المحتوى الرئيسى

سبوع فريدة.. ومفتاح مصر!

04/16 08:16

حدثت أمس ليلة السبوع.. احتفل البيت الرئاسى بالحفيدة فريدة.. لا أحد يعرف كيف كان السبوع، ولا مَن كان يرش الملح، ولا ما طبيعة العقيقة الرئاسية ولا الهدية.. ولا حتى شعور مبارك الابن.. ولا شعور مبارك الأب.. كل هذا لا يعرفه أحد.. ليس لأن هذه الأشياء من المحظورات أو الأمور الخاصة، ولكن لأن أحداً لم يسأل، فالخاص الآن شأن عام، بعد أن صدر بيان رئاسى بوصول الحفيدة، دون غيرها من أحفاد الرئيس.. ولأن الظروف الصحية للرئيس لم تسمح بالحضور والمشاركة.. كان هذا السيناريو: المشهد الأول الفرحة تغمر المكان.. دقات الهون تتصاعد شيئاً فشيئًا.. اسمعى كلام بابى، ماتسمعيش كلام مامى.. تضحك السيدة الأولى.. تقول: وبعدين ده تحريض صريح على المرأة.. فين فرخندة حسن، وفين مشيرة خطاب.. الضحك والمرح يملآن المكان.. تستمر طقوس ليلة السبوع.. صوت ناعم يرتفع.. يا ملح دارنا كتر عيالنا.. ينفجر الضحك من جديد.. تتدخل سيدة القصر: صوتكم شوية علشان «بابا ددو».. كان الرئيس يتابع المراسم، لكن شيئاً ما جعله يسرح بعيداً.. يقفز فوق الزمان والمكان! المشهد الثانى الرئيس يتذكر يوم سبوع علاء وجمال.. كنا فين وبقينا فين.. صحيح الضنى غالى، لكن أعز الولد ولد الولد.. وفعلاً نجحت فريدة فى تغيير مزاج الرئيس، ورفعت معنوياته جداً.. قبلها كان هناك اثنان ساعداه على تجاوز الأزمة الأخيرة.. شريكة حياته سوزان مبارك، ورئيس ديوانه زكريا عزمى.. الأولى كانت تعطيه الأمل.. والثانى يعطيه كل المعلومات فى الوقت المناسب.. كانت هناك غرفة عمليات فى المستشفى تدير شؤون البلاد.. تمر لحظة صمت، ويفكر الرئيس فى الهدية.. بنت يعنى حلق! المشهد الثالث جمال يدخل وسط الحضور، يحمل فريدة ويضع قبلة على جبينها.. يذهب بها فى اتجاه الرئيس.. قولى: نورت يا بابا ددو.. هات بقى هديتى.. يرد الجد بابتسامة هادئة.. ماشى يا سيدى عايزة إيه.. جمال: طبعاً هدية رئاسية تليق بفخامتكم سيدى الرئيس من جهة، وبالأميرة فريدة من جهة أخرى.. الرئيس: فاكر هديتك إنت كانت إيه.. جمال: جايز وأنا صغير كانت بدلة ضابط، زى بدلة حضرتك بالنياشين.. ولما كبرت كانت مفتاح عربية سبور.. لكن دلوقتى بقى الدنيا اتغيرت يا فندم! المشهد الرابع الرئيس: شايف دلوقتى مشاعرك قد إيه ناحية فريدة.. إحنا كمان مشاعرنا ناحيتكم أكتر.. وبكرة خوفك عليها يكبر.. وتجرى وراها علشان ما تروحش بعيد.. ما تلعبش جامد.. ما تروحش المدرسة لوحدها.. وتخاف لما تكبر تديها عربية تسوقها.. هو ده نفس شعورى ناحيتك.. خايف عليك من حاجات كتير.. جمال: ربنا يخليك يا ريس إحنا كبرنا حواليك.. ده أنا نفسى أعمل كل شىء، وحضرتك تستريح.. الأب: يا ابنى هتفضل صغير فى عينى مهما تكبر.. وعلشان كده أنا خايف عليك لحد دلوقتى.. روح افرح ببنتك! المشهد الأخير لحظات وكاد الرئيس يخرج من مود السبوع، وتتبدد لحظة الفرح.. كانت «سوزان» تقرأ عين الرئيس.. راحت إليه بسرعة وأخذت فريدة.. سألت جمال: فيه إيه.. رد: أبداً والله.. تهمس للرئيس: مالك.. قال: ذكريات عبرت أفق خيالى.. هاهاها.. قالت: خير، احمد ربنا إنك قمت بالسلامة.. تنهد الرئيس: لازم نجيب هدية كويسة لفريدة.. وشها كان حلو.. قالت: طبعاً طبعاً.. سادت لحظة صمت من جديد.. قطعها جمال: وهديتى.. الرئيس: وهديتك كمان، ألماظ ماشى، مفاتيح عربية آخر موديل ماشى.. جمال: عايز مفاتيح مصر!.. الرئيس: أنا خايف عليك يا ابنى.. عارف مصر يعنى إيه.. مش أى حد يعرف يسوقها أبداً! ■ ■ كتبت هذا المقال فى 30 مارس 2010.. حين كان القصر الرئاسى مرتبكاً فى عملية التوريث، وكان جمال مبارك يريد مفتاح مصر.. فانتهى الأمر بالبيت الرئاسى كله إلى طرة لاند.. لأول مرة فى تاريخ أنظمة الحكم!

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل