المحتوى الرئيسى

مجدي خليل يكتب: ميدان التحرير هو الحل

04/15 16:45

لو انتظر الغرب محاربة الإرهاب بالإدلة القانونية أمام المحاكم لفشلوا فى أثبات تهمة الإرهاب أمام القضاء على بن لادن نفسه،فهناك أمور تؤخد فيها القرائن بدلا من الأدلة، وهناك من الأمور الذى يعتمل فيها روح القانون وليس نصه، وهناك أمور يؤخذ فيها بالمحاكمات الشعبية، وهناك أمور يؤخذ فيها برأى مجموعة من الناس بناء على فكرة المذنب وغير المذنب حتى ولو كان ذلك غير مستند على قانون محدد ولكن على مفهوم وروح العدالة كما فى نظام المحلفين، وهناك من الأمور ما يعتمد الدليل السياسى بديلا عن الدليل القانونى. فعلى حد علمى لأول مرة تحكم محكمة أمريكية بمطاردة مواطن أمريكى وقتله أينما وجد كما حدث فى الحكم ضد انور العوالقى، الأمريكى من أصول يمنية، والمطارد حاليا فى اليمن من قبل الجيش والمخابرات الأمريكية فى مخبئه فى اليمن، وهناك المحاكمات السياسية عن الفساد السياسى، والذى هو أخطر انواع الفساد،لأن الفساد السياسى هو المحرك لكل فساد .فى الثورات أيضا، التى تسعى لتغيير حركة التاريخ وتغيير مساره، لا ينتظر منها أن تأخذ بالاساليب الكلاسيكية للعدالة، بل  بادوات ثورية تحقق العدل وأهداف الثورة فى تغيير التاريخ وتسريع حركته فى نفس الوقت، ولو أخذت الثورة بالادوات العادية لما أنجزت شيئا ولكانت حركتها اشبه بالبطة العرجاء، ولهذا تعجبت من تصريح لأحد أعضاء المجلس العسكرى بأن القانون الجنائى ليست به تهمة الفساد السياسى، من قال لك أن الفيصل هو القانون الجنائى وليست المحاكمات الثورية،عندما نحاسب مسئول على فيلا وشقة وطقم الماظ، ونترك فساده السياسى الرهيب وملياراته المهربة، نكون قد نزلنا بسقف العدالة إلى أدنى درجاتها.في مصر، تسير الأمور ببطء شديد يوحى بالمحافظة على النظام القديم بكل مؤسساته واساليبه فى العمل.الفاسدون والمستبدون يعلمون جيدا أن الشعوب لا ترحم إذا جاء وقت الحساب ، ولهذا فهم يخفون كل معالم لجرائمهم ويلقون بالمسئوليات على غيرهم ويؤمنون سرقاتهم وينسجون الصداقات فى الخارج تحسبا لمثل هذا اليوم. الجزء الظاهر من الفساد والذى يمكن التحقيق بشأنه لا يمثل شئ ، هو فقط الجزء الذى يصعب اخفاءه لأنه يتمثل فى فيلات وعقارات يستخدمها الفاسد وعائلته، فالذى يملك عدة فيلات سياحية بعشرات الملايين فمن المؤكد ان ثروته بمئات الملايين إن لم تكن بالمليارات.هل يتوقع المصريون رجوع مئات المليارات التى نهبت من اموال الشعب خلال العقود السابقة؟ إذا حلموا بذلك يكونوا واهمين،لن يعود إلا الفتات، فحب المال أصل كل الشرور،والسارق لقوت الشعوب وأموال الغلابة هو شخص شرير لن يعترف بسرقاته، والكثير من الفاسدين يموتون قبل أن يستمتعوا بسرقاتهم ، وقد يسجن سارق سنوات طويلة ولكن حبه للمال يجعله يصر على الانكار،ولهذا استغربت للدعوة إلى المصالحة مع القديم بحجة التسامح والغفران وعفى الله عما سلف. الثورة التى تتسامح مع القديم يسقط عنها معنى كلمة ثورة.هناك الالآف الذين افسدوا الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية فى عهد مبارك، ولن يقر أى منهم بفساده، ولن يعترفوا ابدا بما يملكون، ولهذا فأن روح العدالة تستوجب محاكمتهم على الصورة العامة، وعلى المسئولية والفساد السياسي ،وعلى الدور،وعلى التخريب العام، وعلى تدمير المؤسسات وهلهلة الدولة، وعلى تعذيب المواطنين،وعلى الفتن الطائفية،وعلى قتل روح الآمل فى الشعب، وعلى تحطيم مقدرات الأمة المصرية، وعلى التردى الذى وصلت اليه مصر.... وعلى التفسخ الذى وصلت اليه الشخصية المصرية.مصر تحتاج إلى أكثر من جمعة تطهير حتى يلقى كل هؤلاء الفسدة  جزاءهم....،فوجودهم طلقاء دليل على فشل الثورة وعلى وجود ثورة مضادة بالفعل.نحن مازلنا نتحرك فى الموجة الأولى للثورة، وميدان التحرير هو الضمانة الوحيدة لحراسة الثورة والعمل ضد الثورة المضادة وضد التيارات التى تريد أن تخطفها بعيدا عن أهدافها، ولأننا مازلنا فى بدايات ثورة لم تنجز أهدافها بعد، ولهذا نقول:ميدان التحرير هو الحل.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل