المحتوى الرئيسى

المصريون بين الثورة والثأر

04/12 09:46

بقلم: معتز بالله عبد الفتاح 12 ابريل 2011 09:25:56 ص بتوقيت القاهرة تعليقات: 0 var addthis_pub = "mohamedtanna"; المصريون بين الثورة والثأر أرفض تماما ذبح شباب الثورة الذين قرروا الاعتصام ليلا على مقصلة اتهامهم بالتهور، فلولا «تهورُهم» فى فترة سابقة لكنا الآن «نستمتع» بوجوه هى الآن خلف القضبان، وآخرون سيلحقون بهم (قولوا آمين). لكن فى نفس الوقت لا بد من إعادتهم للتيار الرئيسى للثورة المصرية بالتظاهر نهارا (إن كان حتما) وليس الاعتصام ليلا، لأننا، وهم، أهل ثورة ولسنا أهل ثأر. طالب الثورة طالب عدل وحق، وطالب الثأر قد لا يُبالى بهما. أتفهم تماما حماستهم وأُدين تماما تصرفَهم دفاعا عن الضباط الذين ظنوا فيهم الثورة على الظلم فى القوات المسلحة. ولكن قمة العقل أن نفاضل بين شر الخيرين، وخير الشرين. ودرء مفسدة خروج ضباط من القوات المسلحة على قيادتهم أكبر من منفعة المروءة فى الدفاع عنهم حتى ولو كانوا على حق. المعتصمون أبناؤنا أرادوا الحق فأخطأوه. وليس من أراد الحق فأخطأه كمن أراد الباطل فأصابه، كما قال على كرم الله وجهه. إن السياسة فى جانب منها فن الحفاظ على التوازن أثناء الارتقاء، فلا ترتق بما يفقدك توازنك فتقع، ولا تحرص على التوازن بدرجة تفقدك حماسة الارتقاء. ونحن الآن فى وضع يقتضى أن نتوازن وأن نضبط النفس لأقصى درجة لأن طالبى الثورة تراجعوا وطالبى الثأر جرونا إلى الاختيار بينهم وبين القوات المسلحة، وكلاهما علينا عزيز لا مجال للمفاضلة بينهما.أبناؤنا المعتصمون يريدون الاستقرار مثلنا، ولكنهم يريدونه عند نقطة مختلفة من النقطة التى نحن فيها. ورسالتى لهم نحن ذاهبون إليها بتوءدة. من يقود سيارة حديثة قوية فى وسط طريق ممهد، ليس كمن يقود حافلة متهالكة مليئة بالبشر وسط رياح عاتية والرؤية منعدمة، فالوصول ببطء وبسلامة خير من مخاطر السرعة والندامة. أرجو من شبابنا المعتصم، أن يعلموا أننى ومعى الكثيرون ندين أى استخدام للعنف من قواتنا الباسلة ضد أى مدنى، ولكن فى نفس الوقت عليهم أن يتفهموا أن أى عنف (لو حدث) لم يكن ضدهم، وإنما ضد ضباط أخطأوا لو صدق كلامهم أو كذب. هى حقيقة اختيارٌ بين صنوف الشر ودرجاته. لذا فالقبض على الضباط الثائرين، بدا ضرورة حتى لا ننتهىَ إلى انقلابٍ عسكرى يضيعُ فيه كلُ ما حققتموه وضحيتم من أجله. رحمة الله على موتانا، وشفى الله من أصيب. وقد وصلت رسالتكم واضحة للمجلس العسكرى ولمجلس الوزراء بسرعة وجدية فتح الكثير من ملفات الفساد. الثورة ضد الظلم والطغيان شرف لمن ينتسب إليها، والثأر خطر إن كان ضد آخر عمود فى بناء الوطن.  

نرشح لك

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل