المحتوى الرئيسى

سجن مزرعة طره: "بورتو" الحكومة الجديد

04/13 22:48

  - النحاس دشَّن السجن في نفس العام الذي ولد فيه مبارك - المزرعة رقم " 3" في سلسلة طره ويقع بين الزراعة والعقرب - يتكون من 7 عنابر أبرز روادها الإخوان ورجال الأعمال - الحكومة تحتل عنبر الإخوان الذي خلا بخروج أسامة سليمان   تحقيق: أحمد الجندي توافق الشهر والعام اللذين ولد فيهما الرئيس المخلوع حسني مبارك مع تأسيس سجن مزرعة طره، الذي أسسه مصطفى النحاس باشا في شهر مايو عام 1928م، وكأنه أُنشِئ من أجله؛ حيث انطلق سهم التأسيس مع سهم ميلاد مبارك الذي لم يكن يظن يومًا أن هذا السجن سيكون مثواه الأخير أو مثوى أبنائه وكبار رجاله، بعد اعتلائه منصة الحكم في مصر لمدة 30 عامًا، كان فيها الآمر الناهي، وبأوامره ابتلع هذا السجن آلاف الشرفاء من معارضيه وخصومه السياسيين.   ويشاء القدر أن تقرر النيابة العامة سجن مبارك ونجليه علاء وجمال لمدة 15 يومًا على ذمة التحقيق في بعد، جرائمهم التي ارتكبوها بحق هذا البلد وقتل أبنائه وسرقة أمواله، ويرحل الأبناء إلى سجن مزرعة طره، ليعدوا للاحتفال فيه بميلاد والدهم الذي سيلحقهم عقب خروجه من المستشفى المحبوس فيه إلى هذا السجن الذي ولد معه.   وسجن مزرعة طره هو أحد السجون الموجودة في منطقة سجون طره "الاستقبال،عنبر الزراعة، المزرعة، العقرب"، وهو سجن معروف بأنه مقر احتجاز السياسيين ورجال الأعمال ورجال الشرطة والقضاة المحكوم عليهم في قضايا فساد وتربح.   7 عنابر يوصف السجن وخاصة عندما يستقر فيه رجال الأعمال بأنه فندق 5 نجوم يقع في منطقة سجون طره بجوار عنبر الزراعة، ويتكون من 7 عنابر يسع العنبر في المتوسط 350 فردًا بإجمالي 2450 سجينًا وهي عنبر للجنائيين يخضع تمامًا لسيطرة رجال مباحث السجن وإدارته، على عكس العنابر الستة الأخرى والتي اكتسبت اسمها الرسمي من طبيعة المعتقلين فيها، فهناك عنبر الإخوان أو رقم "2" وقد احتجز فيه قيادات الإخوان وآخرهم المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد ورجل الأعمال حسن مالك، ود. أسامة سليمان، والعنبر رقم "3" للتائبين من الجماعات الإسلامية وبعض كوادر الأحزاب السياسية والذي يوجد به المستشفى.   أما العنبر رقم "4" فهو مخصص للجواسيس والمحكوم عليهم في قضايا التخابر، ويُعدُّ أحد مراكز الاحتجاز الضبابية؛ حيث تتوارد عنه معلومات متضاربة باستمرار، سواء من بعض المعتقلين السابقين أو من منظمات حقوق الإنسان، فهو يضم مزيجًا غريبًا من المتهمين بالتخابر لصالح الكيان الصهيوني وليبيا وإيران.    والعنبر رقم "5"  لضباط الشرطة والقضاة المحكوم عليهم في قضايا رشوة وغير ذلك، وهو أكثر أماكن سجن المزرعة غرابةً وتميزًا، فكون المساجين من الضباط والقضاة يضفي على المكان نوعًا من التغيير الملحوظ في المعاملة، سواء بتحديد زيارات شبه يومية أو في معاملة إدارة السجن، وتساهلها في إدخال كل ما يريده الضباط من الخارج.   أما التأديب فيقع في العنبرين "6، 7" ويتكون رقم "6"  من 7 زنازين انفرادية مساحة الزنزانة 2م ×2م، ولا يوجد بها إضاءة ولا فتحات للتهوية، وبها حمام واحد خارجي مشترك، وبخلاف العنابر الأخرى يقضي المعتقلون في التأديب حياتهم داخل زنازين مغلقة، ممنوعين من التحدث إلى بعضهم. فجدران الزنازين الإسمنتية هي حدود عالمهم بالكامل.   أما العنبر "7" والأخير فهو عنبر التأديب للجواسيس، وزنازينه الانفرادية الـ7 مضاءة، وتصلها المياه، ومعدة إعدادًا جيدًا للعيش بداخلها، وعلى الرغم من الأوامر المشددة لعنبري التأديب بقطع الاتصال نهائيًّا عنهم فإن الوضع يختلف حسب الأوامر؛ حيث يخضع الجواسيس لمعاملة خاصة في عنبر التأديب، والذي يتطابق مع العنبر السادس في تكوينه.   وبسجن المزرعة مستشفى صغير مطل على حديقة ويوجد به ملعب كبير لكرة القدم وآخر يستخدم كملعب للتنس أو للكرة الطائرة, وفي مدخل السجن غرف الإدارة والضباط ومأمور السجن وحجرة للزيارة.   أشهر نزلائه عاش بين جنبات سجن مزرعة طره العديد من المشاهير والسياسيين والإسلاميين ورجال الأعمال والوزراء السابقين، منهم مرشدو الإخوان الأستاذ عمر التلمساني والأستاذ محمد مهدي عاكف والدكتور محمد بديع، فضلاً عن رموز السياسة والصحافة في مصر من أمثال فؤاد سراج الدين والكاتب الصحفي مصطفى أمين وطارق وعبود الزمر وقيادات الجماعات الإسلامية، وصفوت الروبي وشمس بدران وكمال خليل والصحفي جمال فهمي وأيمن نور، حتى توفيق عبده إسماعيل، وهشام طلعت مصطفى، وماهر الجندي، وحسام أبو الفتوح، وعاطف سلام محتكر السكر الشهير، وخالد حامد محمود عضو مجلس الشعب السابق، ومحمد الوكيل رئيس قطاع الأخبار السابق بالتليفزيون، وعصمت أبو المعالي، وعمرو الهواري، ومصطفى البليدي وأحمد الريان، ومحيي الدين الغريب وزير المالية الأسبق، ومحسن شعلان وكيل وزارة الثقافة، وغيرهم.   إلا أن ثورة 25 يناير غيرت من نوعية رواد سجن المزرعة ليتغير عنبر الإخوان إلى عنبر الحكومة والذي انضم له نجلا حسني مبارك علاء وجمال، ويأتي على رأس قائمة رواد سجني المزرعة ود. أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب المنحل وصفوت الشريف، الأمين العام الأسبق للحزب الوطني ورئيس مجلس الشورى المنحل، وأحمد نظيف رئيس الوزراء الأسبق، وزكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق، وحبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق ورجاله حسن عبد الرحمن رئيس جهاز أمن الدولة، وإسماعيل الشاعر، وعدلي فايد، وأحمد رمزي، وقد سبقهم للسجن أحمد عز أمين التنظيم السابق بالحزب الوطني، وأحمد المغربي وزير الإسكان سابقًا، وزهير جرانة وزير السياحة سابقًا، وأنس الفقي وزير الإعلام سابقًا، كما لحق بهم محمد إبراهيم سليمان وزير الإسكان الأسبق، وعمرو عسل رئيس هيئة التنمية الصناعية، وأسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون السابق.   حكايات من السجن    أحمد أشرف خلال الحوار ويصف أحمد أشرف أحد قيادات الإخوان المسلمين الذين قضوا 3 سنوات في القضية العسكرية الشهيرة، وأحد نزلاء سجن مزرعة طره المسجون به علاء وجمال نجلا الرئيس المخلوع حسني مبارك وأركان نظامه، قائلاً: إن هذا السجن يتكون من 4 عنابر رئيسية هي عنبر رقم "1" وهو عنبر للطوارئ إذا امتلأت العنابر الأخرى بالجنائيين؛ حيث يتم وضعهم فيه، وعنبر "2" الذي كان يضم قيادات جماعة الإخوان المسلمين وبه الآن قيادات الحكومة والنظام السابق، وعنبر "3" وهو عنبر متهالك لا يوجد فيه أحد؛ لأنه تحت الصيانة، وعنبر "4" لنواب القروض وغيرهم من مرتكبي جرائم متعلقة بالأموال العامة، وعنبر المستشفى الذي كان محتجزًا به الدكتور أيمن نور، ويحتجز فيه بعض الأشخاص كنوعٍ من التمييز والتكريم، بالإضافة إلى عنبر التأديب.   ويضيف أن مساحة الحجرة الواحدة في العنبر 20م×6م، أما عنبر التأديب به 14 زنزانة مساحتها 2م×1,5م بكل زنزانة حمام صغير، ومحتجز فيها هشام طلعت مصطفى، وحبيب العادلي.   ويوضح أن السجن كان يضم الإخوان المسلمين والسياسيين ونواب القروض وبعض الجنائيين الذين يعملون في خدمة رجال الأعمال مقابل رواتب تدفع في الأمانات ويتسلمها أهاليهم حين زيارتهم، وأغلب هؤلاء السجناء من الحرفيين كالحلاقين وعمال الكهرباء وغيرهم، مشيرًا إلى أن الذي يتعامل مع الإخوان والسياسيين هو ضابط أمن الدولة الموجود داخل السجن، ولا يخضعون لمأمور السجن أو الضباط الآخرين وهو يشرف على سجون عنبر الزراعة وشديد الحراسة أيضًا إلى جانب المزرعة.   د. محمد عماد الدين  ويضيف الدكتور محمد عماد الدين القيادي بجماعة الإخوان المسلمين قصته مع سجن المزرعة قائلاً: "حبست في سجن المزرعة 3 مرات في أعوام "2000، 2005، 2008"، وكان الإخوان يقيمون في العنبر رقم "2"، وهو مكون من 8 غرف كبيرة تتسع الغرفة الواحدة لأكثر من 200 فرد، إلى جانب عنبر للجماعات الإسلامية والجهاد، وعنبر لرجال الأعمال، وآخر للشرطة والقضاة السابقين والجنائيين، فضلاً عن عنابر التأديب والمستشفى، وفي مقدمة كل عنبر توجد بعض الزنازين الانفرادية للتأديب".    ويستطرد: "بجانب كل عنبر من هذه العنابر ممر يفصل بينها، وفي الخارج فناء واسع به ملعب لكرة القدم ومعلب تنس وملعب لكرة الطائرة، ويوجد مسجد ملحق بالسجن، ومطبخ مركزي لإعداد الطعام للسجناء.   ويقول د. عماد: إن سجن مزرعة طره به شجرة عتيقة كان يجلس تحتها الإمام الشهيد سيد قطب، ليقرأ القرآن ويفسره لإخوانه المسجونين معه ما زالت موجودة حتى الآن بالسجن.   ويوضح أن ضابط أمن الدولة بسجن المزرعة هو الآمر الناهي، وصاحب القرار والكلمة، وقراراته وتعليماته نافذة على الجميع حتى مأمور السجن الذي يحمل رتبة عميد شرطة، وهو برتبة رائد أو نقيب.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل