المحتوى الرئيسى

اذهب وربِّ كلباً بقلم:ريم ابو الفضل

04/15 22:17

عندما ينفصل الزوجان فى الأفلام الأمريكية، ويعانى الزوج الوحدة ومن ثم الاكتئاب؛ فيذهب لطبيب أمراض نفسية، ويسرد له معاناته مع الوحدة وافتقاد الأسرة فينصحه "اذهب ورب كلبا" وتتكرر النصيحة من أخصائيين نفسانيين، أو أطباء فى معظم الأفلام الاجتماعية التى يعانى أحد أبطالها الوحدة والاكتئاب وهنا نجد أن الكلب شيئا هاما وأساسيا فى الأسرة الأمريكية ، وينال قدرا أكثر أهمية حينما يعيش فردا ذكرا أو أثنى وحيدا فالسيدة العجوز تتكئ على عصاها ؛ لتعد للكلب إفطاره ،والرجل يخرج فى الصباح، ليس لعمله ،ولا لأصدقائه حيث انفض الكل من حوله ؛ ولكن لينزه كلبه إنه الآخر الذى يدعوهم للحياة، وينتظر عطائهم ؛ ليشعروا أن هناك من ينتظرهم فعليهم أن يتشبثوا بحياتهم التى كثيرا ما نجدهم يتخلصون منهم بسبب الوحدة والاكتئاب فالمسؤولية قد نعدها ثقيلة، ونحلم باليوم الذى يأتى لنتخلص منها ونعيش بلا أعباء ولا مسؤوليات، ولكن الأشد ثقلا على النفس قبل الجسد هو الإحساس بالفراغ والوحدة، أن تشعر أن ليس هناك أحد يهتم بك أو تهتم به، لا تشكل قيمة أو أهمية فى حياة أى شخص، لاتنتظر أحد ،ولا أحدا ينتظرك إنه الموت الذى يرتدى رداء الحياة روت صديقة لى بأن السيدة التى تساعدها فى أعمال المنزل والتى طلقت من زوجها ؛ لأنها لم تنجب وتقطن فى عشوائية تفعل فعلا تتعجب صديقتى له، وهى أنها تؤجر ابنة أى أسرة فقيرة لمدة سنوات فتعيش معها ،وتربيها حتى تطلب أسرة الطفلة التى صارت صبية ابنتهم فتعطيها لهم، وتكررالسيدة الفعل مع طفلة أخرى فقلت لها إن هذه السيدة لابد أن تشعر بأنها تعيش من أجل شخص ما ينتظرها..تقدم له فتحيا، و تعطى له فتسعد لسعادته مرة، وتسعد بعطائها أخرى، فعقل السيدة البسيط هداها إلى نوع من العطاء يحقق لها الحياة.. رغم فاقتها الشديدة ؛ ولكنه إكسيرالحياة ولو كانت قد نالت قدرا من الوعى ؛ لعرفت طريقاً للمؤسسات الخيرية ودور الأيتام التى قد تجعلها تشعر بقيمتها لأشخاص عدة بدلا من واحد فقط فلنتخيل لو أن هذه السيدة التى حرمت من الأمومة فتركها زوجها، وبالتالى حرمت من الأسرة فإذا ما أتى عليها الصباح فلمن تقوم؟ ولماذا تعمل؟ وربما تحدثها نفسها من يريدنى؟ ولماذا أعيش؟ فأحيانا المسؤولية التى نتملص نحن منها يبحث عنها غيرنا ؛ ليشعر أنه يحيا من أجل شخص، وأن هناك شخصا ينتظره ويكون مسؤولا عنه فعقلها البسيط هداها لتلك الفكرة التى قد نتألم لها ؛ ولكنها تسعد هى بها وتسعد طفلة فقيرة بين كُثر قد لا تنال عُشر الاهتمام الذى ستناله من هذه السيدة ،وتخفف العبء من على أسرة تؤجر ابنتهم لتطعم الآخرين لم اقتنع بفعلة هذه السيدة ولكننى تعاطفت بشدة معها.. بل ومع الطرفين الآخرين ووجدت أننا نتملل من نعم كثير مثل فرص العطاء التى نعتبرها مسؤوليات، و التى يبحث عنها آخرون، ويدفعون فيها مالا ليحصلون عليها ووجدت أننا لم نحتاج أبدا لكلب ليؤنس وحدتنا، فنجعله قضيتنا وأمرنا وهمنا ؛ حتى نستطيع أن نكمل مسيرة الحياة ،فديننا العظيم يدفعنا دفعا لقضايا عدة نحيا من أجلها بل ويدعونا لكى نساعد الآخرين ليحيوا هم أيضا فيدعونا لنبر أهلنا، ونصل رحمنا ، ونتواصل مع جيراننا، ونرأف بكبارنا ، ونرحم حيواننا، ونحسن إلى إخواننا من أهل الكتاب بل وجعلنا كالجسد الواحد فى التراحم والتعاطف، وهذا يملى علينا واجبات تصل بنا إلى هذا البنيان القوى،والتشبيه البليغ فأى حياة هذه التى نحياها من أجل الغير ، وفى الحقيقة هى من أجلنا أيضا لأن كل هذا العطاء سيكون له مردود علينا لكى نستمر. ونعطى ..ونسعد إن قيمة العطاء لا تمثل الحياة للطرف الآخر.. ولكنها تمثل قمة الحياة لنا فقيمتك كإنسان تعلو بعطائك ..وقيمتك للآخر تعلو عنده بعطائك أيض..ا وقيمتك عند الله تفوق السابقتين إذا ما أخلصت النية أحيانا نعتقد أننا سنسعد أو نحيا حياة أكثر سعادة بعطاء من حولنا، ولكن سنجد فى عطائنا سعادة تفوق سعادتنا عندما نتلقى فبالرغم أننا والحمد لله لا نحتاج لكلب أو هرة أو أى حيوان نربيه فيؤنس وحدتنا إلا أننا لنا فى كل كبد رطبة أجر فالكلب الذى كان يلهث غفر الله لمن سقاه والهرة التى حبستها صاحبتها دخلت فيها النار يقولون...على قدر عطائك يفتقدك الآخرون وأقول ..على قدر عطائك ستكسب ذاتك ، وتسعد نفسك فما أجمل القيمة التى تكسبك نفسك والآخر، وتسعدك والآخر، وتمنحكما الدنيا وتهبكما الآخرة فعطاء اليد يسمو بالنفس وبالروح ولسان بجميل الكلم يطبب ألم وجروح ففى السماء لكل منفق ومعط ثواب يلوح وفى الأرض قلوب تحفك وبالود تفوح ريم ابو الفضل [email protected]

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل