المحتوى الرئيسى

لله در مصر وتونس ما أروعهما...بقلم: فريد أعمر

04/15 00:23

حتى شهورٍ قليلةٍ خلت، كنا نغرق في كتاباتنا، كدنا أن نفقد الأمل في أُمة العرب والمحسوبين على الإسلام، كدنا أن نتمنى لو أننا لم نكن عرباً،تمنينا لو أن الشباب يعود لنهاجر من وطن العرب، تمنينا لو أن أنظمتنا تعتقل موظفاً بسيطاً يعمل في وظيفةٍ تافهة وذلك بتهمة الفساد وأن تطبل وتزمر لذلك، لعلنا نستطيع الكذب على أنفسنا بإيهامها أن الدول العربية لا تسبح في بحرٍ من الفساد، وأن الفساد لا يـُراد له أن يكون البضاعة الرائجة، والسلوك السائد في وطن العرب،بدليل أنه تم اعتقال فاسدا. كنا نعتقد أن اعتقال مسئول رفيع في منصبه، قوي في بطشه ونفوذه وتجارته بالوطن، وضيع في خلقه ومسلكه درب من دروب الخيال في وطن العرب، لأن هكذا جراثيم وفي أكثر من قطر عربي تم ترفيعها وتبجيلها وليس محاسبتها. جل مفكري العرب لم يدعوا إلى استخدام العنف سبيلاً للتغير، لم يدعوا إلى ثورات على الأنظمة سيما وأن (الثورات) التي حدثت في أكثر من قطر من أقطار العرب خلال العقود الماضية، كان حصادها علقماً، جعلت المواطنين يتحسرون على النظام الذي رحل، وفي سرهم يسألون الله سبحانه وتعالى أن يخلصهم من الطغاة الفاسدين، المتخلفين، العملاء الذين جثموا على صدورهم باسم الثورة والتغير والتحرير والتصحيح ....ألخ. من حيث لا نحتسب، دون أن نتوقع جاءت الثورة التونسية فالثورة المصرية لتـُطيحا بأصنامٍ وعبدتها، لتعليا من كرامة وحرية الإنسان، لتؤسسا للعدالة والمساواة بين المواطنين، لمحاسبة الفاسدين بدأً بالصنم وعبدته، بدأً بالمجرمين الذين اعتبروا أنفسهم فوق كل شيء، بالذين أرادوا الأوطان والشعوب مزرعة للحزب الحاكم، والحزب الحاكم حديقة وسلة نفايات لهم. بالذين اختزلوا الوطن في مكاسب وألقاب ووظائف للزوجة والابن والابنة وزوج الابنة....إلى أخر العصابة القذرة المجرمة التي أرادت من الشعب وهو يموت جوعاً ومرضاً أن يهتف بحياتها، وبانتصاراتها على الفضيلة، على الأخلاق، على الأوطان. أصبحنا نرى الطغاة الذين تاجروا بدماء وأعراض وأوطان الشعوب يـُساقون إلى حيث يجب أن يكونوا إلى السجن الذي كانوا يودعون فيه كل من صرخ من ظلمهم له، إلى حيث المكان الذي كانت أجهزة قمعهم تـُعمل التعذيب والقتل في عباد الله. ثورة مصر أُم الدنيا، أُم العرب، بلد سيدتنا هاجر التي أنجبت أبا العرب، أول خيلنا وأخر قلاعنا،منارة فكرنا، وثورة تونس الخضراء، تونس التي كانت في يومٍ من الأيام معبر الحضارة الإسلامية إلى الغرب، قلبتا الوضع في عالم العرب، أعادتا الطاولة لتقف على أرجلها بعد أن وقفت لعقودٍ عجافٍ على رأسها. ثورة مصر وتونس، قالتا للعرب الثورة أخلاق، الثورة قيم، عدالة حتى على من غيب العدالة، تطبيق قانون حتى على من جعل مزاجه وإجرامه هو القانون، الثورة صون دماء وليس سفك لها. ثورة مصر وتونس، قالتا للعرب مأساتنا على ضخامتها لم تكن في الفقر، في الاستعمار، في المرض، وإنما في النفاق،في الجشع، في الأنانية، في سوء الأمانة، في غياب النظام، في السلوك السيئ الذي هو سبب الفقر والاستعمار والاستبداد. ثورة مصر جعلت رموز النظام الذين بإشارة أو همسة منهم ساقوا الأُلوف من ابناء الشعب المصري إلى معتقل طره، يجلسون في ذات المعتقل، وإن كانوا بالتأكيد لا تهان فيه كرامتهم الإنسانية، ولا يـُعذبون أو تـُسفك دمائهم كما كان جلاوزتهم يفعلون مع الناس. المجلس العسكري في مصر والذي يدير أُمورها مؤقتاً يـُثبت كل يوم أن عسكر العرب ليسوا من طرازٍ واحد، وأن منهم الإنسان الوطني الغيور الذي يحرص على مصلحة الوطن والمواطنين، ويطبق القانون حتى على من عين أعضائه في مناصبهم، يثبت أنه يريد مصر بلداً للشفافية والعدالة والديمقراطية، بلداً للقانون والنظام، بلداً للعرب والمسلمين، بلد الإنسانية. فتحية لذلك المجلس. اللهم لا شماتة في ( علية) القوم، في ( مفكري) وقادة النظام والحزب، في حسني مبارك وأولاده وأعوانه الذين بقدرتك لم تمنعهم المليارات والقصور والحرير والجاه ( العظيم) من احتساء علقم صنيعهم والجلوس حيث أجلسوا الأبرياء والمقهورين. اللهم احفظ مصر وتونس، ولا تخيب أمالنا في المجلس العسكري الذي يـُنفذ التغير والتطوير في العزيزة مصر. وسلامٌ على أحبتنا في مصر وتونس وعلى كل يد نظيفة تقف إلى جانبهم خاصة مالياً حتى يتمكنوا من الوقوف على أقدامهم شامخين متعافين، سلامٌ على كل يدٍ تمتد لزراعة دلتا النيل،تمتد لتعيد تونس خضراء، تمتد لتطوير أقدم وأعرق جامعات العرب والمسلمين: أُم القرى والأزهر والقاهرة. [email protected]

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل