو ما اتعب نفسيتها واصابتها بمرض فى العمود الفقرى وآثار شلل فى الوجه . وزيادة فى الوزن ولالام  لايتحملها بشر  عانت فيها من التجاهل .. وقسوة الوحدة .. وتنكر الاصدقاء لتنتهى حياتها بلا ثروة وبلا اصدقاء .. غريبه .مواضيع ذات صلة

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل