المحتوى الرئيسى

معركة غزة واللعب بالنار!

04/12 14:49

بقلم: حبيب أبو محفوظ ملَّ "الموساد" الصهيوني من التخمين والانتظار طويلاً لمعرفة نوعية الصواريخ "المهربة" إلى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، والتعرف على مقدار الخطر الذي من الممكن أن تشكِّله على الكيان الصهيوني مستقبلاً، فتصريحات الساسة والمحلِّلين الصهاينة حملت الكثير من رسائل التخويف والتحذير من وجود صواريخ جديدة لدى حركة حماس لم تُستخدم بعد؛ يكون الكيان الصهيوني عاجزًا أمامها تمام العجز.   وبالتالي فإن التفسير الأوليَّ لشدة الهجمة الصهيونية على قطاع غزة مؤخرًا؛ كان بهدف جر "كتائب القسام" إلى مربع الانفعال والإعلان عن نوعية الصواريخ "المهربة" من خلال الرد بإطلاقها؛ لتتكشف معها الأوراق المخفية، لا سيما أن الجيش الصهيوني وقف عاجزًا عن معرفة نوعية الصاروخ الذي أطلقته كتائب القسام على حافلة ركاب كانت تسير بالقرب من غزة قبل أيام.   يأتي هذا في الوقت الذي أعلن فيه الجيش الصهيوني الانتهاء من منظومة ما يُعرف بـ"القبة الحديدية"، والتي من المؤمل منها "صهيونيًّا" أن توفر الأمن لأكثر من مليون صهيوني، ناموا ليلهم في الملاجئ المحصنة ممن يعيشون في المغتصبات المحاذية للقطاع، هدفها اعتراض صواريخ المقاومة، لكنَّ مئات الملايين من الدولارات سقطت في معادلة المال أمام صواريخ محلية الصنع لا يكلف صنع الواحد منها سوى النزر اليسير من المال.   تشكِّل صواريخ المقاومة الفلسطينية هاجسًا مرعبًا للصهاينة، ظهر ذلك جليًّا من خلال التخبط في التصرفات، وانتهاك القوانين الدولية باختطاف المهندس ضرار أبو السيسي من أوكرانيا، ومن ثم توجيه الاتهام له بأنه العقل المدبر لتطور صواريخ القسام، في حين أن حركة حماس أعلنت أن أبو السيسي لا ينتمي إلى الحركة، وهو واحد من الذين دخلوا قطاع غزة "بصحبة أبو عمار" قادمًا من تونس بعد اتفاقية أوسلو عام 1993م، أضف إلى ذلك قصف طائرة حربية صهيونية لسيارة سودانية في منطقة "بور سودان"؛ بحجة أن فيها القيادي في كتائب القسام عبد اللطيف الأشقر!.   إلى الآن لم يسارع الثنائي "عباس- فياض" للتنديد بالمجازر الصهيونية على قطاع غزة، ومخطئٌ من ظن أن عباس قد وضع جميع البيض في السلة المصرية، فثمة حليف إستراتيجي قويٌّ له هو الاحتلال الصهيوني، وهو الذي لا يزال يضرب بسيف المحتل لا غيره.   في الأثناء يحاول الصهاينة استثمار حالة تشتُّت الانتباه العربي المشغول في ثوراته الداخلية، في الوقت الذي يسعى فيه إلى معرفة حقيقة الموقف المصري- بعد الثورة- من الحرب على قطاع غزة، زد على ذلك أن العدو الصهيوني بات يشعر أن ساحة المعركة باتت مفتوحةً أمامه بعد تراجع القاضي "غولدستون" عن تقريره مؤخرًا.   إن الشيء الذي يجب على الصهاينة فهمه جيدًا، هو أن العدوان الجديد على غزة لن يحقق ما عجز عن تحقيقه عامي 2008-2009م، فالمقاومة اليوم أقوى بكثير مما كانت عليه في السابق، وقد تحقق ذلك بفضل التغيير في معادلة المواجهة بعد الكشف عن تسريبات المفاوضات ومساس السلطة الفلسطينية بملفات بقيت بالنسبة للشعب الفلسطيني خطوطًا حمراء لا يجوز الاقتراب منها، فضلاً عن العبث بها، وهي: "القدس، اللاجئون، الحدود، الأمن، والمغتصبات".

Comments

عاجل