المحتوى الرئيسى

كتيبة الإعدام

04/14 12:19

بقلم: مؤمن الدسوقي تذكرت هذه المقولة في الوقت الحالي عندما تابعت أحداث ما بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير المجيدة، وما تلاها من أحداث مؤسفة، من بلطجة وسرقات، من عناصر ترعرعت وتربت في كنف النظام الفرعوني السابق.   أعتقد أننا بحاجة إلى كتائب من التوعية التي تجوب البلاد شرقًا وغربًا؛ لشرح أهداف الثورة ونشر التوعية وآدب التعامل مع الناس في الحياة العامة والأمانة، وتوضيح أن الأمانه أكثر عائد من السرقة والبلطجة؛ لأنها ستكون دائمةً وبدون التعرُّض للمشكلات والمساءلة القانونية، والتي قد تهدر كل ما جمعه البلطجي أو الفاسد، كما حدث مع رجالات النظام الفاسد السابق، وإن رجال النظام السابق دليل على أنه لا حماية لبلطجي أو فاسد وإن طال الزمن.   إنه بدون كتائب التوعية والإرشاد لن يستقيم حال الوطن؛ لأن هؤلاء الأفراد لن يستقيم حالهم من الهواء، ولكن بالعمل والمجهود والتوعية والتربية، والذي أقترح أن يشارك فيه جميع فئات المجتمع، فما المانع أن يخصِّص كل فرد في المجتمع ساعةً واحدةً فقط، يجوب فيها الشوارع والطرقات في مجموعات توعية، يستقطبون فيها من يستشعرون فيهم أنهم بحاجة إلى هذه التوعية لنشر الأمانة والأدب بين فئات الشعب، وقد تصل إلى نشر التعليم ومحو الأمية في بعض الأحيان.   وتذكرت كيف بدأ محمد علي نهضة مصر عن طريق إرسال البعثات إلى أوروبا، وكان يقوم بجمع الصبية من الشوارع بالإجبار وتعليمهم وإرسالهم إلى أوروبا قسرًا، فكانوا أساس نهضة الأمة بعد عودتهم من أوروبا بعد حصولهم على شهادات الطب والهندسة, فكانت الغاية نبيلةً، ولكن الأسلوب كان فيه شيء من القسوة بحرمان الفتى من أهله وعائلته لفترة طويلة لبناء بلاده، ولكننا هنا نحن أمام موقف مختلف؛ فالوضع قاسٍ، ولن يتم إفراجه بالانتظار، ولكن يجب أن يكون هناك حزم في فرض النظام ولو بالقوة عن طريق كتائب التوعية.   ومع هذا النشاط أيضًا يجب توفير الحماية للمواطنين، ولو بالقوة العسكرية، والتي تكون في صورة كتائب من الشرطة مهمتها ضبط وإحضار كل من تسوِّل له نفسه ترويع المواطنين، كما حدث في الأيام الماضية، والتي يجب أن تتوفر لها الحماية وسرعة الانتشار للتحكم في أي بلطجي يُضبط بأي سلاح، وثبت أن استخدمه تجاه المواطنين العزل، ولتكن هذه الكتيبة هي "كتيبة الإعدام"؛ الإعدام لمدمني الفساد والبلطجة وترويع المواطنين العزل؛ الذين استبشروا خيرًا في ثورتهم المجيدة، ولكنهم فوجئوا بظهور هذه الوحوش الآدمية.   ويمكن الاستعانة بعناصر الجيش التي تم إحالتها إلى التقاعد لسد فراغ الشرطة والتعاون معهم لفرض الأمن والنظام والانضباط في ربوع الوطن الآمن.   إنها لحاجة ملحَّة الآن للبدء بالعمل والتوعية والإرشاد، ويلازمهما الحزم للبدء بالنهوض وتعويض السنين العجاف التي مررنا بها وانهارت فيها الأخلاق والمبادئ والتي قد تؤدي إلى انهيار الأمة إن استمر الحال على ما هو عليه من فساد وبلطجة. --------- * استشاري نظم المعلومات- [email protected]

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل