المحتوى الرئيسى

اعتقال غباغبو بعد هجوم شامل على مقره في ابيدجان

04/12 07:48

ابيدجان (ا ف ب) - اعتقل رئيس ساحل العاج المنتهية ولايته لوران غباغبو الاثنين عقب هجوم شامل على مقر اقامته في ابيدجان شنته قوات خصمه الحسن وتارا مدعومة بالوسائل الجوية والمصفحات التابعة للقوات الفرنسية وبعثة الامم المتحدة.واستسلم غباغبو (65 عاما) الحاكم منذ العام الفين، في الواحدة بعد الظهر برفقة زوجته سيمون التي تعتبر من "صقور" النظام ونجله ميشال المولود من زواج اول.ودعا رئيس ساحل العاج المعترف به دوليا الحسن وتارا مساء الاثنين العاجيين الى الامتناع عن القيام باعمال انتقامية او باعمال عنف، في اول خطاب بعد توقيف غباغبو.وقال "ادعوكم الى الهدوء وضبط النفس".وبعد اعلانه عن "بزوغ فجر عهد جديد من الامل" كرر وتارا عبر التلفزيون رغبته تشكيل "لجنة الحقيقة والمصالحة" لتسليط الضوء على انتهاكات حقوق الانسان.واعلن بدء اجراءات قضائية ضد لوران غباغبو وزوجته ومعاونيه، مع تاكيده اتخاذ "كل الاجراءات لضمان سلامتهم".ورحب الرئيس الاميركي باراك اوباما الاثنين بتوقيف غباغبو ودعا جميع الميليشيات المسلحة الى القاء السلاح.كما شكر اوباما الامم المتحدة وباريس على العمل الذي انجزتاه في ساحل العاج لانهاء الازمة التي بدأت اثر انتخابات 28 تشرين الثاني/نوفمبر وتحولت الى مواجهة مسلحة خلفت كارثة انسانية.وفي نيويورك، اعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان توقيف غباغبو يسحل نهاية فصل ماسوي "ما ينبغي ان يحصل".وقال "ساتحدث مع الرئيس وتارا لبحث سبل التعاون بين الامم المتحدة وحكومة ساحل العاج لحل المشكلات التي ستنشا في المستقبل".وقال "لدينا اولا معلومات عن مقتل اكثر من الف شخص وفرار اكثر من 100 الف من البلاد. علينا مساعدتهم على اعادة الاستقرار وتطبيق القانون والاهتمام بالاوضاع الانسانية".وقال بان كي مون ان قوة الامم المتحدة والقوة الفرنسية تصرفتا بموجب المهمة التي حددها مجلس لامن الدولي لحماية المدنيين عبر "منع الاسلحة الثقيلة من قبل المدنيين وكان عينا الدفاع عن امن قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة لاننا تعرضنا في احيان كثيرة للهجوم".وتحدث مسؤولون في الامم المتحدة عن سقوط نحو 800 قتيل منذ بداية الازمة قبل اربعة اشهر، نصفهم في ابيدجان، مشيرين الى ان الحصيلة قد تكون اكبر من ذلك بكثير.ورحب الاتحاد الاوروبي كذلك بتوقيف غباغبو ووعد بمساعدة ساحل العاج لانعاش اقتصادها بهدف المساهمة في استقرارها.وبث التلفزيون تي سي اي الموالي لوتارا بعد الظهر صورا للرئيس السابق الذي تحصن في مقر اقامته خلال هجوم قوات وتارا التي دخلت الى ابيدجان في 31 اذار/مارس الماضي، وقد بدا بخير ولكنه متعب.وقال غباغبو "اريد ان يتوقفالقتال وان نعود الى الشق المدني من الازمة وان ننهي الامر بسرعة لكي يعود البلد الى سابق عهده".وبدا جالسا على سرير محاطا بوزير داخلية وتارا حامد بكايوكو واحد قادة ميلشيات وتارا اسياكا وتارا وكنيته "وتاو".وتظهر صور اخرى زوجته سيمون غباغبو، وقد بدا وجهها مسنا ومتعبا وشعرها اشعث.قال عضو في قوات وتارا ان اول ما قاله غباغبو بعد توقيفه هو "لا تقتلوني".واعلنت الامم المتحدة بعد ذلك ان شرطة بعثة الامم المتحدة تتولى ضمان سلامة غباغبو وزوجته وابنه ميشال.كما اعلنت توقف المعارك ما عدا بعض "جيوب المقاومة".ودعا غيوم سورو رئيس وزراء الحسن وتارا عبر التلفزيون تي سي اي القوات التي ما زالت موالية للرئيس السابق الى الانضمام اليه، واعدا بانه لن تتم مطاردة عناصرها.ولكن العديد من انصار غباغبو تعرضوا لسوء المعاملة لدى وصولهم الى فندق غالف، وكادوا يتعرضون للقتل.وجاء توقيف غباغبو في اليوم الثاني عشر لمعركة ابيدجان التي دخلتها قوات وتارا في 31 اذار/مارس بعد هجوم سريع شنته انطلاقا من شمال البلاد. كما استسلم غباغبو بعد ضربات شنتها مروحيات بعثة الامم المتحدة والقوة الفرنسية ليكورن مساء الاحد ونهار الاثنين على مقر الاقامة الرئاسي الواقع في حي كوكودي (شمال) والرئاسة في حي بلاتو الاداري (وسط).واستهدفت الغارات كما اعلن رسميا الاسلحة الثقيلة التابعة لقوات غباغبو التي تهدد المدنيين، وذلك بموجب قرار مجلس الامن الدولي 1975.وقال وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغيه في باريس ان هدف الاسرة الدولية هو تمكين وتارا من ان يتولى الرئاسة، واعتبر مشاركة قوة الامم المتحدة وقوة ليكورن بمثابة "دعم" لهجوم انصار وتارا.وكانت باريس والامم المتحدة حتى الان تصران انهما لم تشاركا في توقيفه، على عكس ما يؤكده انصار غباغبو.وبعد شن ضربات ونشر جنود فرنسيين في حي كوكودي حيث المقر الرئاسي الذي دمر جزئيا، دخلت بعد الظهر دخلت مدرعات ليكورن وبعثة الامم المتحدة الى القطاع لتحاصر المنطقة، ولتنطلق قوات وتارا في الهجوم بعد ان فشلت مرات عدة في كسر صمود خصومها.وبعد معارك عنيفة، دخلت مدرعات قوة الامم المتحدة وليكورن الى المنطقة.وبعد توقيف غباغبو، اجرى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مكالمة مطولة مع وتارا (69 عاما).ودفعت المعارك ابيدجان العاصمة الاقتصادية التي يقدر عدد سكانها باربعة ملايين نسمة، الى شفير كارثة انسانية.وقال منسق العمليات الانسانية بين وكالات الامم المتحدة والمنظمات غير الحكومية ندولامب نغوكيوي في اتصال هاتفي اجري معه من باريس "سجلنا تحركات واسعة جدا للسكان من حي الى اخر لان ما من حي آمن فعلا".واضاف "روى كثيرون لنا ان هناك الكثير من الجثث ممددة في الشوارع، وليس في حي السفارات فقط".والوضع في غاية الصعوبة ايضا داخل البلاد خصوصا في الغرب حيث اتهمت الامم المتحدة ومنظمات غير حكومية مقاتلي الفريقين بارتكاب مجازر واعدامات فورية وعمليات اغتصاب.ووعد وتارا بمحاسبة مرتكبي هذه الجرائم ولكن خبراء يشيرون الى انه يدين للقادة العسكريين الذين اوصلوه الى السلطة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل