المحتوى الرئيسى

باختصار - ديموقراطية الفيس بوك!!

04/15 15:54

من أفضل الأمور التي أفرزتها ثورة 25 يناير أنها علمتنا الدخول إلي موقع الفيس بوك. الذي تحول إلي منتدي للزعماء والقادة والمرشحين للمناصب الكبري. فمن خلاله انطلقت الثورة وعليه تعزل وتعين القيادات. واصبح صك التعيين مرهوناً بالاقامة في ميدان التحرير أو احضار أربعة شهود عدول علي أنك زائر دائم للفيس بوك!!تحول الفيس بوك إلي وكالة صحفية ينهل منها الإعلام بكل وسائطه.. المقروء والمرئي والمسموع. حتي دون التأكد من صحة المعلومة.. وكأن الموقع بات مركزاً لصنع القرار ومريديه ممن يمضون جزءاً لا بأس به من أوقاتهم في التسلية والمرح هم القادة وصناع القرار.أزور الفيس بوك علي فترات لأتعرف علي أفكار المنتمين إليه وبعضها في غاية الاهمية والموضوعية. لكن استوقفني وجذب انتباهي استطلاع رأي يتناقض مع كل مبادئ الديموقراطية التي نادت بها الثورة. ويعيدنا إلي طرح سؤال في غاية الخطورة سبق أن قامت الدنيا عندما طرحه رئيس وزراء ينتمي للنظام السابق.. هل الشعب المصري مهيأ الآن للديموقراطية؟!الديموقراطية التي نعرفها ويعرفها العالم تعني في أبسط معانيها حكم الأغلبية حتي لو جاء الأمر علي غير هوي الأقلية. لذا كان غريباً أن تتساءل مقدمة الاستطلاع وهي زميلة باحدي الصحف الخاصة: هل توافق علي وصول الإخوان المسلمين إلي الحكم إذا جاءت بهم الديموقراطية؟!وعلي قدر غرابة الطرح فإن اجابات المشاركين في الاستطلاع جاءت أشد غرابة فمعظمهم رفض وصول الإخوان إلي الحكم تحت أي ظرف ولو من خلال نظام ديموقراطي وانتخابات حرة. في حين أخذ الباقون ممن شاركوا في الاستطلاع علي عاتقهم مهمة شرح معني ديموقراطية. وتأكيدهم علي احترام أي نتيجة تعبر عن إرادة الناخبين. هؤلاء الموافقون لا ينتمون إلي الإخوان ــ مثل كاتب هذه السطور ــ لكنهم يؤمنون أن الديموقراطية هي الطريق الوحيد للتغيير وإصلاح ما أفسده السابقون.الاستطلاع كشف حقيقة خطيرة مفادها أنه رغم سقوط النظام إلا أن الكثيرين لم يتمكنوا حتي الآن من خلع عباءته مع رفضهم له وثورتهم عليه. فهذا النظام حول الجماعات الإسلامية إلي فزاعة للداخل والخارج لحاجة في نفسه. مستغلاً حالة الهلع التي أصابت الغرب من الإسلاميين منذ نجاح الثورة الإيرانية وسقوط نظام الشاة.الإصلاح السياسي يبدأ وينتهي بالتجرد والاستماع لكل التيارات بحياد تام دون أحكام مسبقة حتي نأتي بالأصلح لقيادة البلاد خلال الفترة المقبلة.. ألف باء ديموقراطية أن تقبل الأقلية حكم الأغلبية وإلا تحول الأمر إلي فوضي يدفع ثمنها الجميع.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل