المحتوى الرئيسى

ساحة الحرب الحقيقية لإسرائيل بقلم:حاتم سميح أبوطه

04/12 22:16

ساحة الحرب الحقيقية لإسرائيل بقلم/ حاتم سميح أبوطه ماجستير دراسات الشرق الأوسط فلسطين/ قطاع غزة [email protected] جوال/0599499278 لقد مر قطاع غزة في الأيام الماضية بغيبوبة جنونية تمثلت في أن الكل الفلسطيني يبحث عن موعد الحرب الحقيقية المعلن من قبل إسرائيل على قطاع غزة, وهذا ما زاد من جرأت إسرائيل في التمادي في أعمالها واغتيالاتها وانتهاكاتها ضد المدنيين الفلسطينيين, لأن الصورة الحاضرة لدى الأذهان والعقول الفلسطينية بأن ما خفي كان أعظم, وأن الضربات التي ينفذها الجيش الإسرائيلي هي ضربات صغيرة تسبق العاصفة الكبيرة كما يدعي الاحتلال وقد نجح في التسويق لهذا , وذلك ما أدركه الجيش الإسرائيلي الذي استمر يتنقل بصواريخ الموت, كافة محافظات قطاع غزة لتحصد مزيداً من أرواح الأبرياء الفلسطينيين, وقد بات المشهد بأن كل من سقط في هذا العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة يشكلوا مقدمة وعربون حرب ستأتي قريباً. إن خطورة الأحداث الأخيرة التي عصفت بقطاع غزة هو أننا لم ندرك منذ البداية كفلسطينيين بأن نتنياهو وحكومته غير قادرة أصلاً على أن تقوم بخوض حرب معلنة ضد قطاع غزة, وذلك نظراً للمتغيرات الداخلية وما يتجرعه من هاجس كبير يتربص بائتلافه الحكومي المتطرف, والذي واجه منذ البداية الكثير من المعيقات في سبيل تشكيلها منذ أن فاز بالأغلبية في الكنيست الإسرائيلي, وكذلك ما هو متغير من الناحية الإستراتيجية في المنطقة العربية التي تقع إسرائيل في موقف أشبه بالقطرة التي تموج بين أمواج بشرية والخطير اليوم في هذه الأمواج أنها تتحلى وتستلهم اليوم بالروح الثورية الفلسطينية التي أسست لها الثورة الفلسطينية الأولى في مواجهتها للغطرسة الإسرائيلية وكذلك ما رأيناه ورأته إسرائيل من مظاهر تجلت في كل الثورات العربية الحالية والقائمة بما رفعه الثائرين من أعلام فلسطينية وارتدائهم للكوفية الفلسطينية بشكل عفوي وتلقائي يوضح بأن فلسطين تعيش في قلب كل مواطن عربي ثائر على الأنظمة الباهتة, ولهذا أدركت العقلية الإسرائيلية بأنه من الخطأ الكبير أن تخوض إسرائيل حرباً واضحة ومعلنة وعلى على الهواء مباشرة أمام تلك الجماهير العربية التي مازالت في الشارع ولم تنزل عن الجبل بل هي الآن في قمته, ومستعدة في لحظة من اللحظات أن تضع إلى جانب شعارها الأساسي الذي يتمثل في ( الشعب يريد إسقاط النظام ) شعاراً أخر ليس بالبعيد وليس بالعصي على ألسنة الضمائر العربية العائدة من مشوارها البعيد ويكون بجانب شعارها هذا شعاراً آخر ينطق به ما يزيد عن 300 مليون عربي ( الشعب يريد إسقاط إسرائيل ) ولعله ليس بالشئ البعيد, مع توافر كافة المعطيات والمقومات التي من شأنها إنجاح هذا الشعار وتجعله قيد الطلب لحين إتمامه . ولعل المراقب للسلوك الإسرائيلي في الفترة الأخيرة وبخاصة بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة التي شنتها على قطاع غزة في العام 2008م , يتضح له بأن إسرائيل قد تعلمت الدروس جيداً وأنها باتت تفضل العمل في الخفاء كخيار أجدى وأنفع لها نظراً لما له من تأثير محدد وموجه ومعروف, ومحسوب العواقب, وأن الخوض مجدداً في عملية واسعة النطاق على قطاع غزة سيقابله كثير من الأزمات والمشكلات الداخلية على الصعيد الإسرائيلي والذي اتضح لنا جلياً في ما أوردته وزيرة الخارجية آنذاك تسيفي ليفني عن ذرائع تمثلت في اجتثاث لحركة حماس, وتغيرت وتبدلت الذريعة لتصبح منع إطلاق صواريخ المقاومة الفلسطينية, ثم تبدل ليكون تغيير الواقع في غزة, ما يدلل على عدم القدرة على إيجاد السبب الحقيقي الذي تضع له إطارا عاماً للنصر من خلاله ستخرج في النهاية وتقول بأننا قد خرجنا من غزة منتصرين, وهذا ما لا شك فيه أنه قد كان أبعد الأماني بالنسبة لها ولإسرائيل عامة, فلم تخرج من غزة ألا بخفي حنين, وخرجت هي وجيشها من غزة بأيادي ملطخة بمزيد من الدماء. ولعل تاريخ انتهاء الحرب الإسرائيلية المعلنة على غزة في بداية العام 2009م, يعتبر من أهم التواريخ الفاصلة في نمط التفكير الاستراتيجي الأمني للعقلية الإسرائيلية, حيث أنه قد أصبحت تعتمد على تكتيكات وأدوات جديدة في حربها ومواجهتها مع الشعب الفلسطيني ولعل عنوان هذه المرحلة يتمثل في ( العمل في الخفاء ) كإستراتيجية مناسبة لما حولها من ظروف محلية وإقليمية, حيث لجأت لاستيعاب الدروس من الانتقادات الدولية المتنامية لجرائم الحرب التي ارتكبتها في قطاع غزة, وخاصة بعد تعزيز هذه الانتقادات مع خروج تقرير جولدستون إلي العلن, فقد أصبحت تتبني إستراتيجية أخري تعتمد على تصفية الحسابات بشكل فردي من خلال عملية الاغتيالات الفردية والمنظمة التي طالت فلسطينيين في دبي باغتيالها للشهيد محمود المبحوح, وما قامت به من عملية اختطاف للمهندس الفلسطيني ضرار أبو سيسي في أوكرانيا وما تم تداوله عن اغتيال فلسطينيين في السودان وفي قطاع غزة مؤخرا وما ادعته من استهدافها لقوافل أسلحة كانت متوجهة لغزة من السودان,ً هو فعلياً ساحة الحرب الإسرائيلية الحقيقية, التي قد خرجت عن حدود المعركة المباشرة مع الشعب الفلسطيني في الداخل, لتفضل أن تعيد لنفسها قوة الردع المفقودة لديها, من خلال توجيه رسائل مبطنة عبر هذه الاغتيالات المنظمة لتقول أن لها اليد الأطول في المنطقة . ومن خلال ذلك أفسحت المجال واسعاً أمام توقعات لمزيد من فصول هذه العمليات المركزة والتي تستهدف فلسطينيين في الخارج أو في الداخل حتي, وهنا لن يكون لديها اعتبار للتهدئة على اعتبار أن عمليات الاغتيال تأتي في إطار تصفية الحسابات الشخصية الداخلية مع من يشكل خطراً على إسرائيل وليس لذلك علاقة بما تتحدث عنه من تهدئة, كما قالت عن ما بررته من استهداف ناشطين فلسطينيين من سرايا القدس والتي بدأت بعدها ارتفاع وتيرة التصعيد في قطاع غزة, ولكن وقفت هذه الوتيرة عند درجة محددة ليس في الاعتبار تخطيها في هذه المرحلة كما يعتقد نتنياهو وحكومته والتي بالكاد يسيطر على أطرافها, واضعاً في اعتباره هدف أمني وحيد وهو اللجوء إلى عمليات عسكرية ضمن النطاق المحدود جداً وتقوية جهاز (الموساد) ودعمه لمزيد من عمليات الاغتيال والخطف لفلسطينيين يعتقد أنهم قيادات في المقاومة الفلسطينية في الخارج والحجة لديه حاضرة دائما وهي منع وصول السلاح لحماس في غزة, بالإضافة لتفعيل جهاز (الشين بيت) داخلياً من أجل رصد المقاومة الفلسطينية وقياداتها وإبقاؤهم تحت الكماشة الإسرائيلية, هذا هو مخطط نتنياهو الأمني وذلك لضمان بقاء قوة الردع الإسرائيلية وإسكاتاً للأصوات التي تنادي بعمليات أوسع نطاقاً في قطاع غزة, و ليفسح لنفسه مزيداً من الوقت لمواجهة الضغط الفلسطيني السياسي المتنامي عليه من أجل الدخول بالمفاوضات الثنائية التي تصنف هذه المرة على أنها بالشروط الفلسطينية, وقد سعت القيادة الفلسطينية في الفترة الأخيرة أن تعزز ذلك الموقف, بمزيد من الضغط الدولي والأوروبي خاصة على نتنياهو وحكومته مستغلة بأن نتنياهو وحكومته لا يمتلكوا أية نوايا للسلام وليس لديه خطة واضحة مقبولة للسلام يمكن أن يقوم من خلالها بمواجهة هذه الضغوط المتتالية عليه وعلى حكومته. وربما قد فضل نتنياهو في هذه المرحلة أن يعطي لنفسه شغلاً سياسياً أكثر منه شغلاً عسكرياً مواجهاً ما يمكن أن ينشأ من عزلة سياسية لإسرائيل في العالم, ولعل ذلك الأمر سيبدو جلياً في الأيام القليلة القادمة, فلأول مرة يمتلك الفلسطينيين على ضعفهم , زمام المبادرة السياسية التي تحتاج لشريك حقيقي في الطرف الآخر هذا أن تمتع بأخلاقيات الشريك النزيه في الأصل متجاوزاً دماء أطفال فلسطين, والتي يمر على ذكري قافلة منهم اليوم 63 عاماً عندما قتلت منهم إسرائيل عمداً وعن سبق الإصرار والترصد, ما يزيد عن 150 طفل في مجزرة دير ياسين في العام 1948م , تلك الحقيقة التي لم ولن ينكرها التاريخ ولن تنساها الضمائر الحية في العالم . وفي النهاية يمكن لنا أن نقيم مستقبلاً واستباقياً, ماذا سيحل بقافلة الحرية (2) التي تمثل الضمير العالمي الحي إذا ما بقت إسرائيل على موقفها العدائي منها حتي اللحظة, وما هو الدور المنوط بجهاز الموساد الإسرائيلي ( الذراع الأطول لإسرائيل ) في سبيل إيقاف هذا الزحف العالمي ومن كافة الجنسيات العالمية نحو قطاع غزة ؟؟ وتوقعوا معي ضربة وفعل استباقي لهذا الجهاز يشمل وضع العقبات المتنوعة السياسية والقانونية والبشرية والمادية أمام هذه القافلة العالمية. وتوقعوا معي أيضاً الفعل السياسي الاستباقي الذي ستقوده إسرائيل وحليفتها الإستراتيجية الولايات المتحدة في وجه الاعتراف المتنامي من قبل الدول في الأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية , ستستخدم فيها كافة الأدوات المسموحة وغير المسموحة ضد الموقف الفلسطيني وسياسييه مما سيشكل نقلة نوعية في طبيعة الصراع الدائر في المنطقة ليكون صراعاً عالمياً وأطرافه كونية . وان غداً لناظره لقريب

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل