المحتوى الرئيسى

تونس: اختتام «أيام الفيلم الوثائقي»

04/15 10:17

لم يكن من الممكن في السابق عرض مثل تلك الأفلام الوثائقية في تونس، بل كان من المستحيل مجرد التفكير في التمتع بمشاهدتها ومناقشة مواضيعها على الملأ، حتى وإن كان البعض منها عاديا تماما، وعيبه الوحيد أنه يتناول مواضيع سياسية لا تروق للسياسيين. هذه النوعية من الأفلام وجدت طريقها من جديد إلى الساحة التونسية، وتم عرض البعض منها خلال «أيام الفيلم الوثائقي»، التي دارت وقائعها بقاعة «فن أفريقيا» بالعاصمة التونسية، وانطلقت فعالياتها يوم 9 أبريل (نيسان) الحالي، وتواصلت إلى الحادي عشر من نفس الشهر. البرمجة الخاصة بالمظاهرة تضمنت مجموعة مهمة من الأفلام الوثائقية، من بينها «درس في التاريخ» للمخرج اللبناني الهادي زكاك، وقد تناول طريقة تدريس مادة التاريخ لمجموعة من المراهقين في خمس مدارس في مدينة بيروت وضواحيها، الفيلم عرض خمس رؤى لتدريس مادة التاريخ في تلك المدارس: علمانية وسنية وشيعية وكاثوليكية وإنجيلية، وكل تلك الرؤى الخمس على علاقة بقضايا الهوية والتاريخ وذاكرة الحرب الأهلية. وكان الفيلم الوثائقي «الأئمة يذهبون إلى المدرسة» للمخرجة كوثر بن هنية، قد عرض في حفل الافتتاح، وهو يتابع كيفية تدريب أئمة في الجامع الكبير بباريس وضوابط التقيد بالعلمانية، وذلك حسب النظرة الفرنسية لتحديث الإسلام. فالأئمة المسلمون مطالبون كذلك بمزاولة دروس حول العلمانية يتلقونها بين أسوار معهد كاثوليكي. وقد اهتمت الغالبية العظمى من الأفلام المعروضة خلال أيام الفيلم الوثائقي بتنامي الإسلام السياسي في العالم العربي والغربي على حد السواء، وهذا التوجه مثله على وجه الخصوص فيلم «في انتظار أبو زيد» لمحمد علي العتاسي (إنتاج مشترك بين لبنان وسورية)، وهو بمثابة الوثيقة النادرة حول حياة المفكر المصري حامد نصر أبو زيد، وهو يعرض تفاصيل أفكاره قبل وفاته بشهرين فقط. مجموعة أخرى من الأفلام عرضت خلال هذه المظاهرة على غرار «تقوى كور» للمخرج عمر مجيد (كندا)، وفيه تطرق إلى ظاهرة جديدة انتشرت بين شباب الولايات المتحدة الأميركية، وهو يصور مجموعة من «البانك» المسلمين داخل أميركا. وعرض كذلك فيلم «ظلال» إخراج مصطفى الحسناوي وماريان خوري، وهو يعرض حالات مجموعة من المرضى النفسانيين في أحد مستشفيات القاهرة. الأيام في دورتها الأولى جلبت لها جمهورا غفيرا مختلفا عن فترة ما قبل 14 يناير (كانون الثاني)، وهو ما جعل المخرج التونسي هشام بن عمار، المبادر بتنظيم هذه الأيام، يعمل على تطوير حضور الأفلام الوثائقية من خلال التحضير منذ الآن لمهرجان سنوي يحمل عنوان «قوافل وثائقية» خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) من السنة الحالية، وهدف تلك القوافل التي ستجمع ثلة من المخرجين من ضفتي المتوسط العمل على مزيد التعريف بمكانة الفيلم الوثائقي.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل