العرب في تصفيات إفريقيا لأوليمبياد لندن.. الفرصة ممكنة

كتب- محمود دياب: تتسابق 5 دول عربية لحجز أماكنها بين أول 8 دول إفريقية من بين 16 فريقًا يخوضون دوري المجموعات الأول للتصفيات الإفريقية المؤهلة لدورة الألعاب الأوليمبية بلندن المقرر لها صيف 2012م.   القرعة الأولى لدوري الـ16 أوقعت مصر في مواجهة السودان والجزائر في مواجهة زامبيا والمغرب مع الكونغو الديمقراطية، وأخيرًا تونس أمام السنغال، والسؤال الذين يسيطر على الساحة الرياضية، هو هل تستطيع الدول العربية المشاركة في دوري الـ16 أن تحجز مكانها بين الفرق الثمانية الأولى، والذين سيخوضون تصفيات أخرى فيما بينهم على أن يصعد للنهائيات أول ثلاثة فرق، بينما ينافس صاحب المركز الرابع مثيله من قارة آسيا ليلحق الفائز بالنهائيات؟، أم أن هذه الصحوة العربية يمكن ألا تمتد إلى الدور القادم؟، هذا ما سيحدده الخبراء في السطور القادمة: في البداية يؤكد هاني رمزي المدير الفني للمنتخب المصري الأوليمبي أن دوري المجموعات في غاية القوة، خاصةً أن كل المنتخبات القوية في هذه المرحلة السنية قد تأهلت بالفعل مثل زامبيا وساحل العاج وجنوب إفريقيا، مشيدًا بفريق السودان الذي أطاح بغانا والكاميرون، مؤكدًا أنه سيكون نواةً لفريق قوي يمثل جنوب وادي النيل على مستوى المنتخبات الأولى فيما بعد ويعيد الأمجاد لصقور الجديان مرة أخرى ويمحو مسلسل الكبوات التي تعرض لها على مدار العقود الماضية.     هاني رمزيوأشار رمزي إلى أن التصفيات سوف تشهد المزيد من المفاجآت لأنه شخصيًّا لم يكن يتوقع خروج المنتخب الأوليمبي الكاميروني الذي يعتبر من أعرق المنتخبات الإفريقية مشاركة في الأولمبياد خاصة، وأعرب رمزي عن سعادته بإقصائه بتسوانا من الدور التمهيدي رغم صعوبة مباراتي الذهاب والإياب خاصة أن المنافس كان مطعمًا بعددٍ كبيرٍ من لاعبي المنتخب الأول أول المتأهلين لبطولة الأمم الإفريقية للكبار في غينيا الاستوائية والجابون 2012، مشيرًا إلى أن الكرة في تلك الدولة الإفريقية تطورت كثيرًا متوقعًا منافستها فرق الغرب الكبيرة مستقبلاً.   ويؤكد زكريا ناصف نجم الأهلي والمنتخب المصري السابق أن وصول 5 فرق عربية للتصفيات الأولى يرجع للطفرة التي شهدتها هذه الدول، مشيرًا إلى أن الفرق العربية لديها فرصة تاريخية للتواجد في الأوليمبياد التي تعد مناسبةً جيدةً لعرض مهارات اللاعبين أمام عيون العالم، خاصةً أن تلك البطولة يسلط عليها أنظار كل الكرويين والسماسرة وأندية أوروبا التي تحاول خطف الموهوبين منهم في تلك السن الصغيرة التي لا تزيد عن 23 سنة، مما قد يؤدي إلى الارتقاء بمستوى اللاعبين.   وطالب المسئولين عن اللعبة بالدول الخمس بالاهتمام بتلك الفرق، والتي تعد نواةً للمنتخب الأول بكل منها في تصفيات المونديال المقبل بالبرازيل 2014م؛ لأنه وقتها سيكون متوسط عمر اللاعبين 27 سنة وهي السن النموذجية لأي فريق قوي قادر على حصد البطولات، خاصةً مع وجود عامل الخبرة الذي سيتوافر مع الوقت، مؤكدًا أنه يجب من الآن وضع خطة إعداد لوصول تلك الفرق للمونديال.     مصطفى يونسوأعلن مصطفى يونس مدرب منتخب الشباب المصري السابق أن جيل المنتخب الأوليمبي ومنتخب الشباب الحالي في مصر سوف يكونا امتدادًا حقيقيًّا للجيل الذهبي الذي صنعه حسن شحاتة وسيحققون مفاجآت مدوية، وأن نفس الحال مع الفرق العربية التي تأهلت للدوري المجموعات بالتصفيات، والتي تملك مواهب قادرة على الاستمرار بشرط تأهيلها بشكل جيد.   أما طارق يحيى المدير الفني لفريق مصر المقاصة فقد برر تأهل خمس فرق عربية لأول مرة في التاريخ بأن الكرة في شمال إفريقيا أصبحت أعلى في المستوى بكثير من الجنوب والغرب؛ لأن اللاعبين في ذلك السن بإفريقيا السمراء يخرج إلى أوروبا للاحتراف، وينسى أمر انتمائه لبلده عكس الدول العربية التي ترتفع فيها عاطفة الانتماء وحب الوطن، بدليل أن مصر كسبت فرقًا بها محترفين بأقوى الفرق مثل كوت ديفوار وغانا والكاميرون رغم أن الدوري المصري للهواة متوقعًا أن تحدث طفرة في الكرة بدول شمال القارة مستقبلاً.      طارق يحيىوأكد نجم الزمالك الأسبق أن ما حدث من تأهل تلك الفرق الخمسة يعد إنجازًا في حد ذاته، خاصةً أن الدوري متوقف بعدة دول مثل مصر وتونس والجزائر بسبب الأحداث السياسية المتلاحقة، متمنيًا أن تتأهل مصر التي فشلت في ذلك منذ قرابة عشرين عامًا وتحديدًا في أوليمبياد برشلونة 1992م.   وأضاف أن لوائح الترشح لأولمبياد لندن تنص على تقسيم المنتخبات الإفريقية المتأهلة لدور المجموعات القادم إلى 4 مجموعات تضم كل واحدة منها 4 فرق، تتأهل أفضل 3 منتخبات متصدرة لمجموعتها مباشرة إلى لندن 2012م على أن يخوض أسوأ منتخب متصدر لمجموعته بقلة الأهداف أو التصنيف مباراة فاصلة مع نظيره من القارة الآسيوية في لندن خلال أبريل من العام القادم ليتأهل أحدهما إلى النهائيات، مشيرًا إلى أنه يتمنى أن تكون الفرق الأربعة عربية.