لمن الفرح في مكة؟

مساعد العبدلي عرس رياضي جديد تشهده مكة المكرمة يعيد صياغة تاريخ قديم لكرة القدم السعودية...تاريخ تجاوز العقود الأربعة...تاريخ كرة القدم على الملاعب الترابية.. تاريخ النقل الإذاعي...تاريخ التلفزيون الأبيض والأسود.. ـ يعيد الوحدة والهلال الليلة كتابة التاريخ الرياضي عندما يلتقيان على نهائي واحدة من أغلى وأهم المسابقات السعودية وهو نهائي كأس ولي العهد... ـ الوصول للنهائي شرف وإنجاز للوحدة والهلال...الفريقان يضيفان لهذا الإنجاز إنجازاً آخر هو إعادة كتابة التاريخ من خلال إقامة المباراة في مكة المكرمة... ـ من يتابع الرياضة السعودية يشعر بأهمية إعادة التاريخ من خلال إقامة المباراة في مكة المكرمة حيث إن إقامتها هناك كان حديث كل الأوساط بل إأنه غطى كثيراً على تغطية استعدادات الفريقين وكان هو الحديث الإعلامي الأبرز منذ إعلان إقامة المباراة هناك... ـ الفريقان لا يحتاجان لأي حديث...الهلال فريق البطولات المتمرس الخبير المكتمل العناصر المحلية والأجنبية والمتمتع بثقافة تحقيق البطولات يواجه فريق الوحدة الطموح الغائب عن المنصات والبطولات لكنه يملك الحق الشرعي في تحقيق البطولة ـ لن أتحدث عن الجوانب الفنية لأنها ستشبع طرحاً من خلال استوديوهات التحليل.. الجانب الأهم في لقاء اليوم (من وجهة نظري) هو الجوانب النفسية ومن ينجح في التعامل معها سيكون هو حامل اللقب... ـ في تصوري أن الضغوط النفسية ستكون أشد على الفريق الهلالي لأنه فريق تعود تحقيق البطولات واعتادت جماهيره الاحتفال بالألقاب ولن تقبل بخسارة لقب قريب جداً من الخزانة الهلالية على اعتبار أن الهلال يتفوق كثيراً على منافسه (مع احترامي الشديد لفريق الوحدة)... أي أن الهلال لو حقق البطولة سيكون أمراً متوقعاً بينما لو خسر ستكون مفاجأة مدوية ومن هنا يكون الضغط النفسي شديداً على لاعبي الهلال... ـ في الجانب الآخر يملك الوحداويون حقهم في تحقيق اللقب والطموح حق مشروع للجميع لكنني أتصور أن الوحداويين يعون جيداً الفوارق الفنية وبالتالي لن يضغطوا على لاعبيهم وسيطالبونهم ببذل كل الجهود فإن تحقق اللقب فهذا هو الهدف وإن جاءت النتيجة عكس ذلك فهو أمر غير مستغرب ومن هنا من المفترض أن يكون الضغط النفسي أقل على لاعبي الوحدة... ـ مبروك للفريقين نيل شرف الظهور في النهائي الغالي ومبروك مقدماً لمن سيتوشح الذهب ويرسم فرحة جديدة مع كتابة تاريخ جديد. * نقلاً عن "الرياضية" السعودية