المحتوى الرئيسى

نبيل خير الله عمر يكتب: لمن الملك اليوم؟

04/16 02:21

تصدر خبر احتجاز الرئيس السابق(حسنى مبارك) ونجليه الصفحات الأولى من صحف القاهرة، والعديد من الصحف العالمية، ونشرات الأخبار، والمحطات التليفزيونية. لقد جاء خبر احتجاز مبارك ونجليه بمثابة مفاجأة، على الرغم من المطالبات المليونية باعتقاله والتحقيق معه، وربما شنقه، ولكن فعلا كانت مفاجأة. مفاجأة لأنها أول مرة فى تاريخ مصر أو ربما تاريخ دول كثيرة فى العالم أن يتم القبض على رئيس دولة (سابق) وأبنائه، وغالباً قريباً زوجته، ناهيك عن رؤساء مجالس الوزراء، ووزرائهم، والكثيرين من بطانته ورجال بلاطه. لقد كان حسنى مبارك ورجاله (جميعهم) ينادون فينا.. أليس لنا ملك مصر وجميع خيراتها لنا؟ ألسنا خير من ذلك الشعب الوضيع الذى خلق ليخدمنا؟ إن لم يقولوها لفظاً فقد قالوها بألف معنى، وصدق الله العظيم:(وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِى قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِى مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِى مِن تَحْتِى أَفَلاَ تُبْصِرُونَ (51) أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِّنْ هَذَا الَّذِى هُوَ مَهِينٌ وَلاَ يَكَادُ يُبِينُ (52)سورة الزخرف. بدأت التحقيقات مع الرئيس السابق ونجليه واستمرت ما استمرت من الساعات، وإلى أن تنشر تفاصيل التحقيقات، أتخيل هل طلب جمال مبارك اطلاعه على الأسئلة كيف أن تلقى عليه؟ وهل طلب إلغاء بعض الأسئلة لأنها قد تسبب حرجاً، أو قد تضر بصورة الحزب الوطنى فى الشارع؟ أسئلة كثيرة تدور فى رأسى، وقد أتمنى فى لحظات لو شهدت التحقيق معهما، ولكن لا جمهور ولا متفرجين. وبعد أن طالت ساعات التحقيق، دعوت الله عز وجل وقلت نعوذ بالله من الخذلان، فما أسوأ أن يقف المرء موقفاً هو فيه عاجز ولا يجد من ينصره ( وكفى بالله نصيراً وكفى بالله وكيلاً )، ولكن هل أعدوا لمثل هذا اليوم حساباً؟ وهل رتبوا لمثل هذا اليوم إجابات؟ ( لا أظن )، لأنهم لم يرد يوماً على خاطرهم أن مثل هذا اليوم آت. ولكنه أتى وطال كل من كان له علاقة بهم من قريب أو بعيد، وأتذكر يوم أن كان الجميع (إلا من رحم ربى)، يسعى لقربهم ولنيل رضاهم، أو ربما حتى ابتسامة منهم أو إشارة بسلام. لقد تباينت المطالب من آل مبارك ورجاله، وتراوحت بين إشارة بسلام أو ابتسامة إلى أن وصلت إلى أن تمنى البعض أن يكون من رجال البلاط والحاشية المقربة. وأرى اليوم الجميع ينكر الصلة، ويتبرأ من العلاقة، أليس هذا هو الرئيس مبارك؟ أليس هذا هو جمال أمين التنظيم المساعد وأمين السياسات وابن الكبير؟ ويبقى الواقع ويطفو على السطح حبس جمال وعلاء نجلى الرئيس السابق خمسة عشر يوماً على ذمة التحقيقات، والرئيس السابق منعه من الحبس حالته الصحية، إلا أنه قيد الاحتجاز بالمستشفى. وأعود فأقول: أعوذ بالله من الخذلان فمن شهور قليلة كان هو وحاشيته وأولاده الحاكمين الناهين، واليوم صار لا يملك لنفسة شيئا، ولا يملك لنفسه نفعا. وبعد أن شاهدت فيديو يصور خروج علاء وجمال، ليتم ترحيلهما فى سجن المزرعة ليلحقا بالركب المقيم هناك، هتفت وقلت لمن الملك اليوم، وتبقى الإجابة دائماً وفى كل زمان ومكان : لله الواحد القهار. ورأيت الناس تهتف وتطالب أن يتم ترحيلهما فى سيارة الشرطة (البوكس)، وذلك إمعاناً فى مهانتهما وإذلالهما. ولكنى أرى أنه لا فرق، لأنهما فى النهاية لحقا بالركب العظيم فى سجن المزرعة، حيث اجتماع مجلسى وزراء عبيد ونظيف، وحشد كبير من الوزراء ورجال الأعمال، والأيام القادمة فيها الكثير من سقوط أتباعهم وأزيالهم، وعند كل سقوط أعود فأقول: لمن الملك اليوم؟ وستظل الإجابة دوماً :لله الواحد القهار، لأنه لو أمعنا التفكير لرأينا أنه لم يكن لهم ولا لغيرهم ملك؟ وكيف لمن يتبول ويتغوط أن يكون له ملك؟ ولكننا خدعنا وعشنا وهماً. ونحن فى انتظار الأيام القادمة لنرى من سيأتى عليه الدور، وهل ستظهر أسماء جديدة لم تكن معلومة للعامة؟ لا أدرى ولكن إن غداً لناظره قريب.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل