جريمة بشعة في الهرم

صارحها بهواجسه فلم تنكرها وأفصح لها عن الوساوس الشيطانية التي تحاصره وتطرد النوم من عينيه‏,‏ فلم تتفاعل معه أو تكترث بصدمته في حبها‏.‏ أخذ الفتي يراقب تصرفاتها ويقيس ردة فعلها في كل مرة يضبطها متلبسة بخيانة مشاعره وانتهاك قدسية أحاسيسه‏..‏ كان يتمني في قرارة نفسه لو أنها كذبته أو حتي خدعته بكلمات زائفة‏,‏ غير أنها لم تفعل بل إنها فاجأته بصراحتها السافرة قائلة له إنها حرة في تصرفاتها وأنه رغم علاقتهما ليس من حقه محاسبتها أو مراقبة تحركاتها‏.‏ لم يستطع الفتي السيطرة علي أعصابه أو كبح جماح غضبه وأمام تكرار مغامراتها الطائشة‏,‏ بيت النية وعقد العزم علي الانتقام منها والتخلص من العار الذي ألحقته به إلي الأبد‏..‏ وفي لحظة طيش طلب منها مرافقته إلي شقة جدته لتصفية الخلافات بينهما‏,‏ وهناك تربص بها وأنهال عليها طعنا بسكين‏,‏ حتي سقطت غارقة في دمائها وفارقت الحياة‏.‏ تفاصيل الجريمة تضمنها بلاغ تلقاه اللواء محسن حفظي مساعد أول وزير الداخلية لقطاع الأمن من والد المتهم يفيد بأنه أثناء زيارته لمسكن والدته المسنة‏75‏ عاما بأحد شوارع الهرم‏,‏ عثر في حجرة نومها علي فتاة مقتولة وغارقة في بركة من الدماء‏.‏ بعد إبلاغ الأجهزة الأمنية بالجيزة‏,‏ تم تشكيل فريق بحث بإشراف اللواءين فاروق لاشين مدير الأمن وكمال الدالي مدير الإدارة العامة لمباحث المديرية‏,‏ وبتكثيف التحريات وسؤال والدة صاحب البلاغ اتضح أن حفيدها‏24‏ سنة عاطل آخر من تردد عليها‏,‏ قبل اكتشاف والده الجريمة‏.‏ وبمناظرة الجثة تبين إصابتها بنحو‏11‏ طعنة نافذة بالبطن والظهر‏,‏ وعثر بجوار جثتها علي سكين ملوث بالدماء وبتفتيش مسكن الشاب المذكور وجد رجال المباحث رسالة ورقية يعتذر فيها المتهم لوالدته عن قتل محبوبته‏16‏ سنة طالبة داخل شقة جدته لوالده‏..‏ وبرر جريمته بخيانة الطالبة له رغم ارتباطهما بقصة حب منذ فترة طويلة‏.‏ تم ضبط المتهم وأمام النيابة اعترف بتفاصيل جريمته‏,‏ فأمر المحقق بحبسه علي ذمة القضية‏.‏