خالد حبيب يكتب: كابوس بينزاح، وبداية مشوار، أيوه كده يا شرف!

شرف: أداء نموذجي احترافي، من تفعيل مشروع محور التعمير، الى بيان اعلامي أسبوعي لمنع الشائعات و متابعة التنفيذ، و من  تغيير المحافظين الي زيارة موقع الحدث و التحقيق الفوري في أحداث التحرير. يمد يدا للخليج و في الوقت ذاته يزيل العوائق من مسار افريقي فيه شريان الحياة. لا يخشى التعبير عن رأيه في الموضوعات الشائكة، و لا يخجل من الاعتراف بالخطأ (مثل اختيار الجمل للحوار الوطني). انسان طبيعي، يجتهد و يخطئ و يصيب، لديه توجه و رأي و مش بس ماشي جنب الحيط، لأنه يعلم قدر مصر التي يقودها و المسؤولية تجاه من اختاروه و يراقبون أداءه، تكليف شعبي لا تفويض الهي. فخورون بك يا شرف..ذكاء: و يشكك البعض في سهولة القبض على العصابة  بكامل أفرادها و يتساءلون لماذا لم يهربوا ، نظرية المؤامرة من جديد. رأي متواضع: يبدو لي أنهم كانوا علي يقين تام من قدرتهم على العودة للسلطة، و بما أنهم كانوا طليقين منذ بدأ الثورة، فقد نشطوا في التخطيط باستخدام وسائل اعلام مستقلة اسما و فاسدة فعلا، مع آلاف من الأعوان الذين يخشون على أموال و ممتلكات منهوبة. و كلما اقتربت مقصلة الثورة كانوا كما الخروف وقت الذبح، "فرفرة النزع الأخير". لم يتخيلوا عظمة و اصرار شعب اختزن الحكمة و الارادة و الوعي. و عندما ترى المجموعة المنورة في طرة و تتذكر أنهم ضيعوا مصر في 30 سنة  بخططهم و ادارتهم ، فانك ستطمأن الي مستوى الذكاء  و أنه من الطبيعي أن تفشل ثورتهم المضادة. زي فيلم اسماعيل ياسين: هو بغباوته!سرور : هجوم عنيف لاقته الزميلة المصري اليوم بسبب نشرها حوارا مع فتحي سرور. أوضحت الصحيفة أنها تنحاز للمهنية و حرية الرأي ، و أنها رأت من حق سرور أن يعطى فرصة للحديث و الدفاع عن نفسه في وجه طوفان الهجوم. عنده حق الراجل. لقد تحمل هجوما عنيفا لمدة ثلاثين يوما في 3 أو 4 صحف مستقلة ( و بدون زعل لم يكن ذا أهمية كبرى للكثيرين بالنظر الى طبيعة السيرك الذي كان يدار في المجلس). و لكن ما قيمة 30 يوما من الهجوم في مقابل 30 عاما من السيطرة المخيفة على المصطبة في المجلس. الم يكن سيد قراره و سيد قشطة و كل حاجة، أم يكن يخرس النواب و يستمتع بالحديث لساعات متواصلة ( كانت فرصة عظيمة لمصابي الأرق ليتمكنوا من النوم الهادئ). و الله كنت أشفق على رجال يبدون محترمين و هم يرفعون أيديهم و يستجدون فرصة من الميس أو الأبلة (المشرفة على الفصل يعني ) من أجل الحديث. أسأل الزملاء في المصري اليوم، كان ممكن يقول ايه جديد أو ذو قيمة، كان قال من زمان، خسارة الحبر و الورق..نائب: و عندما ترى النماذج المتنوعة من شخصيات مصرية تنير سماء القاهرة بآراء و أفكار و مشروعات و فكر مستنير و مبادرات ، الباز و زويل و ساويرس و البرادعي و موسى و قنديل و صباحي و حتاتة و حمزاوي و محمد غنيم و فهمي هويدي و سلامة أحمد سلامة و غيرهم كثيرون ممن نبغوا في مجالات ابداع و تفوق حقيقي بعيدا عن عبقرية النفاق و عملقة النهب العقاري و احترافية الأمن و التعذيب، فانك تتذكر كيف بقينا بدون نائب رئيس و بنفس القيادات لسنوات طوال..للدرجة دي ما كانش شايف أو فاهم خالص..؟تخصص: تعودنا أن نكون خبراء في كل المجالات. عادي جدا أن تقابل الأستاذ الدكتور المهندس المستشار الخبير العالمي في التغذية و الذي يتحدث في التكتيك الحربي للقوات الأمريكية في العراق. كفاية. حان وقت التخصص: مجالات محددة. لدينا القدرة و الموارد الطبيعية و الخبرات اللازمة للنجاح فيها، و أولها الزراعة، مجال تنطبق عليه المعايير السابقة و يوفر فرص عمل لمئات الآلاف و يقدم منتجات أساسية توفر المليارات التي تضيع في الاستيراد، بالاضافة الى تحرير الاقتصاد و القرار السياسي من ضغط الدائنين. ثم تأتي مرحلة الصناعات التكميلية، من غذائية و ملابس و خلافه. كوريا بدأت معنا في الخمسينيات ، و لكنها اختارت تحقيق الاكتفاء الذاتي و تجويد الانتاج. و تدريجيا خرجت بمنتجاتها لعالم التصدير. مش لازم من الابرة للصاروخ، حاولناها و انتهينا بصواريخ البانجو و المولوتوف.سياحة: كنت في فندق 5 نجوم بقلب القاهرة الأسبوع الماضي، كان خاويا تماما، 10 نزلاء و 8 سيدات ( شكلهم أخلاقهم مش كويسة)، و الجميع يتبادلون الأدوار و النزلاء  كل ليلة. حاجة تكسف. لدينا كنز سياحي أسطوري (أكثر بكثير من البوق الذي أعاده حواس للمتحف). لابد من وضع خطط استراتيجية لخلق صورة مرتبطة بكل قطاع من قطاعات السياحة المصرية       (مزارات، تاريخ، سياحة أعمال و معارض و  مؤتمرات، استشفاء، دينية، رياضية، استجمام). و هذه الصورة المرتبطة –Branding- ، نجدها حاضرة في كل المطبوعات و ووسائل الدعاية و الترويج و حتى في طبيعة و أسلوب فرق العمل التي تتولاها. حرام أن تتساوي رومانيا معنا سياحيا و كل ما لديها قلعة عدى عليها دراكيولا و هي فعليا لا تزيد عن دوار ريفي في بلدي ميت بدر حلاوة. و حرام أن نروج لمطاعم و راقصات و فنانات ، و ينتهي الأمر بشباب يبذل الجهد و العرق مع سائحات في سن الزهور ما بين السبعين و التسعين، و يخسر نفسه بلا طائل. نحتاج خبير للسياحة و ليس سائحا لتولي الوزارةانجازات: في زيارة للمحلة الكبرى رأيت سيدات القرى يستمتعن بالغناء  و هن يغسلن الأواني و الملابس في الترعة. و عندما سألت اكتشفت أن هناك العديد من القرى التي لم تصلها المياه النقية و الكهرباء. أجدها صعبة التصديق، خصوصا أن الحكومة كانت تعلن في بداية كل عام عن وصول الكهرباء و المياه ل99% من القرى المصرية. يبدو أنني دائما ما أزور نسبة ال1 % من القرى (و هي تقريبا كل قرى الدلتا). و يعطينا  هذا صورة جميلة عن انجازات 30 عاما. يعني احنا عملنا كوبري 6 أكتوبر و المترو و قناة مودرن سبورت و برنامج البيت بيتك و صفر المونديال و مسلسل راجل و ست ستات و فيلم عمر و سلمي (جزء أول و ثاني ما شاء الله) و ميلودي أفلام أم العربي و أنتجنا الفخفخينا و روبي ، و ابداعات ايناس الدغيدي و قصور جولف القطامية و عشوائيات الدويقة و أرض اللواء، مغ اغلاق بؤر الصناعة الفاسدة و تسريح ملايين العامليين لتنشيط اقتصاد المقاهي و البلاي ستيشن. حقيقي انجاز..تعليم : لدينا خبراء عظام في التعليم و علاقتي به لا تتعدى كوني محاضرا لطلبة الدراسات العليا بالجامعة. و لكن اسمحوا بتخيل عملي لبعض التفاصيل. نبدأ بنظرة شاملة للمنهج و تنقيته و تطويره ( نبني على ماتطبقه دول عربية شقيقة سبقتنا كثيرا). يتم تحديد أساليب و أدوات التدريس و منها نضع التوصيف الوظيفي و الذي يتضمن القدرات و المهارات الأساسية لمعلمي المادة. بعدها يتم تقييم المعلمين مقارنة بهذه المهارات ( تقييم حقيقي علمي و ليس امتحان الكادر التقليدي)، يكون الناتج هو تحديد المهارات التي تحتاج للتطوير و و وضع برنامج تدريبي مكثف للتطوير ( هذه الخطوات أتحدى أنها لن تحتاج أكثر من شهرين اذا حددنا لها فريق عمل بصلاحيات محددة).  بعدها يتم اعادة هيكلة الرواتب بما يتناسب مع قيمة الوظيفة و تكلفة المعيشة الحقيقية. و مع بداية العام الدراسي ، تراقب الفصول بشكل دوري مع استطلاع رأي الطلبة و أولياء الأمور للتأكد من التزام المدرس، و يتم تجريم الدروس الخصوصية بقوة القانون. سترتفع تكلفة الدراسة و لكن الواقع يقول أن الآباء يدفعون مبالغ طائلة فقط بطريق الدرس الخصوصي الملتوي. و بصراحة أيضا ، حان الوقت للتخلي عن فكرة الحاق الجميع بالجامعة. التعليم الفني و الصناعي أكثر ارتباطا بفرص العمل و الانتاجية و احتياجات الوطن..جربوها..ثورة أعجازية، لا مثيل لها في التاريخ: السرعة، النقاء ، وضوح الأهداف، تفكيك نظام فاسد متغلغل، اسقاط الرؤوس بالقانون و بدون اجراءات استثنائية، جعلونا نفخر بكوننا مصريين و نسطر صفحات من ذهب في تاريخ الحضارة. و بعدين الاعجاز ده يدي أمل في كل المستحيلات،مبارك يقول أنا آسف،  القذافي يرحل، تامر حسني يحلق، ايناس تخرج فيلم نظيف، الزمالك ياخد الدوري،برامج الرياضة تذيع مباريات مش خناقات.. أحلام كثيرة صغيرة و كبيرة، من حقنا نحلم و نشوف الحلم بيتحقق كمان..عظيمة يا مصر..