مخاوف من آثار سلبية قد تصيب الاقتصاد الياباني

في تطور بالغ الخطورة ينبيء باحتمال تجاوز الكارثة النووية في اليابان كارثة مفاعل تشيرنوبل‏,‏اعلنت السلطات اليابانية امس رفع مستوي خطورة الازمة النووية في البلاد الي أعلي درجة‏,‏ وهو المستوي الذي يعادل مستوي كارثة مفاعل تشيرنوبل التي هزت العالم عام1986.  وذلك في الوقت الذي توقعت فيه الشركة المشغلة لمحطة فوكوشيما النووية المتضررة من الزلزال, ان يفوق حجم التسرب الاشعاعي منها في نهاية المطاف حجم الاشعاعات التي تسربت من المفاعل الروسي الشهير. واعلنت اليابان أمس رفع مستوي خطورة الازمة النووية في محطة فوكوشيما دايتشي النووية من الدرجة الخامسة الي السابعة وهو ما يعادل مستوي كارثة تشرنوبل بعد تقييمات جديدة للتسرب الاشعاعي من المحطة منذ وقوع كارثة الزلزال حتي الآن. ويعكس هذا التصنيف الخطورة المبدئية للأزمة وليس الوضع الحالي الذي يشهد انخفاضا في مستويات الاشعاع.وقال مسئول بوكالة الامان النووي و الصناعي اليابانية التي اصدرت الاعلان ان هذا تقدير أولي وهو يخضع لاقرار نهائي من الوكالة الدولية للطاقة الذرية. يذكر ان المقياس الدولي للحوادث النووية تصدره الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة ويصنف الحوادث النووية والاشعاعية حسب خطورتها من1 الي7 درجات و هو اعلي مستوي. واعربت شركة طوكيو الكتريك باور, المشغلة لمحطة فوكوشيما النووية, عن خشيتها من ان التسرب الاشعاعي من محطة فوكوشيما, قد يفوق في نهاية المطاف حجم التسرب الذي حدث في كارثة تشرنوبل في اوكرانيا. وقال مسئول بالشركة في تصريحات صحفية أمس إن التسرب الاشعاعي لم يتوقف بشكل كامل ونخشي انه في نهاية المطاف قد يفوق التسرب الذي حدث في تشرنوبل. جاء ذلك في الوقت الذي اكدت فيه وكالة الامان النووي و الصناعي اليابانية ان حجم الاشعاعات التي تسربت من محطة فوكوشيما يعادل نحو10% من كميةالاشعاعات التي تسربت من مفاعل تشرنوبيل. وفي المقابل أعلن إن رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان اعلن في مؤتمر صحفي بثه التلفزيون المحلي وان الوضع في محطة فوكوشيما دايتشي يستقر تدريجيا و ان كمية الاشعاعات المنبعثة من المحطة في انخفاض. وقال ناوتو إن المفاعلات في محطة فوكوشيما تتجه نحو الاستقرار خطوة بخطوة و ان مستوي المواد المشعة يتراجع, ودعا المواطنيين الي العودة الي حياتهم الطبيعية وعدم الذعر بسبب رفع مستوي الخطر وطالب اياهم بالتركيز علي إعادة إعمار البلاد من اثار الزلزال الذي ضرب اليابان11 مارس الماضي وما تلاه من موجات تسونامي مما تسبب في مقتل نحو13 الف شخص. و طالب رئيس الوزراء الياباني الشركة المشغلة للمحطة المعطوبة بتقديم جدول زمني محدد لاحتواء الازمة في المحطة. وتزامنت تصريحاته مع تأكيد يوكيو ايدانو كبير امناء مجلس الوزراء أن رفع مستوي خطورة الازمة النووية الي اعلي مستوي لا يعني وجود خطورة مباشرة علي الصحة. وأمام التدهور الشديد للوضع النووي في اليابان, اعترفت وكالة الامان النووي الحكومية بأنها أخفقت أحيانا في معالجة الحوادث التي شهدتها محطة فوكوشيما داياتشي المتضررة من الزلزال.ونقلت هيئة الاذاعة اليابانية عن هيديهيكو نيشيياما أحد كبار مسئولي الوكالة قوله إن الوكالة أخفقت في معالجة المشاكل التي لحقت بالمحطة علي نحو واضح حيث كانت تتوالي الحوادث الطارئة.ولكنه اكد أن الوكالة ستقوم بمراجعة كل ما قامت به حتي الآن, حتي تتمكن من استعادة عملية تبريد المفاعلات, مع الحفاظ علي سلامة الشعب الياباني في الوقت نفسه. وفي غضون ذلك, تعرضت منطقة شمال شرق اليابان امس لهزتين ارضيتين بلغت شدتهما6.3 درجة علي مقياس ريختر, مما أدي الي مقتل ثلاثة اشخاص في مقاطعة فوكوشيما و اهتزاز المباني في وسط طوكيو. وقالت وكالة الارصاد اليابانية ان أحدث هزة وقعت في منطقة فوكوشيما قرب المحطة النووية التي تعرضت لاضرار شديدة في كارثة الزلزال والتسونامي, وفي وقت سابق من اليوم ذاته تعرضت مقاطعة تشيبا المجاورة لطوكيو لهزة بلغت قوتها ايضا3,6 درجة من توابع ذلك الزلزال. واعلنت الشركة إن المضخات التي تضخ المياه الي المفاعلات ارقام1 و2 و3 بالمحطة تعمل جيدا عقب الهزتين الارتداديتين اللتين ضربتا شمال شرقي البلاد.الا ان الشركة اعادت في الوقت نفسه اصدار اوامرها بإجلاء العمال والمهندسين من المحطة لحين اجراء مزيد من الفحوص. وفي غضون ذلك, قالت السلطات اليابانية ان حريقا شب في المفاعل رقم4 بالمحطة النووية المعطوبة, الا ان قوات الدفاع الذاتي تمكنت من إخماده. وأضافت السلطات ان الحريق لم يؤثر علي مستويات الاشعاع حول المحطة أو علي انظمة التبريد داخلها. وفي بكين, جددت الحكومة الصينية امس طلبها لليابان بسرعة موافاتها بالمعلومات الخاصة بالأزمة النووية بعد ان رفعت طوكيو خطورة الازمة الي اعلي مستوي. وقال هونج لاي المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في مؤتمر صحفي نتمني ان يوافينا الجانب الياباني بمعلومات سريعة وشاملة ودقيقة حول الازمة. وحول وضع الاقتصاد الياباني, حذر وزير الاقتصاد الياباني كورو يوسانو من ان وضع الاقتصاد الياباني بعد كارثتي الزلزال و تسونامي من المرجح ان يزداد سوءا بما يفوق التوقعات التي صدرت في الايام الاولي للكارثة. وقال يوسانو ان التأثيرات السلبية للزلزال و تسونامي علي الاقتصاد ستكون كبيرة للغاية في بعض المناطق نظرا لاتجاه المستهلكين الي خفض الانفاق و تأثر امدادات الطاقة ووقف انتاج المصانع. ووصف ماساكي شيراكوا رئيس البنك المركزي الياباني وضع الاقتصاد الياباني بانه في حالة خطيرة. ومن جانبه,خفض صندوق النقد الدولي من توقعاته لنمو اقتصاد اليابان بسبب تدهور انتاج المصانع و نقص الطاقة بالاضافة الي الازمة النووية و غيرها من الاوضاع المتدهورة, حيث توقع الصندوق ان تحقق اليابان نموا اقتصاديا بنسبة4,1% هذا العام, مسجلة انخفاضا بنسبة2,0% عن توقعات النمو التي صدرت قبل الزلزال. وفي غضون ذلك, تراجع مؤشر نيكي للأسهم اليابانية لليوم الثاني علي التوالي بفعل تنامي المخاوف من أن تداعيات الزلزال قد تكون أشد من المتوقع. وهبط مؤشر نيكي6,1%.