المحتوى الرئيسى

استنكارا على مقتل المتضامن الايطالي في غزة صباح اليوم بقلم:ولاء تمراز

04/15 22:17

بشع ومرعب، بل كإرثي وحقير ذلك الذي حدث في محافظة غزة من قتل للمتضامن الايطالي , لا لشيء إلاَّ لأنه بوازع من إنسانيته جاء لخدمة هذا البلد وخدمة أبناء فلسطين خاصة. وهذه الجريمة غير المسبوقة في تاريخ هذا الوطن جعلت الغزيين، كل الغزيين -دون استثناء- يتساءلون: من أين أتى إلينا هذا الشر المذهل، الشر الذي لا يقيم وزناً للقيم الروحية ولا للتقاليد والأعراف الإنسانية. والمأساة الأشد هولاً لا تتجسد في القتل ذاته وإنما في التمثيل بأجساد الضحايا الأبرياء بوحشية فاقت التصورات كتصويرهم وهم معصوبي الأعين ، وهو ما جعل شرائح واسعة من المجتمع الفلسطيني تردد بمرارة: ليس غريباً في ظل التشرذم والاحتراب الداخلي بالشعارات والتقاطعات أن يصل حالنا إلى ما وصل إليه وأن لا تكون هذه سوى البداية لما هو أعظم. الاختطاف عمل إجرامي مدان، وهو يغدو أكثر إجراماً عندما يتحول إلى قتل المخطوفين، وبذلك تكون الجريمة مضاعفة: قطع الطريق والاختطاف وقتل النفس التي حرم الله. وكل كلام من أن لبعض الخاطفين مطالب لدى الحكومات يغدو هراءً ومبرراً سخيفاً، فأي حق للخاطفين؟ وماذا يتبقى لقاطع طريق من حق؟ إن هناك أكثر من وسيلة للتعبير عن الشعور بالظلم، وهناك منظمات وأحزاب يمكن لها أن تتبنى المطالب الحقيقية، أما العدوان على من ترك بلده ليقف معنا في خندقنا وقطع السبيل فذلك عمل إجرامي بكل ما تعنيه الكلمة، وهو لا يحل مشكلة ولا يسهم سوى في مزيد من تدمير الحقوق سياسية كانت أم اجتماعية داخلية أم خارجية ، والاحتكام إلى العقل والقضاء كفيل بأن يوفر الأمن لجميع المواطنين ويعمل على بناء النظام والقانون التي تحققت في أكثر الشعوب تخلفاً وبداوة. وهنا نتوقف لكي نتذكر بأن كثيراً من العقلاء قد نادوا منذ وقت طويل بضرورة الأخذ بمبدأ الثواب والعقاب والضرب بيد القانون لكل من تسول له نفسه العبث بالأمن والممتلكات، وارتفع لسنوات طويلة شعار بناء النظام والقانون والمواطنة المتساوية، لكن تلك الشعارات ظلت معلقة في الفضاء !! فلا ثواب ولا عقاب ولا نظام ولا قانون الأمر الذي شجع بعض الفئات التي اعتادت الإجرام على أن تتحول إلى دويلات داخل الدولة...؟ لذلك فغزة الآن أحوج ما يكون إلى العمل بمبدأ الثواب والعقاب وإلى الانتصار لبناء النظام والقانون ليس لحماية التراب الوطني من التفتيت فحسب وإنما للمحافظة على الأمن والاستقرار وحماية سمعة الوطن التي ألحق بها الخاطفون والقتلة أفدح الضرر. لقد بَهَرْنَا العالم بثورتنا ثم بالوحدة والديمقراطية التي تطمح لتحقيقها ، ونحن الآن نثير شفقة العالم ولا أقول سخريته بما يحدث لنا وبأيدينا رغم ما يقال عن أصابع خفية خارجية، وسوف نحتاج إلى زمن طويل أكثر ربما من الزمن الذي قطعناه في ظل الوحدة لكي نمحو أبعاد الصورة التي باتت شعوب العالم ترسمها لنا، وفيها شعوب شقيقة وصديقة. وإذا كان هناك متشائمون كُثُر في هذه البلاد يرون أن إصلاح الاختلال بات مستحيلاً، فإن الغالبية العظمى من أبناء هذا الشعب في سائر المحافظات الجنوبية ما يزالون يؤمنون إيماناً راسخاً بأن الإصلاح ممكن. وأن الخطوة الأولى تبدأ من حب هذا الوطن، ومن أن نفهم بشكل أفضل كيف نتعايش ونؤمن بأن التجانس الاجتماعي بين أبناء هذا الوطن ليس له مثيل في أي شعب من شعوب العالم أجمع لا أديان متصارعة، وهو ما يرفع بلادنا إلى مستوى النموذج المثالي للتعايش والتجانس.... لكي الله ياغزة . سلامتكم ,,, ولاء تمراز عضوا في حزب الشعب فلسطين – غزة الجمعة 15/04/2011

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل