المحتوى الرئيسى

غزة قتل فيكتور خبر صادم بقلم:عبد الجواد زيادة

04/15 21:45

غزة قتل فيكتور خبر صادم ا عبد الجواد زيادة أفاقت غزة علي خبر صادم، مقتل الصحفي الايطالي فيتوريو اريغوني "فيكتور"، المتضامن الذي جاب الأقطار، وركب البحار ليكسر حصار غزة، ويتضامن مع سكانها، وتحمل مشاق السفر وألم الإصابة، والغربة عن وطنه الأم، تاركا خلفه أبا، يصارع الموت بالسرطان، ليشارك غزة ماساتها الإنسانية، لإيمانه بان غزة وأهلها، لا يستحقون هذا الحصار الظالم، رغبة منه بالإسهام كانسان، بتسليط الضوء عليها، عله يخفف من وطأت حصارها، بإيصال رسالة للعالم، بان غزة ضحية، فكان هو ضحيتها. ظهرت مآثر فيكتور وإسهاماته، في مشاهد أبكت قلوب الفلسطينيين، صوتا وصورة علي الشاشات، والمواقع الالكترونية، ليعرف عن فيكتور، كل من لم يلتقيه، بما قدمه لنا كمتضامن إنساني، فهو القادم لغزة قبل ثلاث سنوات، علي متن سفينة من سفن كسر الحصار، ليتشبث بالبقاء بها، يغادر ثم يعود، أشبه بمقيم دائم، رفض الفرار وترك أهلها لمواجهة مصيرهم، كما فعل بعض أبنائها، حاملي جوازات السفر الأجنبية، أثناء الرصاص المصبوب، لينال من حمم هذا الرصاص، ليصاب أثناء تطوعه مع الفرق الطبية، ويواصل مشاركته في مسيرات الاحتجاج، ضد المنطقة العازلة، التي أقامها الاحتلال شرق القطاع، عشرات المشاركات التضامنية الفاعلة، عرفت غزة خلالها فيكتور، كمتوحد مع قناعاته الإنسانية، ذاتية يستحق عليها، أن ينال ارفع الأوسمة الفلسطينية، وليس القتل والإعدام، فقد قدم لغزة، أكثر من الكثير من أبنائها. أشارك كما كل فلسطيني، الحزن والألم علي خسارتنا فيكتور، كما أشاركهم الخوف، علي مستقبلنا ومستقبل قضيتنا، لأننا ما زلنا ندفن الرأس كما النعامة، ولا نواجه أنفسنا بالأخطاء، ولا نقر بحقيقة وجهنا القبيح ونتجمل، ففيكتور كلنا ساهم في قتله، هو ضحيتنا جميعا، قتل يوم أن تقاتلنا وقتلنا أنفسنا، وتجردنا من وطنيتنا وارقنا دمائنا، هو ضحية ثقافة القتل السهل، التي سادت دون محاسبة، والفكر المشوه الذي تغلغل، بين أزقتنا وداخل بيوتنا الفصائلية، وتركناه ينمو دون مسائلة، فلا يجب التباكي،علينا القلق وتحمل المسؤولية، ومراجعة الذات لعدم تكرار مثل هذه الجريمة، التي أساءت لنا كشعب، والاعتذار وإبداء الأسف، والتظاهر الاستنكاري الغاضب، لا تعالج الصورة واجهوا الحقيقة، فالحدث كبير يتطلب جهد وصدق اكبر. حقا نشعر بالعار والغضب والنقمة، علي من ارتكب هذه الجريمة، رغم ما احتوته من ملابسات، تشير لأياد خفية، قد تكون لإسرائيل علاقة بها، مدعمة بمعطيات تحليلية، من قبل حكومة غزة، تبدأ بنفي الجماعات السلفية، مسؤوليتها عن هذا الفعل المستنكر، مرورا بالدوائر حول سبب اختيار فيكتور، من بين عشرات الأجانب المتواجدين في غزة، لما له من نشاطات فاعلة كمتضامن مقيم، وانتهاء بالتوقيت المتزامن، باقتراب قدوم اكبر حملة سفن، لفك الحصار عن غزة، ومحاولات إسرائيل المستميتة لإجهاضها، مما يجعل هذه الجريمة، توظيف إضافي وعامل مساعد، لمساعي إحباط قدوم المتضامنين الأجانب، وتأكيدا لادعائها بان التطرف توطن في غزة، كل هذا ممكن لكن، يجب علينا عدم الإنكار، بان البيئة المتوفرة تساعد بنمو أفكار هدامة، قد تتقاطع وتحقق أهداف إسرائيل دون مقصد، وليس بالضرورة بالارتباط المباشر، فالجهل والغباء وصراعاتنا الداخلية، وابتعادنا عن عاداتنا وتقاليدنا العريقة، وفهمنا المغلوط لديننا الحنيف، عوامل مساعدة للاحتلال، والمعالجات الخاطئة لمثل هكذا ظواهر كما سبق، قد تنمي إذكاء روح الانتقام، فعلي حكومة غزة الإسراع في كشف الحقائق، وإعلانها وتقديم الجناة للمحاكمة ومحاسبتهم، وكشف الجهة التي تقف خلفهم، ووضع آليات لحماية المجتمع والمتضامنين معه، لضمان عدم تكرار مثل هذه الجريمة، والعمل علي معالجة تبعات هذه الجريمة البشعة، داخليا وخارجيا، بالشراكة مع الكل الوطني، لأنها مسؤولية جماعية، لا تخص فريق دون سواه، ونتائجها الكارثية ستطال الجميع لا فصيلا بعينه. فيكتور الإنسان من غزة لروحك سلام

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل