المحتوى الرئيسى

اسبقنى يا قلبى..

04/14 08:17

كانت أبلغ كلمات قالها الإعلامى الزميل يسرى فودة، فى ختام حواره مع عضوى المجلس الأعلى للقوات المسلحة اللواء أركان حرب محمد العصار، واللواء أركان حرب إسماعيل عتمان.. هى تلك التى تجيش بها قلوبنا: «فتعنى أن يسبقنا المجلس بخطوتين أو ثلاث».. والجيش فى قلوبنا بل فى أغلى ركن من هذا القلب الذى يحمل لجيشه العظيم مآثر لا حدود لها من الدفاع عن سلامة الوطن إلى انحيازه للثوار إلى رفض التوريث المعيب إلى رفض الخصخصة ببيع ما تبقى من القطاع العام.. والجيش الثائر قاد ثورة ضد الحكم الملكى الفاسد فى 1952، واحتضن ثورة يناير المجيدة فى 2011، ونعلم جميعاً أنه لولا احتضان الجيش لها لما نجحت فى الإطاحة بالرئيس السابق حسنى مبارك.. غير أن مطالب الثورة التى أكد الجيش مشروعيتها وتعهد بحمايتها وتحقيقها - تسير بخطى بطيئة، ولا نجد تفسيراً لهذا البطء مع كل ما يتحقق منها الآن.. ونسمع كثيراً بين طيات الكلام أن الجيش حريص على «الاستقرار!!» وظنى وظن كثيرين أنه لا استقرار بدون تغيير، حيث من المستحيل أن يتحقق الاستقرار مع وجود من ألحقوا بمصر جميع أنواع الأضرار وأشدها إيلاماً فى المواقع الحاكمة، وقد ثبت ذلك بالدليل القاطع، خاصة على ضوء ما جرى فجر السبت الماضى،  إذ من السذاجة المخلة أن نتوهم أن أركان النظام السابق وأدواته فى المحليات والمحافظات والمؤسسات الاقتصادية والصناعية وغيرها، ستسلم بسقوط النظام الذى مكنهم من نهب مصر وإفساد الحياة فيها.. وقد قال اللواء العصار - رداً على يسرى فودة بصدد عدم محاكمة الرئيس السابق ودائرته - بأن القانون المصرى لا يحتوى على مواد «تحاكم بتهمة الفساد»، وظنى أن الفساد ليس كلمة مجردة، بل هو يترجم إلى جرائم ترقى أحياناً إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية.. وقد كان أى وزير أو مسؤول إذا «هرش» يسبق ذلك دائماً بالتأكيد على أنه يفعل ذلك بتوجيهات الرئيس مبارك!..  فهل يعقل أن يأمر وزير بقتل مئات المتظاهرين من الثوار وإصابة الآلاف منهم بالرصاص الحى دون «توجيهات» الرئيس؟ وهل كان يجرؤ وزير أو مسؤول على إهدار المال العام والتفريط فى الأراضى والإهمال فى المرافق لدرجة إصابة الملايين بأمراض قاتلة والتقتير على التعليم والصحة، والأدهى الاستخفاف بملف مياه النيل، وغير ذلك الكثير من أوجه القصور والتقصير فى حق أبناء هذا الوطن ودوره ومكانته، دون «توجيهات» الرئيس؟! وهل تمت عمليات تزوير إرادة الشعب فى الانتخابات المتعددة بعيداً عن «توجيهاته؟» وأثق تماماً أن جيشنا الباسل على دراية بكل هذه الممارسات - أقصد الجرائم: ومن هنا نتطلع إلى محاكمة عادلة وإقصاء كل منظومة الفساد، حتى تستقر النفوس ونستثمر روح الثورة فى البناء والعمل بأقصى طاقاتنا. إن ما جرى فجر السبت الماضى دليل دامغ على أن الأصابع العابثة لاتزال تمارس الهدم ولجأت إلى أحط الأسلحة وأقذرها - أى الوقيعة بين الجيش والشعب - والرهان هنا على وعى الثوار وكل من انضم إليهم وعلى يقظتنا جميعاً، حيث يؤكد كل من أتحدث معه أن ما جرى فى ميدان التحرير لا يمت لشعب الثورة بأى صلة وقد أثبت المجلس العسكرى أن «الضباط»، الذين تسللوا إلى الميدان وحاولوا إحداث جفوة بين الشعب وجيشه، هم عناصر مفصولة من صفوف القوات المسلحة وكانوا أدوات للنظام البائد..  وقد استغربت أن يقول شاب من المعتصمين متسائلاً: لماذا أصر الجيش على فض الاعتصام احتراماً لقرار حظر التجول، بينما لم يفعل ذلك مع أماكن كانت تسهر حتى السادسة صباحاً؟ وأجبته بأنه من المفروض أن الثورة جاءت لتعدل «المايل»، فكيف لا يحترم شباب الثورة القانون؟ أتمنى تكرار ظهور أعضاء المجلس العسكرى ورئيس الحكومة د. عصام شرف ووزرائه، وأن نصارح الشعب بأنه لا رفع أجور ولا حتى تقاضى أجور إذا لم نعمل بجد وبأقصى طاقاتنا.. وإلا.. فلن تقوم لنا قائمة.. صحيح العمل حق.. والعمل شرف.. ولكنه أساساً واجب ــ بل الواجب الأول.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل