المحتوى الرئيسى

الوزير الغائب

04/14 10:19

بقلم: أشرف البربري 14 ابريل 2011 09:52:13 ص بتوقيت القاهرة تعليقات: 0 var addthis_pub = "mohamedtanna"; الوزير الغائب  بالتأكيد لا ينتظر أشد الناس تفاؤلا بالثورة أن تختفى المشكلات الحياتية للمصريين لمجرد سقوط الحكومة السابقة وتنصيب حكومة الثورة. لكن المؤكد أيضا هو أن أقل الناس تفاؤلا كان ينتظر أداء حكوميا مختلفا فى التعامل مع المشكلات. غير أن تعامل الحكومة «الثورية» وبخاصة وزير تضامنها جودة عبدالخالق أصاب أكثر الناس تفاؤلا بالإحباط وخيبة الأمل.فالدكتور جودة عبدالخالق جاء إلى الحكومة قادما من أعماق اليسار بعد أن كرس حياته الأكاديمية والسياسية لمحاربة الفقر ومساعدة الفقراء. ولكنه يبدو الآن وكأنه فقد ذاكرته الاقتصادية والفكرية فى مواجهة المشكلات التى لا يوجد بينها مشكلة جديدة لم يتناولها بالدرس والتحليل ولم يهاجم حكومات النظام البائد بسبب عجزها عن التعامل معها.وإذا كان من الصعب على وزير التضامن والعدالة الاجتماعية القضاء على أزمة «أنبوبة البوتاجاز» الموروثة خلال أسابيع قليلة فإن «يمين الثورة» يحتم عليه أن يصارح الشعب بحقائق الأزمة وآفاق حلها لا أن يستنسخ البيانات الغبية التى كانت ترددها الحكومات السابقة إما نفيا لوجود الأزمة أو تحميلا للشعب الذى لا يحسن معاملة «الأنبوبة» مسئولية الأزمة أو تقديما لمبررات غير مقنعةمن الشرق والغرب.الأمر نفسه يتكرر مع اشتعال أسعار العديد من المواد الغذائية الضرورية بصورة تضع الثورة كلها فى مواجهة خطر انقلاب شعبى عليها. ومرة ثانية ربما لا يمكن لوزارة عبدالخالق منع ارتفاع الأسعار لكن يمكنها بالتأكيد الإعلان عن خطوات ملموسة من أجل السيطرة عليها بدءا بالكشف عن حقيقة هذا الارتفاع وأسبابه إن كانت له أسباب وانتهاء بملاحقة المسئولين عن اشتعال الأسعار إن كان ذلك نتيجة ممارسات احتكارية.وإذا كان الشعب الثائر يستطيع الصبر شهورا حتى تتبلور النتائج السياسية لثورته فإنه لن يصبر بنفس القدر على المعاناة اليومية من نقص السلع الأساسية وارتفاع أسعارها لذلك فمهمة الدكتور جودة هى الأخطر بين وزراء الحكومة ولا يجب أن يتعامل معها بمنطق الأكاديمى الذى يعيش فى برج عاجى. إن أداء وزير التضامن فى حكومة الثورة برئاسة عصام شرف لا يختلف فى قليل ولا كثير عن أداء وزير التضامن فى «حكومة السجن» برئاسة أحمد نظيف. ولا شىء أخطر على الثورة من أن تعجز حكومتها عن توصيل رسالة أمل تفاؤل إلى الشعب من خلال خطوات ملموسة فى الاتجاه الصحيح حتى لو لم يكن لها نتائج فورية.وزارة التضامن والعدالة الاجتماعية تحتاج إلى العمل بمنطق «وزارة الحرب» لأن المجتمع الذى يعيش حالة ثورية استثنائية لا يمكنه القبول بهذا التعامل البطىء مع مشكلاته المعيشية التى لا تحتمل التأجيل ولذلك فإن الدكتور جودة عبدالخالق يحتاج بالفعل إلى وقفة مع النفس من أجل «ثورة مصر».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل