بالضمير المستتر (15): مزاد علني في الليجا الإسبانية
يبدو أن المزاد العلني للاعبين سيتم فتحه في إسبانيا هذا الصيف لأن الأكيد أن أندية الليجا لم تعد قادرة على مواصلة التحدي و الوقوف على كلتا رجليها بعد سطوة برشلونة و ريال مدريد على كل ما هو مادي و رياضي.شاهدنا كيف سقط فالنسيا من مركزه كمنافس مباشر للعملاقين الإسبانيين بسبب سوء التدبير و دخوله في أزمة مادية خانقة كادت تعصف بمستقبل الفريق، لكنه الآن يخطو بخطوات ناجحة للعودة إلى سابق عهده لكن المؤسف أن نشهد أندية عديدة ذات مدخول أضعف بكثير من فالنسيا تلحق بكوكبة المفلسين و من هؤلاء شاهدنا الكثير في إسبانيا هذا الموسم فأصبح الجميع يشكو من انشقاق خزائنه المادية و انعدام السيولة في جيوبه الصغيرة لتغذو الأزمة الإقتصادية عنوان الليجا الإسبانية.هذا الأسبوع، وجّه رئيس خيتافي ميجيل أنخيل توريس آخر إنذار إلى ريال سرقسطة من أجل الحصول على قيمة صفقة إنتقال إكيشوكو أوتشي إلى النادي الأراجوني و إلا فإن خيتافي سيطلب رسمياً من الاتحاد الإسباني لكرة القدم إسقاط سرقسطة إلى دوري الدرجة الثانية بسبب عدم وفائه بدفع ما عليه من ديون خارجية.الآن الأندية لا تبحث فقط عن إيجاد حلول لأزمتها المادية بل إن الموضوع بات مسألة صراع بين ناديين يتنافسان على عدم الهبوط إلى دوري الدرجة الثانية و قد يستغل أحدهما ورقته الرابحة لتحقيق مبتغاه على حساب الفريق الآخر بالبقاء في دوري الصفوة لكن الأمر يثير "الاشمئزاز" في حقيقة الأمر لأن كرة القدم رياضة تُبنى على الروح الرياضية و المنافسة الشريفة.المؤكد أن برشلونة و ريال مدريد لم يواجها عراقيل كثيرة للوصول إلى حيث هما الآن لأن باقي الأندية تعاني من سوء التدبير و التسيير كما أن عقلية تفكير مسؤوليها غير احترافية أبداً و لا تمت بصلة بدوري من أكبر الدوريات الأوروبية و العالمية.و لنعود إلى موضوعنا الرئيسي عن المزاد العلني، فكما يعلم الجميع، رئيس أتلتيكو مدريد إنريكي سيريثو و مالك النادي جيل مارين أكدا على أنهما سيستمعان لجميع العروض التي ستصل إلى النادي في الصيف المقبل ما يعني عرض جميع لاعبي الفريق للبيع، و ذلك ما كشفت عنه الصحف المدريدية في وقت لاحق مؤكدةً أن الكل في أتلتيكو مدريد مرشح للمغادرة في الصيف المقبل فيما عدى الأرجنتيني الكون أجويرو.على نفس النهج أيضاً سار خيتافي حين أكد رئيسه ميجيل أنخيل توريس أنه سيوافق على بيع جميع اللاعبين في الصيف المقبل لو إقتضى الأمرذلك، حتى أنه قام بخطوته الأولى بالوصول إلى إتفاق مع مسؤولي إسبانيول بشأن إنتقال المهاجم الأوروجوياني خوان ألبين مقابل 3 مليون يورو.بعد هذا كله، لا يمكن التعجب أو الاستغراب في حال خرج نادٍ إسباني آخر معلناً استعداده للتخلي عن فريقه بالكامل و كأن الأمر يعني "تغيير نعل حذاء" لكن الواقع يُبطل العجب لأن اليأس و الإحباط انتهكا كل حرمات الأندية الإسبانية ما عدى برشلونة و ريال مدريد كما أن للأزمة الإقتصادية دور كبير فيما تعاني منه حالياً أندية الليجا و للآسف الخاسر الأكبر من هذا كله هو المشاهد و متتبع كرة القدم الإسبانية.
Comments