بوضوح

 المعني الحقيقي لكلمة "ثورة" هو التغيير المستمر.. ذلك لأن التغيير هو قانون الحركة.. وهذا التغيير يجب ان يكون من الأدني إلي الأعلي.. والثورة لابد ان تتجاوز الماضي وتنتقل إلي البناء المستمر.. الثورة عمل شعبي.. جماهيري.. حركة شعب بأسره يستجمع قواه ليقوم باقتحام عنيد لكل المواقع والعوائق التي تعترض طريق حياته كما يتصورها.. إنها قفزة للأمام تعويضاً لما فات.. ووصولا إلي الآمال الكبري.. التي تبدو خلال المثل الأعلي لما يريده للأجيال القادمة.الثورة ليست عمل فرد.. وليست عمل فئة أو مجموعة ما.. وإنما قيمة الثورة الحقيقية بمدي شعبيتها وما تعبئه من قوة هذه الجماهير لاعادة صنع المستقبل والتقدم والبناء هو غاية الثورة لذلك لابد ان تخترق جميع الميادين لتحطيم الحواجز لتبني قواعد المستقبل المجيد.. من ارساء قواعد الحكم الديمقراطي السليم واقامة قواعد العدل والمساواة وترفع راية العلم والمعارف والثقافة في كل مكان علينا جميعا ان ندرك ان عملية البناء لا تقف مطلقا عند حد معين بل تستمر مادامت الحياة.الشعب المصري يملك من ايمانه بالله عز وجل ومن ايمانه بنفسه ما يمكن من فرض ارادته علي الحياة ليصوغها من جديد وفق أمانيه وآماله وأحلامه وطموحاته وتلك هي الثورة التي نريدها جميعاً من أجل الانتقال بكل قوة وتصميم مما كان قائماً بالفعل إلي ما ينبغي ان يقوم.. نحن في حاجة ماسة إلي الصدق والاخلاص في العمل ونبذ النفاق والكذب والكبرياء وهجر التعالي علي الشعب وترك التملق والرياء لتحل محلها الأحاسيس الانسانية الجماعية المتحضرة.. لتسهم بجدارة وحق في بناء المجتمع الجديد.. اننا في حاجة إلي الايثار لا الأثرة يجب ان نحب غيرنا كما نحب أنفسنا.. في حاجة إلي نسيان ذواتنا والفناء في ذات الآخرين لنحس باحساسهم ونشعر بما يشعرون به... فالمجتمع الفاضل لا يبنيه إلا الفضلاء..