> «ثوَّار الحيطان» يرسمون شوارع مصر

 كانوا يكتبون «الحجاب فريضة كالصلاة» و«ياسر الجبار» و«أحمد+ هبة = حب» أو حتي «البرنس فوزي 0135556661»، كانوا يفعلون ذلك بفطرة أجدادهم «الفراعين» الذين خلدوا وجودهم بالكتابة والحفر والرسم علي جدران المقابر. اليوم، تغيرت كتابات الناس وحفرياتهم علي حوائط وجدران الشوارع، صاروا يكتبون شعارات ثورة 25 يناير، ويتفنون في رسم كلماتهم بخط عربي جميل، بل ويتجاوزونها لرسم شخصيات ورموز، يكتبون بالعربية والإنجليزية ويرسمون دبابة ومجند جيش وهرمًا وهلالاً وصليبًا. اليوم، انطلقت مواهب الثوّار في الرسم والتفنن في كتابة شعارات الثورة من ميدان التحرير إلي باقي شوارع مصر، ستقابلك علي سور الجراج الملاصق للمركز الثقافي الفرنسي، رسومات، قال حارس الجراج، إنها لشاب من أهل المنطقة، والشاب رسم رجلا يمسك بطفل ويمسك بعلم، علي جانبه شجرة وفي خلفيته تشرق الشمس، ورسم دبابة صغيرة الحجم بجانبها جندي كبير الحجم يقف ليحمي أسرة تمسك بالعلم. وعلي سور هيئة قصور الثقافة، اكتفي الرسام التلقائي برسم أسد يواجه غزالة، الغزالة لم تكن تجري والأسد يجري بل كانت تواجهه، وعلي جدار «الحمام العمومي» بميدان الفلكي، رسم الفنان صورة لشهيد الثورة «إسلام رأفت» ولم ينس أن يذكر سنه «18 عاما»، وعلي الجدار المقابل كتب أحدهم بخط عشوائي «عايزين حرية.. عايزين نعيش»، «أنا مصري.. مصر أم الدنيا، علي مر الزمان، زهرة وسلام وحب في إيد كل إنسان»، ولم ينس أحمد طارق أن يوقع باسمه علي جملته تلك التي رسمها علي سور الجامعة الأمريكية، وعلي نفس السور ستجد مجند جيش يمسك بمسدس وعليه كتب خطر، وستجد شابا يرتدي «تي شيرتا» بلون علم مصر ويحمل بيديه كلمة «freedom». السور الموجود في شارع محمد محمود، كان أكبر، كأنه لوحة مفتوحة، من يمر أمامه «يعدي عليه» ليكتب ويرسم ما يريد ولا ينسي أن يوقع باسمه، الناس تخيرت مناطق كتاباتها وسط رسومات الهلال والصليب والأهرامات المرسومة علي السور، أيمن كمال عرّف نفسه بأنه ناشط سياسي من بني سويف وكتب «شهداء 25 يناير كللوا نصر أكتوبر ولست اتجاوز في هذا». نجلاء كتبت «بكرة أحلي إنشاء الله»، نادين رسمت شخصية حنظلة التي اشتهر برسمها الفنان الفلسطيني الراحل ناجي العلي ولم تنس أن تكتب «كنا هنا وثرنا واحتفلنا بمكسبنا، وعلي الصليب كتب أحدهم: جوزيف زميلنا ومرقص حبايبنا وأهلنا، وآخر كتب أبيات أبي القاسم الشابي «إذا الشعب يوما أراد الحياة..» علي أوراق زهرة حمراء. «فطوطة حمادة» أكد أنه «مصري وأفتخر25يناير ثورة حقيقية»، و«استلف» كلمات أغنية محمد منير «ياناس يا مكبوتة، هية دي الحدوتة»، وكان «علي صلاح صفط اللبن» هو الأكثر عملية وكتب بخط منمق ملون: من النهارده دي بلدك إنت.. ما ترميش زبالة.. ما تدفعش رشوة..ما تزورش ورقة..ولا تخضع لظلم...».