المحتوى الرئيسى

الفيس بوك والأسماء المستعارة بقلم:سائد جاسر

04/15 00:23

الكل منا يعرف هذا الموقع ما أحدثه من ثورات وتغيرات في عالمنا العربي ولا زال. ولكن ما هو السر في استخدام بعض المشتركين في هذا الموقع لأسماء مستعارة؟ وأقصد هنا المستخدم الفلسطيني ( غزة – ضفة ). وما هي السلبيات والايجابيات الناتجة عن هذا؟ كنت حائرا أثناء الكتابة لهذا المقال، لأني سأخرج في نهايته بقبول البعض من رواد هذا الموقع ورفض البعض، لكن لا بأس في ذلك لان اختلاف وجهات النظر لا يفسد للود قضية. مما لا شك فيه أننا نستخدم أسماء مستعارة أولا من مبدأ السلامة الشخصية وتلاشيا للمحاسبة التي قد تكون جائرة في غالب الأحيان. ولإفساح المجال لأنفسنا أن نقول ما نريد وقد يصل قولنا إلى حد الشتم والسب والتخوين. فنحن أهالي غزة والضفة نحمل واقع هذا الأمر. حيث ان من يسكن في الضفة ويريد انتقاد السلطة أو شتمها بالتأكيد ومن مبدأ السلامة كما أسلفت لن يستخدم اسمه الحقيقي، وبعكس هذا يحدث في غزة أيضا. الآن لو أمعنّا في سلبيات هذا الأمر (حسب وجهة نظري المتواضعة) سنجدها كثيرة مقابل الايجابيات التي قد لا تكون ايجابية أصلا. لأن الحفاظ على السلامة دوما وفي كل الأوقات ليس ايجابيا لان الحياة عراك ومزيجا بين السلامة والخطر. أما بالنسبة لمساحة الحرية التي يمنحنا إياها هذا الاسم الزائف، كأن نقول ما نريد وان نسب من نريد فهذه هي السلبية الأكبر في الموضوع. لأننا قد نستخدم هذه الحرية إلى ابعد من حدودها، حيث أننا نلاحظ كثيرا بعض الشتائم هنا وهناك وقد يصل بعضها إلى السب العائلي. وقد يستخدم المعارض هنا ألفاظ بذيئة، وقد يرد عليه مؤيد بألفاظ أكثر بذاءة، وقد يصادف أن المتشاتمين أبناء عمومة مثلا أو جيران ولكن كل منهما له وجهة نظر وله حزبه الذي يدافع عنه ويرد الشتيمة عنه أيضا. بهذا نكون أفسحنا المجال لخلق جو جديد ومكان جديد للمشاحنات. زيادة عن تلك التي نعيشها في ظل الانقسام، وموقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) أصبح موقع تشاحن وتكاره اجتماعي. لنستخدم الأسماء الحقيقية، ولا بأس أن ترمز لانتمائك فنحن أولا وأخيرا أبناء الأم الواحدة فلسطين. وما من عيب ولا حرام أن نقول ما نريد.. قل ما يرضي الله، وتحدث عن ما يعجبك وما لا يعجبك بأدبٍ وانتقد من حسٍ وطني لا حزبي. وتذكر قول رسولك الكريم صلي الله عليه وسلم" المسلم من سلم المسلمون من لسانه". وان أتاك ما لا يعجبه قولك فلا بأس أن تكون يوما مظلوما. لأن طريق الحرية ليست معبدة بالورود وكلمة الحق لا تأتي دوما بالمنفعة لقائلها. أما بالنسبة للرعاة فعليهم أن يتقوا الله في رعيتهم. وعليهم أن يفسحوا المجال لنا كي نقول ما نريد بأدب أفضل من أن نتستر خلف أسماء زائفة تسمح لنا أن نشتم ونسب إلى درجة لا تليق بنا كفلسطينيين. وان يذكروا قول الله تعالي في حديثه القدسي: "يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته محرما بينكم، فلا تظالموا". ويقول رسولنا الكريم" المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه" لنكن مسلمون حقا ولنكن كالشجر نلقى بحجرٍ فنعطي ثمر. تأملوا جيدا إخوتي. فمن بين السطور الأخيرة في المقال تأتي المحبة والمودة. يأتي السلام. ينبعث العطاء. ويسود الإخاء. سائد جاسر

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل