المحتوى الرئيسى

عبدالباقى الدوِّى يكتب: التغيير سنة الحياة

04/14 22:03

التغيير هو سنة الحياة وهو مدار حياة البشر وسنة الكون، فالتغيير حكمة الله فى الخلق لحدوث التقدم والرقى ولعدم الشعور بالملل والرتابة، فهذا حسن ومقبول لكن غير المتوقع هو حالة التغييرات التى تشهدها بلادنا العربية فى الفترة الحالية والتى عصفت وتعصف بأنظمة حكم بأكملها كنا نخالها أنظمة قوية وصلبة وتتحدى التغيير والتقلبات.. أنظمة ظلت جاثمة على قلوب شعوبها ردحاً من الزمان تتحدى الجميع، أنظمة رفضت أن تقر بأن التغيير قادم لا محالة وأن الشعوب الساكنة الساكتة على ضياع حقوقها ونهب ثرواتها وطمس معالمها مازالت حية، شعوب ساكتة لكن ليست بكماء شعوب ساكنة لكن ليست قعيدة مشلولة الحركة، وإنما هى شعوب صبورة طويلة البال، لكن لكل صبر نهاية وعندما يطفح الكيل ويفيض الظلم تضيق الدنيا فى وجوه الناس، يكون التغيير والتحرك. هذه التغييرات كانت أكبر مما كان يتصوره أحد فمن كان يتصور وفى مصر تحديداُ من كان يتصور أن نظام مبارك الديكتاتورى المستبد، هذا النظام الأمنى صاحب الدولة البوليسية التى كانت تتحكم فى كل صغيرة وكبيرة فى مصر وتتحكم فى مقادير العباد والبلاد حماية وحفاظاً على مبارك ومن حوله من حاشيته وحاشية أبنائه وزوجته هذه الدولة، التى ظلت تكبر وتكبر حتى صار الأمن دولة مستقلة داخل الدولة هذا النظام الرابض على قلب الكنانة منذ عام 81 كيف ينهار هذا النظام العتيد فى غضون ثمانية عشر يوماً وتنهار معه كل قيم ومبادئ عصابته التى كانت من حوله تلك القيم التى كانوا يتغنون بها ليل نهار بالشفافية والنزاهة التى يتمتعون بها وبما يبذلونه من جهد وتعب وعناء فى سبيل توفير سبل الحياة الكريمة للمواطنين. كان نظام مبارك وأركانه ظالمين ومغتصبين إلا من رحم ربى فلم يخرج معظم هذا النظام سليم ومعافى فى سمعته بل خرج مطروداً من السلطة طرد إبليس الرجيم ملعون من جموع المصريين مَن مِن أركان هذا النظام إلا وأُتهم فى شرفه ونزاهته وذمته المالية من منهم لم يسرق هذا الشعب المكلوم فى قياداته هذه القيادات التى خانت الأمانة وضيعت حقوق الأمة من منهم لم يسرق المليارات ويستحوذ على آلاف الأفدنة بالباطل، والزور من منهم لم يساهم فى تفاقم مشاكل مصر والمصريين من منهم لم يسهل الاستيلاء على المال العام ويربح نفسه وأسرته وغيره من ثروات هذا البلد من منهم لم يخن الأمانة الملقاة على عاتقه ولم يتق الله ولم يردعه رادع ولم يتذكر أن المجرم مهما طال بهم الزمن سوف يسقط عن قريب أوبعيد فى قبضة الحق فى الدنيا والآخرة. حتى أبسط حقوق الشعب حرموه منها من شربة ماء نقية ونظيفة بل راحوا يلوثون المياه بمخلفات مصانعهم وخراب ذممهم وراح الشعب المغلوب على أمره يشرب مياه عكرة وملوثة وفى أحيان كثيرة جلبت له المرض والفشل الكلوى والكبدى وغير صالحة للاستهلاك الآدمى. من منهم لم يحرم الشعب المطحون من الحصول على رغيف خبز دون مهانة وبهدلة طوابير الخبز من منهم لم يسهم فى بهدلة وتأخير وعطلة للناس من مواكب كثيرة وغلق لإشارات المرور لساعات طوية بمرور واحد منهم بسبب دواع أمنية أمنهم أهم من الشعب من منا لم يسوقه حظه العاثر ويقف فى إشارة مرور بالساعات وتكدس للسيارات بكل أنواعها بسبب مواكب السادة المسئولين لم يكن يعنى مبارك وأفراد حكوماته المتعاقبة لم يعنيهم الشعب ولا راحته ولا سلامتهم المهم أمنهم هم وسلامتهم هم لم يهتم الريس المخلوع بآهات شعبه ولا بتوسلات شبابه الباحث عن شقة صغيرة تؤويه هو وأهله بدلاً من العيش فى عشش وأحسن الظروف فى المقابر. بل كان اهتمامه هو ومن على شاكلته براحته بالعيشة الرغدة والحياة المنعمة أهتم مبارك وحاشيته بقصورهم وسكنهم الفاخر المهم الراحة لهم والخمول والترفيل فى الحرير ولا يهمهم الشعب يتعب يجوع يتعرى لا يهم المهم هم ومن حولهم، ولكن الآن كيف حالهم ومعظمهم محبوس على ذمة قضايا سلب ونهب وسرقة وخيانة أمانة وسوف يكون مآلهم إلى السجن المؤبد أو إلى الإعدام إن شاء الله وفى الأخرة سوف يقفون أمام الله ليحاسبهم على كل جرائمهم وما جنته أيديهم من جرائم ومصائب. دعنى أتساءل ما هو شعورهم الآن وهم فى هذا الموقف المشين وهم متهمين فى أماناتهم ومصدقياتهم الفضيحة والخراب فى انتظارهم لأن القضاء المصرى العادل لن يُفِلت أحدًا منهم بل سوف يصليهم بعذاب السجون أو المشانق إن تمت محاكماتهم بتهم الخيانة العظمى، وهو ما يرجوه كل أطياف الشعب المصرى ظنوا أن الدنيا دائمة والمناصب مخلوقه لهم لم يفكروا فى حساب ولا عقاب وحتى كل من كان يعاونهم كانوا على شاكلتهم فلما الخوف من العقاب ولو تذروا الحكمة القائلة لو دامت لغيركم ما وصلت إليكم.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل